الجزائر في الصف الرابع قاريا و انجازات «شخصية» تاريخية أنهت الجزائر مشاركتها في النسخة 13 لدورة الألعاب الإفريقية التي احتضنتها العاصمة الغانية آكرا في الصف الرابع، مع خسارة مركز بالمقارنة مع ترتيب دورة الرباط 2019، مع تراجع حصاد الذهب بسبع ميداليات، لكن الحصيلة كانت إيجابية، وسايرت «الديناميكية» المحققة منذ دورة الألعاب المتوسطية وهران 2021، وقد كان الحصاد الإجمالي 114 ميدالية، منها 29 من المعدن النفيس. قراءة: صالح فرطاس هذه الطبعة والتي أسدل الستار على فعالياتها أول أمس، عرفت مشاركة الجزائر ب 224 رياضيا في 18 اختصاصا، من بين 25 تم اعتمادها، ولو أن النتائج المسجلة احترمت الهرم المعتمد في اللائحة الخاصة بهذه التظاهرة الرياضية القارية، لأن نسخة آكرا 2023 استنسخت الترتيب العام للدورات السابقة، وذلك بتتويج المنتخب المصري باللقب، متبوعا بنيجيريا وجنوب إفريقيا، وهو الثلاثي الذي يحتكر «البوديوم» الإفريقي، متقدما على الجزائر وتونس، رغم أن النخبة الوطنية كان باستطاعتها تحقيق نتائج أفضل، خاصة في منافسات ألعاب القوى، إلا أن غياب أبرز العناصر عن هذا الموعد حال دون الرفع من الحصاد الذهبي للمشاركة الجزائرية في هذا الاختصاص. صيود «سباح» من ذهب يدخل اللائحة التاريخية وكان السباح جواد صيود أبرز نجوم الرياضة الجزائرية في هذه الطبعة، على اعتبار أنه أحرز 9 ميداليات، وكان صاحب الصدارة من حيث التواجد فوق «البوديوم» في دورة آكرا من بين قرابة 5000 مشاركا في مختلف الاختصاصات من 50 بلدا، وهو انجاز «تاريخي» فردي مكن صيود من وضع بصمته مرة أخرى على مشاركة شخصية تحفظ ماء الوجه، كما كان عليه في دورة الألعاب الإسلامية قونيا 2021، ثم دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، وكذا نسخة الألعاب العربية الجزائر 2023، وقد كان حصاد إبن مدينة قسنطينة في آكرا 4 ذهبيات، بعدما أحكم سيطرته المطلقة على سباقات 4 أنواع سباحة، في مسافتي 200 متر و400 متر، وكذا في سباقات السباحة على الصدر في مسافتي 50 و200 متر، وقد خسر الرهان في سباق 100 متر سباحة على الصدر، بعدما اكتفى بالفضة، في حين أحرز البرونز في 4 سباقات خاصة بالفرق. هذا الإنجاز «التاريخي» وضع صيود ضمن لائحة أفضل الرياضيين في طبعة أكرا 2023، وقد احتل الصف الخامس برصيد 9 ميداليات، كانت 4 منها ذهبية، وقد فوت فرصة التربع على العرش القاري بتضييعه ذهبية 100 متر سباحة على الصدر، لأن أفضل رياضي في هذه التظاهرة كان السباح الجنوب إفريقي دي لانغ كاتيلان، الذي أحرز 7 ميداليات، كانت 5 منها من المعدن النفيس، وقد قاسمه في هذه الحصيلة كل من مواطنته فان راسبورغ كاترين وكذا السباح المصري مروان الكماش، بينما احتلت السباحة المصرية عصمان فريدة الصف الرابع ب 4 ذهبيات ونفس العدد من الفضيات. الحصاد الشخصي لصيود لم يشفع للسباحة الجزائرية من التتويج بلقب هذه النسخة في هذا الاختصاص، على اعتبار أن المنتخب الوطني نال 7 ذهبيات، بعد تألق عبد الله عرجون في سباقي 50 متر و100 متر على الظهر، وكذا السباحة رانية حميدة نفسي، الذي أحرزت ذهبية 200 متر سباحة على الصدر، وهي الذهبية الوحيدة للسيدات في السباحة، بينما نال فارس بن زيدون ورمزي شوشار الفضة، مع اكتفاء منصف بلماني وماجدة شبراكة بالبرونز، لتكون حصيلة المشاركة الجزائرية من منافسات «الأحواض» 23 ميدالية، ومركز ثالث في اللائحة القارية خلف جنوب إفريقيا ومصر. العنصر «النسوي» يحفظ ماء وجه «القفاز» و»الدراجة» إلى ذلك فقد كانت مشاركة المنتخب الوطني سيدات للملاكمة مميزة في هذه الدورة، رغم غياب البطلة إيمان خليف، لأن الحصيلة كانت 3 ذهبيات، بفضل روميساء بوعلام وإشراق شايب، وهو الثنائي الذي اعتدا على اعتلاء المنصات في مثل هذه التظاهرات، إضافة إلى فتيحة منصوري، مع اكتفاء منتخب الرجال بذهبية واحدة رصعت «القفاز» الجزائري في دورة آكرا، ونالها الملاكم أسامة كانوني، وهذا بعد اخفاق محمد حومري، ونيله الفضة. وفي سياق متصل فقد بصمت نسرين حويلي على انجاز تاريخي، بإحرازها ذهبية سباق الدراجات في اختصاص سباق على الطريق لصنف الأمال، وفضية سباق ضد الساعة، لتمنح «الملكة الصغيرة» الجزائرية ميداليتين، نضفت بهما الغبار عن الانجازات التاريخية لهذا الاختصاص في سجل الألعاب الإفريقية، لأن أول ذهبية للجزائر في هذه التظاهرة كانت في دورة برازافيل 1965، لما توج الدراج أحمد جلّيل بالمعدن النفيس في سباق على الطريق، وكذا ذهبية أخرى للمنتخب الوطني للدراجات في منافسة سباق ضد الساعة، وقد خرجت الجزائر من أول نسخة للألعاب الإفريقية بذهبيتين بفضل منتخب الدراجات. لقبان قاريان بفضل ثلاثي «السلة» «والبادمينتون» ونالت الجزائر لقبين قاريين لهذه النسخة في منافسات كرة السلة (3 / 3)، بفضل منتخب الرجال، الذي فاز في النهائي على منتخب البلد المضيف غانا، في رابع ظهور لهذا الاختصاص في دورة الألعاب الإفريقية، كما تألق منتخب البادمينتون وخطف لقب الدورة بفضل النتائج الباهرة المحققة في منافسات الزوجي، لأن المنافسة كانت في 5 اختصاصات، فكان حصاد الجزائر ذهبيتين، بفضل زوجي الرجال والزوجي المختلط، مع اكتفاء زوجي السيدات بالميدالية الفضية، وهذا في تواجد الشقيقين معمري (كسيلة وطاتينا)، إضافة إلى صبري مدال وهالة بوكساني، وهو الرباعي الذي بصم على مشاركة تاريخية للجزائر في هذا الاختصاص. من جهة أخرى فقد احتلت المنتخبات الوطنية الوصافة في 4 اختصاصات، منها الشطرنج، الذي صنعت فيه لينا نصر المفاجأة، بتتويجها بذهبية اختصاص «البليتز» فردي سيدات، وهي الذهبية الوحيدة التي تنازل عنها المنتخب المصري في منافسات الفردي في هذه الدورة، الأمر الذي مكن الجزائر من احتلال الصف الثاني، خاصة وأن عدلان عراب أحرز بدوره برونزية منافسات السريع فردي رجال، وقاسم زميلته لينا نصر في إحراز فضيتين في منافسات الزوجي المختلط لاختصاص «البليتز» و»السريع»، والأمر ذاته استنسخه ثنائي منتخب تنس الطاولة رجال، مهدي بولوسة وستيفان واعيش، الذي أحرز ذهبية منافسة الزوجي بفوزه على الثنائي المصري، وهو اختصاص أنهاه المنتخب الوطني في الصف الثاني، بذهبية ومثلها من الفضة و3 برونزيات. حصاد متذبذب فوق «البساط» وفي اختصاصات «أم الرياضات» بالموازاة مع ذلك فإن مشاركة منتخب ألعاب القوى لم ترق إلى مستوى التطلعات، في غياب أبرز نجوم المنتخب في مختلف التخصصات، حيث اكتفت الجزائر بميداليتين ذهبيتين فقط في «أم الرياضات» في هذه التظاهرة، بفضل عمار روانة في منافسة القفز بالزانة وكذا زهرة طاطار في رمي المطرقة،، كما كانت حصيلة المنافسات التي جرت على البساط متذبذبة، لأن منتخب الكاراتي دو، ورغم احتلاله الوصافة إلا أنه لم يحصد ما كان متوقعا منه، لأن الذهب كانت من نصيب الثلاثي أيوب حلاسة، علاء سلمي في منافسات الآمال والويزة بوريش لدى السيدات، في ظل اكتفاء أسامة زايد، حسين دايخي، شيماء ميدي وسيليا ويكان بالبرونز في منافسات «كيميتي» فردي لمختلف الأوزان، مع حصول منتخب الرجال على فضيتين في منافستين حسب الفرق. ما قيل عن الكاراتي ينطبق على منتخبي المصارعة والجيدو، لأن المنتخب الجزائري اكتفى بميدليتين فقط في كل اختصاص، رغم أن الآمال كانت معلقة على حصاد أوفر، لأن منتخب المصارعة كان بصدد التحضير للدورة المؤهلة إلى أولمبياد باريس، لكن الذهب كان من نصيب المصارعين عبد الكريم أوكالي وبشير سيد عزارة، مع اكتفاء البطل العالمي عبد الكريم فرقات بالبرونز، في حين نال عبد القادر إيكال، إسحاق غيو، علاء الدين كبير وفادي روابح الفضة، بينما خرج الجيدو الجزائري من دورة آكرا بميداليتين من المعدن النفيس كانتا من نصيب كل من محمد مهدي ليلى وأمينة بلقاضي، مع الحصول على فضية في منافسات المختلط حسب الفرق. تتويج بالذهب في 12 اختصاصا و 4 رياضات دون حصاد واللافت للانتباه أن الجزائر نالت الذهب في 12 اختصاصا في هذه الدورة، مع تصدر السباحة اللائحة، بينما كان التواجد في الصف الثاني من «البوديوم» في رياضة الطايكواندو، في حين صنعت كهينة مباركي الحدث، باحرازها برونزية اختصاص «الترياثلون»، وعليه فإن الحصاد الجزائري من الميداليات توزع على 14 نوعا من الرياضة، الأمر الذي جعل 4 اختصاصات تخرج من دورة آكرا 2023 دون أي ميدالية، وهذا بعد فشل الرياضات الجماعية في تحقيق الحد الأدنى، كما هو الشأن بالنسبة لمنتخب كرة اليد سيدات، وكذا منتخب الكرة الطائرة، التنس وثنائي الكرة الشاطئية. وفي نفس الإطار فإن أعلى حصيلة في التتويج بالذهب كانت من نصيب منتخبات الرجال ب 19 ميدالية، مع حصد العنصر النسوي 9 ميداليات من المعدن النفيس، بينما كان التتويج بالذهب في منافسات الزوجي المختلط مرة واحدة في اختصاص البادمينتون، لتكون الحصيلة الإجمالية للمشاركة الجزائرية في هذه النسخة 63 ميدالية «رجالية» و44 بفضل السيدات، مع إحراز 7 ميداليات في اختصاصات «المختلط» .