تعرف عدة نقاط من مناطق الارتقاء المحيطة بمساري واديي الرمال وبومرزوق المهيأين بقسنطينة، تدهورا للمساحات الخضراء الموجودة فيها، حيث أصبحت تنمو فيها الحشائش والأعشاب بشكل عشوائي، في حين تتراكم الأتربة والحجارة داخل المياه، كما حولها أشخاص إلى أماكن للتخلص من مخلفات البناء والقمامة. وقمنا بجولة عبر مسار عدة نقاط من وادي الرمال بمدينة قسنطينة، حيث لاحظنا في الجزء القريب من محطة المسافرين المحاذية لمدخل المنطقة الصناعية «بالما» بأن الأتربة غمرت مقطعا من المسار المخصص للمشي، فيما أخبرنا مواطنون التقينا بهم بالقرب من المكان بأن هذه الأتربة انجرفت مع مياه الأمطار القوية المسجلة خلال الأشهر الماضية، كما أن المدخل المؤدي إلى المسار من الجهة الخلفية لموقف حافلات جنان الزيتون غير مهيأ، فيما تنتشر فيه الأشجار ونباتات القصب. وواصلنا السير عبر المكان إلى غاية المساحة الواقعة أسفل الجسر الحجري المخصص للراجلين، حيث توجد بالموقع أكوام من القمامة المختلفة، فضلا عن الزجاجات الفارغة، خصوصا أن المكان يتردد عليه بعض الزوار خارج شهر رمضان، في حين وجدنا أنه خال من الحركة تماما خلال الفترة النهارية من الأيام الرمضانية. وتنمو الحشائش والأعشاب بشكل عشوائي على جانبي مسار الراجلين، فيما وجدنا الوضعية نفسها بتقدمنا إلى غاية المكان الواقع أسفل الجسر الحجري المخصص للراجلين، حيث تمنع وضعية الغطاء العشبي الأخضر من مواصلة السير على جانب الوادي، فضلا عن انتشار القمامة فيه وبعض الزجاجات المكسورة. وقد مررنا بعمود يحمل إشارة تدل السائرين على مكان تواجدهم، حيث تشير إلى أن المسافة عبر مسار الوادي إلى غاية الحظيرة الحضرية «باردو» تقدر بحوالي كيلومتر و500 متر، فيما تقدر بما يقارب 3 كيلومترات ونصف عبر المسار المؤدي إلى المنطقة الصناعية «بالما»، لكن وضعية المسار المترتبة عن تدهور المساحات الخضراء الموجودة فيه تمنع من إتمام الرحلة عبره. وتنتشر القمامة والردوم بمحيط المسار أيضا في المكان المذكور، خصوصا بين الأشجار والأحراش التي لا تبدو عليها آثار عمليات زبر، حيث ذكر لنا مواطن من حي جنان الزيتون أن أشخاصا يترددون على المكان للتخلص من الردوم والقمامة عبر المسار الترابي، مستغلين انحدار المكان بما يجعلهم متوارين عن أنظار مستعملي طريق المركبات، في حين لاحظنا وجود كومتين من مخلفات أشغال عمليات البناء المنزلية، فضلا عن بعض الكميات الأخرى المنتشرة عبر الموقع، بالإضافة إلى القمامة والأحجار والأتربة المتراكمة داخل مياه الوادي، التي كانت تنبعث منها روائح كريهة. تحطم أجزاء من الحواجز الخرسانية غادرنا المكان باتجاه نقطة أخرى من المسار الواقع على وادي بومرزوق، حيث توقفنا بالقرب مدخل القاعة الشرفية لملعب الشهيد حملاوي، فوجدنا أن جزءا مهما من القطع الخرسانية المثبتة على الضفة لتحديد مسار المياه قد تحطمت، في حين بدت وضعية المسار أسوأ بمحاذاة جدار الدعم لمحطة المسافرين الشرقية في الجهة المقابلة لحي ابن تليس، حيث تراكمت فيها كميات كبيرة من الأتربة والحجارة التي جرفتها مياه الوادي، خصوصا خلال الفترة الأخيرة التي شهدت ارتفاعا لمنسوب الوادي نتيجة الأمطار القوية، فضلا عن أن عدة قطع خرسانية كبيرة قد اقتلعت بسبب المياه مع أجزاء من القناة الخرسانية الضخمة المخصصة لتصريف المياه، في وقت كانت فيه قناة أخرى تصب في الوادي مباشرة. أما في المقطع الواقع بعد نقطة التقاء وادي بومرزوق بوادي الرمال، فوجدنا أن علامات تدهور المساحات الخضراء من المسار المذكور بادية للعيان، رغم أن الحشائش نمت بشكل كبير، فيما لاحظنا أن جزءا من الحاجز المعدني الذي يحمي المارة قد تحطم في المكان الواقع خلف حي ابن تليس، بينما بدت وضعية المسار أفضل لدى اقترابنا من حظيرة باردو، حيث تجري عمليات تهيئة للأرصفة والمساحات المحيطة بالوادي في محيط الممر المسمى ب«مجاز الغنم»، رغم أننا لاحظنا علامات تدهور لغلاف الضفة الخرسانية المحددة لمسار الوادي في نقطة أخرى باتجاه باردو، مع تراكم كميات من الأتربة داخل المياه أيضا. ورغم أن المساحة الممتدة من الجهة المقابلة لمحطة المسافرين الشرقية إلى غاية محيط أقواس قناة المياه الرومانية، قد خضعت لعملية تنظيف وتحسين شاملة خلال الأشهر الماضية، حيث تم رفع القمامة ومخلفات البناء التي كانت مرمية فيها فضلا عن زبر الأشجار والحشائش، إلا أن علامات التدهور عادت إليها مثلما لاحظنا، حيث أصبحت تتراكم بها كميات معتبرة من الأتربة، فضلا عن نمو الأشجار والأعشاب بشكل عشوائي، كما يلاحظ وجود كميات من الأتربة في المكان. وتتحسن وضعية المساحات الخضراء مع اقترابنا من حظيرة باردو، حيث بدا أنها تخضع لعمليات زبر دورية، إذ لا تنمو بشكل عشوائي، في حين كان المسار أكثر نظافة مما لاحظناه سابقا. أما في الجزء الواقع داخل الحديقة الحضرية باردو، فقد كانت المساحات الخضراء نظيفة ومعتنى بها، كما أن المسار المحاذي للوادي بدا مناسبا لممارسة المشي أو الرياضة. من جهة أخرى، لم تعد المساحات الخضراء المحيطة بواديي الرمال وبومرزوق تستقطب ممارسي الرياضة بسبب وضعيتها، حيث أوضح لنا شباب قاطنون بحي جنان الزيتون أنهم كانوا يقصدون المسار لممارسة الركض أو المشي إلى غاية الجهة الخلفية من المنطقة الصناعية «بالما» أو باتجاه بومرزوق خلال السنوات الأولى من إنجاز عملية التهيئة، لكنهم صاروا يقصدون مسارات أخرى بسبب الأتربة والحشائش الكثيفة المنتشرة على امتدادها. وقد سبق أن تطرقت لجنة البيئة وحماية المحيط بالمجلس الشعبي الولائي لوضعية المساحات الخضراء على امتداد مساري وادي الرمال ووادي بومرزوق اللذين خضعا لعملية تهيئة لتحديد المسار خلال السنوات الماضية، حيث تعتبر هذه المساحات الخضراء مناطق ارتقاء للواديين تابعة للموارد المائية.