تراجع نشاط مربي الدواجن بعنابة تراجع نشاط مربي الدواجن بعنابة بشكل رهيب في الفترة الأخيرة ما يندر باختفاء هذه الشعبة نهائيا نظرا للمشاكل العديدة التي يتخبط فيها أصحاب المهنة والمتعلقة أساسا بغلاء أسعار الأعلاف والاضطرابات التي تعرفها أسعار اللحوم البيضاء ، ومن المتوقع أن تشهد في شهر رمضان المقبل ارتفاع كبير بسبب أزمة الأعلاف التي عرفت ارتفاعا قياسيا بلغ 5500 دج للقنطار ، مما أدى إلى عزوف الكثير من مربي الدواجن عن ممارسة هذا النشاط . وحسب ما أوضحه عدد من مربي الدواجن بعنابة ل " النصر " فإن عددهم تقلص من 600 إلى 60 مربيا خاصة في المناطق التي اشتهرت بإنتاج الدواجن بمنطقة العلمة ،التي كانت تحصي لوحدها ما يقارب ال 300 مدجنة ،أين كانت عنابة من بين الولايات الرائدة في هذا المجال ،تغطى طلب السوق الجهوي بنوعيها اللحوم البيضاء والبيض . ويرجع أهل المهنة سبب تقلص عدد المربين إلى إفلاس أصحاب المداجن جراء الخسائر المتتالية لم يستطيعوا أن يتحملوا غلاء الأعلاف والأدوية ،بالإضافة إلى تذبذب أسعاره ،ففي بعض الأحيان يقفز في أسواق الجملة إلى 200 دج للكيلوغرام ليهوى في ظرف قياسي إلى 120 دج ،مما أدى إلى مغادرة مربٍّي المهنة إلى شعب أخرى استفادت من الدعم الفلاحي كتربية الأبقار ،نظرا لدعم منتوج الحليب بعد تراكم المشاكل والعراقيل ،التي أصبحت تعيق نشاط تربية الدواجن . وأشار عدد من مربي الدواجن إلى أن أسعار اللحوم البيضاء سترتفع مجددا في شهر رمضان الفضيل، بالنظر لتراجع أعداد كبيرة من المربين الصغار عن هذا النشاط . ورغم التراجع النسبي في سعر كيلو من الدجاج الذي استقر في حدود 210 و200 دج للكيلو غرام لدى محلات البيع بالتجزئة، إلا أن مربي الدجاج يتوقعون عودته للارتفاع مجددا، لكون عدد كبير من المربين الصغار، الذين يشكلون أساس هذه المهنة عجزوا هذه المرة عن مزاولة هذا النشاط بسبب مشاكل واجهتهم، سيما ارتفاع أسعار الأعلاف والمواد المستعملة في حماية المنتوج من المرض، وارتفاع الضريبة. ويرى المربون أن عودة أسعار اللحوم البيضاء خاصة الدجاج منها للارتفاع مرده أيضا تخلي المموّنين ،الذين شكلوا في وقت سابق سندا لهم في حالة العسرة المالية عن هذا الدور، وباتوا يطالبون المربي بدفع المال مباشرة لنقل سلعته، سواء تعلق الأمر بالأعلاف أو الصيصان التي تعرف هي الأخرى تقلبات في السوق ، حيث تقفز من 30 دج للوحدة إلى 70 دج للوحدة في بعض الحالات. كما أكد هؤلاء المربين على طرح انشغالاتهم لدى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لتشجيع المربين من جهة والنهوض بالثروة الحيوانية في هذا المجال ، إلا أن نداءاتهم لم تلقى استجابة من قبل الوزارة الوصية ما قد يزيد من ارتفاع الأسعار التي يدفع ضريبتها المواطن البسيط.