نذر كارثة إنسانية خطيرة تتفاقم في رفح حذر المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان من نذر كارثة إنسانية خطيرة متعدد الأبعاد بدأت تتفاقم في رفح جنوب قطاع غزة، بعد يومين من بدء أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلي للتهجير القسري للسكان والنازحين، والتوغل البري والسيطرة على معبر رفح الحدودي مع مصر وإخراجه عن الخدمة، وأكد المرصد الحقوقي في بيان نشره عقب اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح أن غلق المعابر ينذر بتفاقم سريع لشبح المجاعة الذي يطارد جميع سكان قطاع غزة، ويهدد بتعميق الأزمة الإنسانية والغذائية التي يواجهها في ظل أزمة نقص الإمدادات الإنسانية الموجودة أصلا منذ أشهر. وأشار نفس المصدر إلى أن منع حركة سفر الأفراد عبر معبر رفح الحدودي يعني قطع شريان الحياة الوحيد المتبقي لسكان غزة، وحرمان الأفراد والعائلات المغادرين قسرا وخوفا من القطاع من حقهم في التنقل، ومن فرص نجاتهم من ويلات الإبادة الجماعية، إلى جانب حرمان المرضى والجرحى من فرصهم لتقلي العلاج خارج القطاع، مما يعرض حياتهم لخطر الموت المحدق، لاسيما في ظل ضعف الخدمات الطبية المقدمة في قطاع غزة بفعل جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، والتي جعلت حسب نفس البيان من تدمير القطاع الصحي عنوانا له، وأشار المرصد الأورو متوسطي إلى أن عشرات الآلاف يحاولون النزوح من رفح إلى مواصي خانيونس، تحت القصف العنيف عبر الطائرات والدبابات، وهو ما أدى حسب نفس المصدر في غضون أقل من 48 ساعة إلى استشهاد 52 فلسطينيا، بينهم 17 طفلا و 14 امرأة جراء تدمير نحو 18 منزلا أغلبها على رؤوس ساكنيها المدنيين، لافتا إلى أنه بسبب أوامر التهجير القسري الجديدة، أخلي مستشفى أبو يوسف النجار وهو المستشفى المركزي في رفح، إلى جانب إخلاء مركز صحي، وهو ما سيكون له تداعيات حسب المرصد الأورو متوسطي صحية خطيرة مع قطع الطريق المؤدي إلى مستشفى غزة الأوروبي، وضعف الخدمات المتبقية في المستشفى الكويتي الذي توقفت به خدمات تصوير الأشعة ومستشفيين ميدانيين آخرين. وبخصوص أوامر التهجير القسري الجديدة لجيش الاحتلال نحو منطقة المواصي بخانيونس، أشار تقرير المرصد الأورو متوسطي إلى أن هذه المنطقة التي تقدر مساحتها بعرض كيلومتر واحد و طول لا يتجاوز 13 كيلومتر تعج بأكثر من 400 ألف نسمة، ولا تتوفر فيها المرافق اللازمة لاستيعاب هذه الأعداد الهائلة، فضلا عن تعرضها المتكرر للقصف، وعدم توفر فرص لوصول المساعدات إليها بعد إغلاق المعابر. ونبه المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان إلى أنه بعد مرور 213 يوما على جريمة الإبادة الجماعية المستمرة، يريد الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ هجوم آخر واسع في مدينة رفح دون إيلاء اهتمام لمصير مئات آلاف السكان والنازحين الذين لجأوا إليها منذ إعلانها منطقة آمنة من جيش الاحتلال، فيما ينذر اقتحام رفح بالنظر لأعداد النازحين بمذبحة كبرى، ويثير مخاوف جدية من سيناريو النزوح القسري والتهجير إلى خارج القطاع، وجدد الأورو متوسطي مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والحاسم لوقف الهجمة العسكرية على رفح وسكانها النازحين إليها، ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ سبعة أشهر، وتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجباره على وقف جميع جرائمه، بما في ذلك جريمة التهجير القسري. وفي السياق ذاته تحدث تقرير لوكالة الأونروا عن رحلة نحو المجهول لآلاف العائلات من مدينة رفح بلا أدنى مقومات الحياة، وأكدت بأن الوضع الإنساني كارثي مع إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وعدم إدخال المساعدات الإنسانية، وأشار بيان الوكالة إلى أن رفح اليوم هي مركز العمليات الإنسانية وهي منطقة مكتظة جدا بالسكان نصفهم من الأطفال، وأوضحت بأن منطقة المواصي غير مؤهلة لاستقبال النازحين وليس فيها أي إمكانية للحياة البشرية، ودعت الأونروا إلى ضرورة فتح معبر رفح ودخول المساعدات الإنسانية وأهمها الوقود، كما أكدت نفس الوكالة أنها مصممة على البقاء في غزة ومساعدة من هم بحاجة للمساعدة. وعلى صعيد الوضع الإنساني في قطاع غزة كشفت وزارة الصحة عن ارتكاب جيش الاحتلال 7 مجازر خلال 24 ساعة الأخيرة أدت إلى استشهاد 55 شخصا وإصابة 200 آخرين، كما ارتكب جيش الاحتلال مجازر مروعة في محافظة رفح خلال 24 ساعة الأخيرة أدت إلى ارتقاء 35 شهيدا و 129 إصابة، وكشف بيان وزارة الصحة عن ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان إلى 34844 شهيدا، إلى جانب 78404 إصابات، كما كشف بيان للوزارة أمس عن اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة في مجمع الشفاء الطبي، وتم استخراج 49 جثة متحللة تعود لشهداء أعدمهم جيش الاحتلال. وبخصوص ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول مخطط تولي شركة أمنية أمريكية إدارة ومراقبة معبر رفح البري، أكدت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية رفضها أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح أو غيره، واعتبرت في بيان صدر أمس ذلك شكلا من أشكال الاحتلال، وشددت على أن أي مخطط من هذا النوع سيتم التعامل مع إفرازاته كما تتعامل مع الاحتلال، ودعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الجامعة العربية وكافة الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها السلطات المصرية إلى رفض أي مخططات ومحاولات تمس بالسيادة الفلسطينية المصرية على معبر رفح.