تؤكد أخصائية التغذية بمستشفى قسنطينة الجامعي سارة بوشكيط، بأن تعزيز نظام المناعة بطرق صحية أمر مهم جدا لمجابهة كل الفيروسات و البكتيريا الضارة التي من شأنها أن تضعف بنية الجسد و تمرضه، خصوصا خلال فترات الصيام الطويلة التي يصعب معها تناول الأدوية والمضادات الحيوية، لذلك وجب حسبها، إتباع جملة من العادات اليومية لتقوية الجهاز المناعي بشكل طبيعي بداية بتنظيم نمط التغذية. و تشدد الأخصائية، على أهمية المحافظة على تناول غذاء صحي، لأن التغذية السليمة هي مفتاح دعم نظام المناعة القوي، وذلك بداية بتناول الكثير من الخضراوات والفواكه و البقوليات والدهون الصحية والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون كما يمكن أن يساعد النظام الغذائي الصحي في ضمان الحصول على كميات كافية من المغذيات الدقيقة التي تلعب دورا في الحفاظ على المناعة حسبها، بما في ذلك فيتامين «ب 6»، الذي نجده أكثر في الدجاج و الأسماك و التونة والموز والخضروات الخضراء و البطاطا، كما يعد فيتامين «ج» الموجود في الحمضيات مثل البرتقال والفراولة، وكذلك الطماطم والبروكلي والسلق والفلفل الأخضر، مفيدا جدا لتعزيز المناعة، إلى جانب فيتامين «ه» وأكثر الأطعمة الغنية به هي المكسرات، مثل اللوز وزيت عباد الشمس وبذور عباد الشمس و زبدة الفول السوداني والسلق. ونظرا لأن الخبراء يعتقدون أن الجسم يمتص الفيتامينات بشكل أكثر كفاءة من المصادر الغذائية، بدلا من المكملات، فإن أفضل طريقة لدعم جهاز المناعة حسبها، هي إتباع نظام غذائي متوازن، ناهيك عن ممارسة الرياضة بانتظام، على أن لا يقتصر النشاط البدني على بناء العضلات والمساعدة على التخلص من التوتر، بل يشمل التمارين الضرورية لتعزيز الدورة الدموية مما يسهل على الخلايا المناعية والجزيئات الأخرى التي تقاوم العدوى أن تنتقل بسهولة أكبر في جميع أنحاء الجسم فقد أظهرت الدراسات كما قالت، بأن أي نظام غذائي سليم يجب أن يترافق مع نظام حركي صحي لأن ممارسة ما لا يقل عن 30 دقيقة من التمارين المعتدلة إلى الشديدة يوميا يساعد على تحفيز جهاز المناعة. تنصح الأخصائية إضافة إلى ذلك، بشرب الماء الكافي، لأن الماء يلعب العديد من الأدوار المهمة في الجسم بما في ذلك دعم جهاز المناعة، حيث أن السائل الليمفاوي الذي يحمل خلايا مناعية مهمة لمكافحة العدوى في جميع أنحاء الجسم يتكون بشكل كبير من الماء، و الجفاف يؤدي إلى إبطاء حركته، مما يترتب عنه أحيانا ضعف في الجهاز المناعي. تركز المتحدثة كذلك، على أهمية الحصول على قسط كاف من النوم، فهناك الكثير من الأنشطة المهمة التي تحدث في الجسم عند النوم، على غرار تكوين الجزيئات الضرورية لمكافحة العدوى، و قد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض بعد التعرض للفيروسات، كما يتوجب على الصائمين كذلك، التقليل من التوتر فالإجهاد يؤثر على جهاز المناعة، وخاصة الإجهاد المزمن المتكرر وطويل الأمد. أما بالنسبة للمكملات الغذائية التي يتم استهلاكها عادة لتقوية مناعة الجسم، فتوضح الأخصائية سارة بوشكيط، بأنها تساعد فعلا على محاربة بعض الفيروسات على غرار فيروس كورونا لكنها لا تعوض الفيتامينات والبروتينات التي يحصل عليها الجسم من مصادرها الغذائية، مع ذلك تؤكد، بأن فيتامين «د» مثلا، ضروري جدا لعملية التمثيل الغذائي للعظام والمعادن، و لديه أيضا القدرة على تعديل الاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية، لذا فقد بينت دراسات قائمة على الملاحظة، ارتباط انخفاض مستويات فيتامين (د) بزيادة خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي خصوصا لدى كبار السن والأطفال، لذلك فإن المكملات الغنية بهذا الفيتامين قد تحمي من عدوى الجهاز التنفسي الحادة. لكن وجب التوضيح حسبها، بأن ما ذكر مرتبط أكثر بملاحظات وليس تأكيدا نهائيا على أن مكملات فيتامين (د) تكفي للوقاية من فيروس كورونا أو علاجه. تذكر الأخصائية بالإضافة إلى ذلك أهمية فيتامين «سي» و فيتامين «ج «(حمض الأسكوربيك) القابل للذوبان في الماء في تعزيز المناعة، حيث يعتقد أن له آثارا مفيدة على المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة وحرجة، وهو مضاد للأكسدة ويحارب الجذور الحرة وله خصائص مضادة للالتهابات، ويؤثر على المناعة الخلوية وسلامة الأوعية الدموية، ويعمل كعامل مساعد في توليد الكاتيكولامينات الذاتية، ولأن البشر قد يحتاجون إلى المزيد من فيتامين «ج» في حالات الإجهاد التأكسدي، فقد تم تقديم مكملات الفيتامين في العديد من الحالات المرضية، بما في ذلك العدوى الخطيرة. ونظرا لأن فيروس كورونا قد يتسبب في تعفن الدم ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة ، فإن الدراسات الأخيرة تنصح بإعطاء جرعات عالية من فيتامين سي لتخفيف الالتهاب وإصابة الأوعية الدموية لدى مرضى فيروس كورونا.