كشف وزير الري، طه دربال، بعنابة، أمس، عن رفع حصة توزيع المياه بالولاية خلال شهر رمضان وضخ كمية إضافية في نظام التوزيع اليومي، لتوفير الجو الملائم في الشهر الفضيل لسكان مختلف البلديات، إلى جانب اتخاذ إجراءات مماثلة خلال موسم الاصطياف، بعد المعاناة التي عرفتها عنابة العام الماضي مع شح التزود بالمياه. وأوضح الوزير في تصريح له عقب زيارة العمل والتفقد لعنابة، أنه غير راض عن نظام التوزيع الحالي على مستوى الولاية، حسب الشروحات التي قدمت له والتي تشير إلى أن 44 بالمائة من المواطنين يتزودون مرة كل 4 أيام و 33 بالمائة مرة كل 3 أيام و 7 بالمائة مرة خلال 5 أيام، مضيفا بالقول «من غير المعقول أن ولاية بحجم عنابة باعتبارها ولاية سياحية وصناعية وكذا فلاحية، تعيش هذه الوضعية الناجمة عن شح مصادر التزود بالمياه. مخطط التوزيع الحالي لا يليق بعنابة، والمبالغ الضخمة التي رصدت للقطاع يجب أن تترجم في الواقع وتقدم خدمة عمومية جيدة للمواطن». وحذر الوزير مسؤولي القطاع، من إهمال المنشآت الأخرى لإنتاج وتوزيع المياه، مع وضع محطة تحلية مياه البحر الجاري إنجازها بالدراوش حيز الاستغلال العام المقبل والتي تسمح بتزويد ولاية عنابة ب 16 ألف متر مكعب من المياه يوميا. ودعا الوزير لضرورة التحلي بالعقلانية في استغلال الموارد المائية، بعد أن فرضت التغيرات المناخية بدول منطقة البحر المتوسط، جفافا خلال السنوات الأخيرة، حيث كان الصيف الماضي حسب المسؤول، إنذارا وجب تداركه من خلال حل مشاكل التسيير والقضاء على التسربات والربط العشوائي وتجديد الشبكات، إلى جانب تأهيل الكادر البشري للتدخل في الوقت المناسب، قائلا «عندما كانت سدود ممتلئة كنا نبحث عن حلول سهلة فقط برفع حصص التزود، بقيت الآبار معطلة والآن الجميع ينتظر محطة التحلية وهي من الإجراءات الاستعجالية التي أقرها رئيس الجمهورية». وحسب العرض المقدم للوزير، فقد عرفت وضعية حشد السدود هذه السنة تحسنا ملحوظا بالمقارنة مع السنة الماضية، حيث بلغت نسبة امتلاء سد الشافية بالطارف وهو الممون الرئيسي لعنابة بالمياه الشروب، نسبة 24 بالمائة، ما يضمن التزود إلى غاية شهر أكتوبر المقبل، إلى جانب امتلاء سد ماكسة بنسبة 100 بالمائة، فالمؤشرات إيجابية حسب الوزير لتحسين برنامج التوزيع. وأكد الوزير أهمية المتابعة وسرعة إنجاز المشاريع الإستراتيجية في قطاع المياه بولاية عنابة وكذا مصادر تمويلها من الطارف، أهمها مشروع محطة تحلية مياه البحر، التي كانت محل معاينة ومتابعة للسلطات المركزية، بالإضافة إلى قناة جر المياه لولاية عنابة والتي تعرف تقدما، كما وصلت نسبة الأشغال على مستوى الخزانات التي تستقبل المياه 75 بالمائة، بسعة 20 ألف متر مكعب، بالإضافة إلى مشروع ربط محطة تصفية المياه القدرة بلعلاليق بمركب الحجار، والتي تضمن إنتاج 30 ألف متر مكعب من المياه يوميا، يمكن استغلالها في الصناعة والفلاحة واقتصاد نسبة 24 بالمائة من المياه التي يستهلكها مركب الحديد والصلب في رفع برنامج التوزيع الموجه للمواطنين وفقا للوزير. من جهته التمس والي عنابة من الوزير، التدخل لحل مشكل تزويد المستشفيات بالمياه من الشبكة الرئيسية، بدل الشبكة العادية، بعد تسجيل عجز وتذبذب على مستوى المصالح الاستشفائية والطبية، بالإضافة إلى الرفع من مستوى الجاهزية واليقظة في عملية التدخل لإصلاح التسربات. كما قام الوزير رفقة والي الولاية، بوضع حيز الخدمة لخزان مائي بسعة 10 آلاف متر مكعب بالمقاطعة الإدارية ذراع الريش، حيث سيساهم في رفع القدرات التخزينية بالمنطقة ويحسن من الخدمة العمومية للماء الشروب ويزيد في فترات توزيع المياه على المواطنين، مما يخلق نوعا من الأريحية بالنسبة لساكنة ذراع الريش والأقطاب السكنية الجديدة التابعة لها.