توجت زيارة وزير الري لولاية تبسة، يومي الأربعاء والخميس، بجملة من القرارات الهامة، الرامية إلى تفكيك معضلات القطاع وفي مقدمة ذلك، حشد وتوفير مياه الشرب. وخلال جلسة عمل مع إطارات القطاع وممثلي المجتمع المدني، أعلن وزير الري، طه دربال، أن دائرته الوزارية وبالتنسيق مع الجماعات المحلية، بصدد اتخاذ إجراءات إضافية لدعم عمليات التنقيب عن المياه الجوفية، مؤكدا مواصلة حفر الآبار ومنح التسهيلات الضرورية، بما يمكن من تلبية طلبات قطاع هام من الساكنة، حيث ستدرس ملفات ولاية تبسة كحالة خاصة. ولدى تطرقه لتموين عاصمة الولاية بمياه الشرب، أقر الوزير بصعوبة الوضعية، داعيا للتخلص من التسيير الكلاسيكي في المشاريع، رغم إقراره بحجم الجهود المبذولة محليا واستحسانه لمستوى التموين في السنوات الأخيرة، كما دعا إلى إجراء حملات لمكافحة التسربات والتوصيلات العشوائية والاستغلال الأمثل للمنشآت التابعة لقطاع الري، مذكرا بأن هناك عمل كبير ينتظر إنجازه لتلبية احتياجات المواطنين، مبديا موافقته على إنجاز دراسات حول وضعية المياه الجوفية، في إطار تحيين المعطيات. وطمأن الوزير ساكنة البلديات الشمالية بالولاية، بأن عملية تزويدها من سد عين الدالية بسوق أهراس، ستتواصل رغم تراجع التساقطات المطرية، كاشفا عن استفادة بلدية ونزة من مبلغ 60 مليار سنتيم للقضاء على أزمة مياه الشرب، حيث أمر مديرية الموارد المائية في تبسة، بمباشرة الإجراءات الإدارية وإعداد دفتر الشروط للإعلان عن هذه الصفقة ولدى تلقيه شروحات حول مشروع تعبئة الموارد الجوفية، عبر إنجاز بئرين عميقين وربطهما بخزان سعته 5 آلاف متر مكعب وتدشينه لمحطة نزع الأملاح ببومرزاق، التي تقارب قدرتها الإنتاجية 2600 متر مكعب يوميا، شدد على ضرورة المتابعة والمرافقة والتحكم في التسيير لتحسين نوعية الخدمات. وكشف المسؤول بالمناسبة، عن تخصيص غلاف مالي يقارب 400 مليار سنتيم، لإنجاز محطة لتصفية المياه ببئر العاتر، مع إبداء الموافقة على ربط مدينة الونزة بسد ولجة ملاق، بشكل مستقبل عن بلديات الشمال وتأسف الوزير لنوعية الخدمة العمومية الموجهة للساكنة والتي برأيه لا تترجم مجهودات الدولة ولا الأغلفة المالية الكبيرة المرصودة لسنوات بهذه الولاية، مذكرا بأن هناك حل جذري وليس ظرفي لبعض المعضلات، من خلال ما هو مبرمج من مشاريع وما ستعطى إشارة انطلاقه قريبا، ناهيك عن المشاريع التي سيتم تسجيلها بالتنسيق مع السلطات المحلية، للتكفل الأمثل بمختلف وضعيات التموين بمياه الشرب. للتذكير، فقد استهل وزير الري زيارته لولاية تبسة، بمعاينة محطة تصفية المياه بعين زروق، كاشفا عن دعم هذا المشروع ب 230 مليار سنتيم، بحيث ستتخلص الساكنة من الأمراض والروائح الكريهة التي عانت منها لسنوات وحث بالمناسبة القائمين، على تسريع إنجاز قنوات الصرف الصحي نحو المحطة، على أن يكون ذلك بمواصفات عالمية ونبه إلى أهمية المياه غير التقليدية وإلى مراهنة وزارته والاعتماد عليها كحل ناجح وجذري لقطاع الفلاحة، كما تلقى الوزير شروحات عن عملية إنجاز أشغال تدعيم 5 بلديات بمياه الشرب، انطلاقا من الحقل المائي بالماء الأبيض وهو المشروع الذي أعطيت إشارة انطلاقته في 16 من الشهر الجاري وسيمون كل من الشريعة والعقلة المالحة والماء الأبيض وبئر مقدم وقريقر بمياه الشرب وتراهن السلطات على هذا المشروع الذي رصد لإنجازه مبلغ 74 مليار سنتيم، بمعدل 6 آلاف متر مكعب يوميا وسيقلص برنامج التوزيع ببلدية الشريعة مثلا، من 1 في 8 أيام، إلى 1 كل 3 أيام.