فتحت مدرسة ضباط الصف للمعتمدية الشهيد الصديق بوريدح بقالمة أبوابها للصحافة الوطنية و عموم المواطنين أمس الاثنين لإطلاعهم على آخر ما توصلت إليه من تطور في مناهج التعليم و التدريب العسكري و التحكم في التكنولوجيا و مبادئ العسكرية التقليدية. و كان قائد المدرسة العقيد هند الحاج في استقبال الصحفيين عند مدخل المدرسة رفقة مساعديه من كبار الضباط، و قدم بقاعة المحاضرات نبذة عن تاريخ المدرسة والمهام الموكلة لها في تكوين الكوادر البشرية المتخصصة في علوم التسيير و الاقتصاد و الموارد البشرية و المالية، و الضبطية العسكرية، و غيرها من التخصصات التي تمثل عصب التنظيم و التسيير داخل هياكل الجيش الوطني الشعبي التي تعتمد عليها المدرسة العريقة لتكوين المزيد من الكوادر كالدرك الوطني و الشرطة، في مجالات عديدة مرتبطة بالحياة العسكرية، و مع مرور الزمن أصبحت هذه القلعة الحصينة أسفل جبل ماونة التاريخي كأنها كلية من كليات جامعة 8 ماي 1945 المحاذية لها، تكون الكوادر البشرية المتمكنة من علوم الحاسوب و برامج و مناهج التسيير و الاقتصاد و التموين و الإمداد اللوجيستيكي للقوات المسلحة في السلم و الحرب. تحرص مدرسة ضباط الصف للمعتمدية بقالمة على تلبية رغبات الشباب الجزائري من كل ولايات الوطن عند فتح مسابقات الالتحاق بها كل سنة في حدود المقاعد المتاحة و التخصصات التي تحتاجها هياكل الجيش الوطني الشعبي التي تعتمد على الطلبة المنحدرين من الحياة المدنية، لإمداد الجيش بالعنصر البشري المتمكن من التحكم في المالية و الموارد البشرية و كتابة الضبط و برامج الحاسوب و اللغات و غيرها من المعارف التي تعتمد عليها الحياة العسكرية. ويتخرج المئات من ضباط الصف الجزائريين و الأجانب كل عام و يلتحقون بمهامهم الجديدة و حياة عسكرية عملية يطبقون فيها ما تحصلوا عليه من معارف، في مجال التسيير و المالية و التعليم العسكري القاعدي الذي يكون منطلق المسيرة للطلبة المنحدرين من الحياة المدنية، الذين قرروا الالتحاق بصفوف الجيش الوطني الشعبي كشرف و تضحية في سبيل الوطن و الأمة. و تعتمد المدرسة التي أنشئت سنة 1982 على هيئة تدريس متمكنة في مختلف التخصصات، و تعد هيكلا من هياكل التكوين للمديرية المركزية للمعتمدية، مهمتها ضمان التكوين الفعال لضباط الصف لسلاح المعتمدية، و تمد مختلف القيادات و المديريات و المصالح المركزية التابعة لوزارة الدفاع الوطني، و جيوش الدول الشقيقة و الصديقة المرتبطة بعلاقات تعاون مع الجزائر. و يعتبر قادة المدرسة بأن جهاز التكوين يعد حجر الأساس لتطوير الجيش الوطني الشعبي، من خلال تحسين مؤهلات الفرد و تعزيز قدراته، و من ثم دعم قوام المعركة بمورد بشري يتسم بالفعالية و الاستجابة للمتطلبات الجديدة التي تفرضها التحديات الأمنية الراهنة. و قد اكتسبت قلعة المعتمدية خبرة كبيرة في مجال التكوين لما تتوفر عليه من قدرات بشرية و مادية و أصبحت تشارك اليوم في الدراسات و مشاريع التفكير المتصلة بالإدارة العسكرية في مختلف مستويات التنظيم، و تبادر باقتراح برامج موجهة لتحسين مستوى التكوين و تطوير المناهج البيداغوجية، و تنظيم تربصات و ملتقيات و محاضرات ، إلى جانب تكوين و تأهيل ضباط الصف في الإدارة العسكرية لفائدة القوات البحرية و قوات الدفاع الجوي عن الإقليم. تعليم عسكري قاعدي... لغات أجنبية و رقمنة مستمرة أطلعنا ضباط المدرسة على كل أقسام التدريس و المخابر و الأسلحة و الصحة و الإعاشة و النشاطات المتنوعة التي تعد عاملا مهما في الحياة اليومية للطلبة، مؤكدين بأن مدرسة ضباط الصف للمعتمدية بقالمة تقدم تكوينا شاملا و متنوعا يجمع بين التعليم العسكري القاعدي و المتخصص، و التعليم العام، و من أهم دورات التعليم العسكري، القاعدي و المتخصص دورة التكتيك العام و دورة الإسناد التكتيكي، و دورة الإسناد اللوجيستيكي و دورة التربية البدنية العسكرية. و في مجال التعليم العام تقدم المدرسة تكوينا في العلوم الاقتصادية و المالية و العلوم الإنسانية و الإعلام الآلي و اللغات الأجنبية. في أقسام التدريس حيث الحاسوب كسلاح آخر لدى الطلبة، و هيئة تدريس تقدم أحسن ما لديها في مجال الرقمنة و المالية و التسيير و تاريخ الجزائر، و اللغات الأجنبية التي تعد هي الأخرى سلاحا ضروريا لمواكبة التحولات المتسارعة، و هنا رأينا كيف أن الإنجليزية بدأت تنافس اللغة الفرنسية بمدرسة ضباط الصف للمعتمدية الشهيد الصديق بوريدح بقالمة، في تحول جديد نحو العالمية و مزيد من المعارف و قوة الاتصال و التعاون و التنسيق. و تسعى مديرية التعليم بالمدرسة إلى تعميم النظم الرقمية على كل البرامج المعتمدة، و خاصة في مجال التسيير و المالية، ، معتمدة على هيئة تدريس مكونة من أساتذة ضباط و ضباط صف و مدربين، و أساتذة مدنيين متعاقدين يدرسون مواد الإعلام الآلي و اللغات و التاريخ و الاقتصاد و المالية، و بها مخابر اللغات و الإعلام الآلي تعمل على مدار السنة الدراسية وفق برامج مكثفة تضمن الجودة و الكفاءة لطالب المدرسة المتعطش للمعرفة و الخبرة. تجمع مدرسة ضباط الصف للمعتمدية بقالمة بين التعليم البيداغوجي و التعليم العسكري القاعدي و الطالب فيها عسكري ميدان قبل أن يكون مسيرا للمالية و التموين و الموارد البشرية، و لذا فإن التدريب القاعدي على مختلف أنواع الأسلحة يعد أساس التكوين حسب ما وقفنا عليه بأقسام الرماية و سلاح الإشارة و الطوبوغرافية و تحليل الخرائط ثلاثية الأبعاد، و تفكيك و تركيب الأسلحة الخفيفة و التعامل مع الألغام و كل هذا تحت قيادة مدربين على قدر كبير من الكفاءة و الخبرة الطويلة في الحياة العسكرية. و تعد الرياضة من أهم البرامج بالمدرسة التي تتوفر على إمكانات هامة في هذا المجال، حيث توجد بها قاعة متعددة الرياضات تحتضن العديد من المنافسات الوطنية و الجهوية كل سنة، إلى جانب ملعب كرة قدم بأرضية من الجيل الخامس، و منشآت أخرى تدعم الحياة اليومية للطلبة كالمكتبة المركزية و النوادي الفنية و الثقافية و قسم الصحة و قاعة المحاضرات و هياكل ترفيهية مفيدة لمجتمع القلعة العسكرية التي تواصل إمداد الجيش الوطني الشعبي بخيرة الكوادر المتمكنة على مدى 42 عاما من المنجزات. فريد غربية