يواصل الاحتلال الصهيوني غاراته الجوية على مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، والتي أسقطت عشرات الشهداء والجرحى، تأهبا لشن عملية برية عسكرية في آخر نقطة من القطاع، وسط خشية دولية وشجب متزايد للهجوم المحتمل. وترتفع حدة التوتر والاحتقان ويتزايد قرع طبول الهجوم الذي بات وشيكا على مدينة رفح، حسب تهديدات مسؤولي الكيان الصهيوني، رغم التحذيرات الأممية والدولية، في وقت يمعن الاحتلال في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ويمضي في غاراته الجوية على المدينة موازاة مع عدوانه على القطاع، والذي دخل يومه ال128 على التوالي. وأسفرت الغارات الجوية عن استشهاد 25 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات، اليوم الأحد، جراء قصف منزل يؤوي نازحين شرقي رفح، في وقت قصفت مدفعية الاحتلال وسط القطاع، مخلفة شهداء وجرحى، مع العلم أن مصادر صحية كانت قد أعلنت، أمس السبت، عن سقوط 42 شهيدا، إثر غارات على منازل ومركبات في مدينة رفح. ويشار إلى أن عدد سكان مدينة رفح، كان يقدر بنحو 250 ألف مواطن قبل العدوان على غزة، ووصل الآن إلى 1،4 مليون، لنزوح عدد كبير من سكان المناطق الأخرى في القطاع قسرا، جراء القصف المتواصل ومنع وصول المساعدات إلى وسط وشمال غزة، والاجتياح البري الذي وصل محافظة خان يونس جنوبا. وفي حصيلة غير نهائية، خلف عدوان الاحتلال الصهيوني على القطاع برا وبحرا وجوا، أكثر من 28.176 شهيدا و 67.784 جريحا، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لمنع طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم. وفي سياق توسيع الاحتلال الصهيوني لرقعة عدوانه على القطاع، أكدت الرئاسة الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني "لن يتخلى عن أرضه ولن يقبل أن يهجر من وطنه"، داعية مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته، لأن إقدام الاحتلال على هذه الخطوة يهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم ومن شأنه "خلق نكبة أخرى ستدفع المنطقة بأسرها إلى حروب لا تنتهي". من جانبه، دعا المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، في رسائل متطابقة بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (غوايانا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى منع التطهير العرقي الصهيوني الوشيك في رفح وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين من المزيد من الفظائع على أيدي قوات الاحتلال. من جهتها، حذرت حركة "حماس" من خطورة ارتكاب مجازر مروعة في مدينة رفح، التي يعيش فيها النازحون "ظروفا إنسانية قاسية نتيجة استمرار العدوان وجرائم الاحتلال الإرهابية المتوحشة"، داعية إلى "التحرك العاجل والجاد للحيلولة دون ارتكاب الاحتلال وقادته النازيين الجدد، إبادة جماعية في مدينة رفح بهدف تهجير شعبنا الفلسطيني".