اتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين « الأونروا» جيش الاحتلال بانتزاع اعترافات من موظفيها تحت التعذيب أثناء اعتقالهم في غزة، وتحدثت عن تعرض عدد من موظفيها إلى التعذيب وسوء معاملة واستغلال جنسي، وذكرت أن تلك الاعترافات الكاذبة كانت ردا على أسئلة حول العلاقة بين الأونروا وحماس والتورط في هجمات السابع أكتوبر الماضي. وقالت الوكالة إن هذه الاعترافات القسرية الناجمة عن التعذيب، تستخدم من قبل سلطات الاحتلال لنشر مزيد من المعلومات المضللة حول الأونروا في إطار محاولات تفكيكها، وأكدت الوكالة في بيان نشرته أمس بأن هذه الممارسات من طرف جيش الاحتلال تعرض الموظفين في غزة للخطر، وتخلف عواقب خطيرة على عملياتها في غزة وبأنحاء المنطقة، وأشارت إلى أن عددا من موظفيها ما زالوا قيد الاحتجاز. وأشار بيان وكالة الأونروا إلى أن جيش الاحتلال احتجز عددا من موظفيها من قطاع غزة، وقالت إن بعضهم أبلغ عن حوادث مروعة أثناء احتجازهم واستجوابهم شملت أعمال تعذيب وسوء معاملة وإساءة واستغلالا جنسيا، ودعت الوكالة جيش الاحتلال إلى ضرورة احترام وحماية الأممالمتحدة وموظفيها، مؤكدة أن الأونروا تعد العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في غزة، ويعتمد عليها أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة. ويسعى جيش الاحتلال منذ بداية العدوان الذي يشنه على قطاع غزة إلى تشويه صورة وكالة الأونروا باتهام بعض موظفيها بالمشاركة في هجوم السابع أكتوبر الماضي، وبناء على هذه الاتهامات الباطلة التي أطلقها الكيان الصهيوني أعلنت 16 دولة تجميد دعمها المالي لهذه الوكالة، رغم عدم وجود أدلة تثبت ذلك، كما أن الأونروا أكدت أن الاحتلال انتزع من موظفيها اعترافات تحت التعذيب، وفي نفس الوقت عمل الاحتلال الصهيوني خلال هذا العدوان على تدمير البنية التحتية للوكالة واستهداف موظفيها والنازحين في مراكزها رغم أنها مناطق محمية وبعيدة عن أي صراع عسكري، وحسب تقرير نفس الوكالة فإن جيش الاحتلال قتل 162 موظفا تابعين للأونروا منذ بداية العدوان على غزة، وأشار تقرير نفس الوكالة إلى أن هذا العدد غير مسبوق في تاريخ الأممالمتحدة، كما استهدف جيش الاحتلال 335 مرفقا تابعا لها في غزة، من بينها 155 منشأة تضررت، كما قتل الاحتلال ما لا يقل عن 404 نازحا كانوا يحتمون في ملاجئ الوكالة، وأصيب ما يقارب 1400 آخرين. في سياق متصل كشفت أمس منظمة الأممالمتحدة للطفولة « اليونيسف» عن وجود 600 ألف طفل في رفح جنوب قطاع غزة مرعوبون مما هو قادم، وأشار بيان المنظمة إلى أن الأطفال يعانون في غزة من النزوح وتهديد التفجيرات إلى المجاعة والمرض، ويعاني الكثيرون مما لا يمكن تصوره، وهم الآن محاصرون في مساحة مكتظة مع اقتراب الموت منهم، وأكدت اليونيسف أنه لا يوجد مكان آمن للأطفال في رفح للذهاب إليه، ولكن هناك طريقة للخروج من كابوسهم وهو وقف الحرب ووضع حد لقتل الأطفال. من جانب آخر ثمن ممثل حركة حماس في الجزائر يوسف حمدان ما ورد في خطاب وزير الخارجية أحمد عطاف في اجتماع وزراء الخارجية بمنظمة التعاون الإسلامي، وأكد حمدان في تصريح صحفي أمس على ضرورة الضغط من أجل كسر الحصار على غزة وإدخال المساعدات بشكل فوري رغما عن إرادة من يعيق ويعطل هذا المسار، مضيفا بأن استمرارا العلاقات مع الكيان الصهيوني وصمة عار وشراكة في دماء الشعب الفلسطيني التي تراق على مرآى ومسمع من العالم، منتقدا استمرار بعض الدول العربية في إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، في الوقت الذي يواصل ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين. وبخصوص الوضع الإنساني في قطاع غزة، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس عن ارتفاع حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف إلى 18 شهيدا، وأكد بيان الوزارة أن المجاعة شمال غزة وصلت مستويات قاتلة وخاصة للأطفال والحوامل والمرضى المزمنين، مشيرة إلى أن المجاعة تتعمق وستحصد آلاف المواطنين إذا لم يتم وقف العدوان ودخول فوري للمساعدات الإنسانية والطبية. أما عن حصيلة العدوان الصهيوني على غزة، كشفت وزارة الصحة عن ارتكاب جيش الاحتلال 9 مجازر خلال 24 ساعة الأخيرة راح ضحيتها 86 شهيدا و113 إصابة وارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى 30717 شهيدا 72156 إصابة.