الجزائر تقاطع مؤتمرا استخباراتيا في باماكو حول الإرهاب غيّبت الجزائر عن حضور اجتماع ضم رؤساء أجهزة استخبارات ست دول من منطقة الساحل السبت الفارط في باماكو استمر ليومين خصص لتدارس حالة اللا أمن في المنطقة، والتهديدات المتزايدة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وهو ما أفرغ هذه القمة من محتواها، على اعتبار أن الجزائر تعتبر الدولة الأكبر من حيث النفوذ والقوة في المنطقة، وهو ما يعني أن غيابها سيجعل قرارات القمة غير قابلة للتجسيد ميدانيا. أنهى رؤساء أجهزة استخبارات ست دول من منطقة الساحل السبت اجتماعا استخباراتيا في باماكو استمر ليومين خصص لتدارس التدهور الأمني في المنطقة بسبب تزايد نشاطات تنظيم "القاعدة". وغابت كل من الجزائر وموريتانيا عن الاجتماع الذي حضره استنادا إلى وكالة الصحافة الفرنسية- مديرو أجهزة الاستخبارات في مالي والنيجر وتشاد والسنغال وبوركينافاسو ونيجيريا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول شارك في الاجتماع قوله أن الأمن في فضاء الساحل "هو قضية الجميع، لكن هدف الاجتماع هو تعزيز الصلات على مستوى البلدان الواقعة جنوب الصحراء من أجل فعالية أفضل" حسب قوله. واعتبر المسؤول الأمني أن المعلومات والنشاط الاستخباراتي يجب أن يكونا "في قلب" الحرب ضد الإرهاب وحالة اللا أمن في المنطقة.وتعد هذه ثاني مرة تغيب الجزائر عن لقاء امني تستضيفه باماكو، بحيث سبق للجزائر أن قاطعت شهر جوان الفارط، القمة الجهوية الأولى لدول الساحل الخاصة بالتعاون القضائي، التي احتضنتها العاصمة المالية باماكو، وهي القمة التي دعا إليها ورعاها ديوان الأممالمتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة، بالتعاون مع الحكومة المالية.ويطرح غياب الجزائر وموريتانيا عن الاجتماع عديد التساؤلات، خاصة وأن الجزائر كانت قد قررت في الأيام الأخيرة إعادة سفيرها إلى العاصمة المالية باماكو بعد أربعة أشهر من استدعائه احتجاجا على إفراج مالي عن أربعة من عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بضغوط فرنسية مقابل إفراج التنظيم عن الرهينة الفرنسي بيار كامات في فيفري الماضي وقال مصدرمسؤول في وزارة الخارجية الجزائرية أن السفير نور الدين عيادي عاد إلى باماكو بعد أربعة أشهر من مغادرته لها بطلب من الوزارة، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تعود إلى طبيعتها بعد أزمة فبراير الماضي. كما أوضح أنه تمت تسوية الأزمة ضمن الأطر السياسية والدبلوماسي و يرى المراقبون أن التطورات الأخيرة التي عرفتها المنطقة جراء تزايد عمليات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي دفعت الجزائر ومالي إلى الإسراع في تسوية الخلافات بينهما لمجابهة هذه التطورات الأمنية. وأفيد بأن عودة سفير الجزائر لدى مالي إلى منصبه لم تكن على خلفية عودة العلاقات إلى سابق عهدها بقدر ما كانت نتيجة وجود حاجة ملحّة للجزائر كي يكون لديها تمثيل قوي في باماكو، في ظل تكثيف الفرنسيين دورهم في العاصمة المالية تحضيراً لعمليات مرتقبة ضد مواقع ل "القاعدة"في دول الساحل.وتحدثت أوساط إعلامية أجنبية، عن لقاء أمني هام يجري التحضير له ستحتضنه الجزائر يضم قادة جيوش دول الساحل في لقاء لم يُحدد تاريخه في مقر قيادة التنسيق في تمنراست. ووجّهت الجزائر رسائل إلى وزارات خارجية دول مجاورة تشترك معها في التنسيق الأمني وتدعوها فيها إلى توضيح بعض المعطيات في خصوص "التطورات اللافتة" في المنطقة وعلى رأسها على ما يبدو قضية المعركة التي تلوح في الأفق بين فرنسا والفرع المغاربي لتنظيم "القاعدة".