شهد اليوم الثالث من فعاليات النسخة 15 لدورة الألعاب العربية، إحكام الرياضيين الجزائريين سيطرتهم المطلقة على مجريات المنافسة في اختصاصات السباحة، الجيدو وألعاب القوى، مع انتزاع 24 ميدالية، عشر منها من الذهب، بينما كان حصاد الفضة والبرونز متساويا، بسبع ميداليات من كل معدن، الأمر الذي مكن الجزائر من تعزيز مركزها الريادي في لائحة الميداليات، مع نجاح البطل محمد ياسر تريكي في تحقيق الحد الأدنى في اختصاص الوثب الثلاثي، ليضمن التأهل إلى بطولة العالم المقررة في 17 أوت القادم بالعاصمة المجرية بودابيست، وكذا أولمبياد باريس 2024، وهذا عبر بوابة النسخة الحالية من العرس الرياضي العربي. «الخميس الذهبي»، الذي عاشته الرياضة الجزائرية، كان ببصمة واضحة من منتخب السباحة، الذي أحرز 5 ذهبيات في النهائيات السبعة التي أجريت في مختلف الاختصاصات، وقد كان جواد صيود نجم الحوض المائي لمركب ميلود هدفي بوهران، بانتزاعه ذهبيتين في سباقي 200 متر سباحة متنوعة و100 متر سباحة فراشة، مع تحطيمه الرقم القياسي العربي لاختصاص 100 متر فراشة، الذي كان بحوزة التونسي أسامة الملولي، لأن صيود قطع مسافة السباق في توقيت قدره 53 ثانية و58 جزءا من المائة، بينما نالت أمال مليح ذهبية سباق 100 متر سباحة حرة، محطمة الرقم القياسي الوطني لهذا الاختصاص، مع انتزاعها الذهب العربي، شأنها شأن زميلتها في المنتخب جيهان بن شاذلي، التي احتلت الصدارة في سباق 200 متر سباحة فراشة، في الوقت الذي أنهى فيه المنتخب المختلط للتناوب سباق 4 مرات 100 متر سباحة متنوعة في الصف الأول، ليحرز ذهبية هذا الاختصاص. كما تمكن صيود من تحطيم الرقم القياسي العربي في اختصاص 100 متر فراشة بتوقيت قدر ب 53 ثانية و 58 جزءا من المائة، و هو الرقم القياسي الذي كان بحوزة السباح التونسي أسامة الملولي، لتخطو بعده مواطنته آمال مليح نفس الخطوة، عندما حطمت الرقم القياسي الوطني، في اختصاص 100 متر سباحة حرة بتحقيقها لتوقيت، قدر ب 55 ثانية و 87 جزءا من المائة. حصاد السباحة الجزائرية في ثاني أيام المنافسة، كان مرصعا أيضا بالفضة والبرونز، لأن منصف بلمان جاء خلف مواطنه جواد صيود في سباق 200 سباحة متنوعة، والمشهد ذاته حدث في سباق 200 متر فرشاة سيدات، حيث احتلت ليليا ميدوني الوصافة، بعد تتويج زميلتها جيهان بن شاذلي بذهبية هذا السباق، بينما أنهت نسرين مجاهد سباق 100 متر سباحة حرة سيدات في الصف الثالث، في السباق الذي نالت فيه أمال مليح الذهب، مقابل اكتفاء فارس بن زيدون ورضوان بوعلي بالبرونز، كل في الاختصاص الذي شارك فيه. وعلى غرار السباحة، فإن السيطرة كانت جزائرية في منافسات الجيدو، لأن أغلب العناصر الوطنية، بلغت الأدوار النهائية في الفردي، بدليل تأهل 12 مصارعا إلى النهائيات، وكان الحصاد 7 ذهبيات، 3 منها في ثاني أيام المنافسة، بفضل كل من ياسر بوعمار في وزن أقل من 100 كلغ، ومحمد المهدي ليلي في اختصاص أكثر من 100 كلغ، إضافة إلى البطلة الإفريقية صونيا عسلة، التي انتزعت ذهبية أكثر من 78 كلغ، ولو أن غياب المنتخب المصري للمصارعة عن هذه التظاهرة، فسح المجال للنخبة الوطنية لحصد أكبر عدد ممكن من الذهبيات، رغم تواجد أبطال للقارة السمراء، وحتى متوسطيين من المغرب وتونس، فكان حصاد الجيدو الجزائري في منافسات الفردي 14 ميدالية، نصفها من الذهب، و5 فضية. تألق أبناء مدينة قسنطينة في العرس الرياضي العربي، كان بصورة جلية أول أمس، بمركب ميلود هدفي بوهران، لأنه وزيادة على ذهبيتي السباح جواد صيود، فإن العداء محمد ياسر تريكي توج بذهبية الوثب الثلاثي، بتحقيقه قفزة قدرها (17,30 مترا)، وهو ما مكنه من التأهل مباشرة إلى بطولة العالم المقررة بالمجر بعد نحو 45 يوما، وكذا تحقيق الحد الأدنى المؤهل إلى أولمبياد باريس، لأن هذا الرقم يقل ب 13 سنتيمترا فقط عن القفزة التي كان سجلها تريكي في أولمبياد طوكيو 2020، لما احتل الصف الخامس في هذا الاختصاص، ليضمن بذلك ابن سيرتا المشاركة للمرة الثانية له في دورة الألعاب الأولمبية. وفي نفس السياق، فإن منتخب ألعاب القوى أحرز ذهبية ثانية في المنافسات التي أقيمت أول أمس الخميس بوهران، وكانت بفضل زهرة ططار، التي احتلت المركز الأول في منافسات رمي المطرقة، برمية قدرها 69,48 مترا، متقدمة على زميلتها زوينة بوزبرة، التي احتلت الوصافة في نفس الاختصاص، والمشهد ذاته عرفته منافسات الوثب الثلاثي، لأن آدم بوعلبان جاء خلف تريكي، بينما اكتفى منتخبا التناوب للرجال والسيدات بالبرونزية، في سباق التناوب 4 مرات 100 متر.