نقلت أمس مصادر إعلامية مصادقة رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني على خطط للهجوم على رفح جنوب قطاع غزة، ويأتي هذا الإجراء من رئيس حكومة الاحتلال بالرغم من التحذيرات الدولية من خطورة هذه الخطوة، وتأثيراتها على المدنيين الذين تكتظ بهم رفح ويقيم فيها حاليا 1،7 مليون شخص، أغلبهم من النازحين الفارين من جحيم العدوان الصهيوني شمال القطاع، كما أن نزوحهم إلى رفح كان بطلب من الاحتلال بعد أن ادعى أنها منطقة آمنة، لكن ممارسات الاحتلال بينت أن لا منطقة آمنة في غزة وجيش الاحتلال يلاحق المدنيين العزل في كل مكان حلوا إليه. ويتوقع مراقبون ارتكاب جيش الاحتلال مجازر مروعة في حال هجومه على رفح، وتكون أبشع من المجازر التي ارتكبها الاحتلال في باقي مناطق غزة منذ بداية العدوان، كما يتخوف النازحون في رفح من إقدام الاحتلال على هذه الخطوة التي ستزيد من اتساع برك الدماء التي خلقها الكيان الصهيوني منذ بداية العدوان. و حذرت الرئاسة الفلسطينية من تبعات قرار الكيان الصهيوني القيام بعملية عسكرية في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة وارتكاب مجازر جديدة واستكمال جرائم التهجير بحق أبناء الشعب الفلسطيني. وطالبت الرئاسة - في بيان - ب «سرعة تدخل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي وتحمل مسؤولياتهم لمنع مثل هذا العدوان الخطير الذي يضاعف من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة». وجدد البيان «التأكيد على موقف الرئاسة الفلسطينية الرافض وبشكل قاطع لمنع وقوع أي تهجير»، معتبرا أن «ذلك خط أحمر». كما شدد على ضرورة وقف العدوان الصهيوني وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، وإلزام الكيان الصهيوني بتطبيق قرارات الشرعية الدولية. وكانت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان قد أعربت عن مخاوفها من انزلاق الوضع الإنساني الكارثي في غزة إلى مستويات أكثر قساوة، في حال شن الكيان الصهيوني هجوما عسكريا بريا على رفح. و يأتي التهديد الصهيوني بالهجوم على رفح، في ظل تفشي المجاعة و سط سكان القطاع، حيث أكد تقرير لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسف» نشر أمس أن سوء التغذية بين الأطفال ينتشر بسرعة ويصل إلى مستويات مدمرة وغير مسبوقة في قطاع غزة بسبب الآثار واسعة النطاق للحرب والقيود المستمرة على توصيل المساعدات، وأشار تقرير المنظمة إلى أن طفل من بين ثلاثة في شمال القطاع دون سن الثانية يعانون من سوء التغذية الحاد، ليسجل الرقم ارتفاعا مهولا مقارنة بشهر جانفي الماضي الذي لم يتجاوز فيه عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية عن 15،6 بالمائة، كما كشف تقرير اليونيسف عن وفاة 23 طفلا في شمال القطاع بسبب سوء التغذية والجفاف في الأسابيع الأخيرة، ما يزيد من عدد الأطفال الذين قتلوا في القطاع عن 13450 طفلا منذ بداية العدوان على غزة حسب نفس المصدر. من جهة أخرى، أكد ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان في فلسطين، دومينيك ألين، أن الوضع في غزة كابوس وأكثر بكثير من مجرد أزمة إنسانية. وفي مؤتمر صحفي في نيويورك، تحدث ألين عبر الفيديو من القدسالمحتلة بعد أيام من مغادرته غزة وأوضح أن «الوضع في القطاع يفوق الكارثة»، مضيفا: «الأمر أسوأ مما أستطيع أن أصفه». وشدد ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان في فلسطين بعد لقائه بالعاملين في مستشفى الصباح شمال غزة، على أنهم «يواجهون زيادة حالات الولادة المعقدة إلى الضعف تقريبا» وهو ما يعني الحاجة لمزيد من الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن «ذلك يعود - حسب العاملين في المستشفى - إلى سوء التغذية والجوع والجفاف والضغط الناجم عن الخوف، الذي لا يزال سائدا في كل مكان». وأكد المسؤول الأممي، على الحاجة لزيادة القدرات من خلال المزيد من المستشفيات الميدانية والعمل على المساعدة في الحصول على المزيد من القدرات على الأرض، عبر زيادة التعزيزات على مستوى الأفراد العاملين في القطاع الصحي. وعن الوضع في رفح التي زارها أيضا، قال ألين أن كل من تحدث إليهم هناك بمن فيهم أطباء وقابلات ومدنيون ومنظمات نسائية، «مرعوبون مما سيأتي بعد ذلك».