ليلة بالأبيض والأسود في شوارع سطيف وضواحيها عرفت مدينة سطيف وضواحيها سهرة أول أمس أجواء احتفالية بهيجة بمناسبة تتويج الوفاق بالكأس الممتازة لاتحاد شمال افريقيا لكرة القدم عقب فوزه على النادي الصفاقسي التونسي بنتيجة هدف مقابل صفر، وقعه المهاجم نبيل حيماني قبل عشر دقائق من انتهاء المباراة، وهو الهدف الذي ألهب مدرجات ملعب النار والانتصار، من خلا ل اطلاق المئات من الألعاب النارية المختلفة الأحجام والألوان والتي حولت أجواء الملعب الى لوحة فنية رائعة الجمال صنعها آلاف الأنصار بأهازيجهم وهتافاتهم المدوية ابتهاجا بهذا اللقب الذي يعد الأول من نوعه بملعب 8 ماي 45 منذ نشأة الفريق في سنة 1958، باعتبار أن كل التتويجات التي تحصل عليها لحد الآن كانت خارج قواعده، وبعيدا عن أنصاره. أجواء الفرحة التي بدأت داخل الملعب منذ تسجيل الهدف، زادت حدتها وارتفعت وتيرتها عقب مراسيم تسلم الكأس من طرف السيد محمد روراوة رئيس اتحاد شمال افريقيا لكرة القدم الذي كان مرفوقا بوالي الولاية والسلطات المحلية، حيث تجاوب الجمهور بحماس كبير مع الدورة الشرفية التي قام بها اللاعبون وهم يعملون السيدة الكأس التي أعادت للمدينة حيوتها وبهجتها، خاصة وأن الأنصار تعودوا على حلاوتها ونكهتها في السنوات الأخيرة. الاحتفالات بهذا التتويج التاريخي لم تتوقف عند هذا الحد، حيث خرج آلاف الأنصار الى مختلف الشوارع الرئيسية والأحياء، وشكلوا طوابير لامتناهية من السيارات والدراجات النارية وسط أجواء مفعمة بالأفراح والمسرات، امتزجت فيها أنغام الأغاني الممجدة للانتصارات الوفاق مع دوي المفرقعات ومنبهات السيارات وزغاريد النساء، وذلك كما جرت العادة في هذه المدينة التي يعشق سكانها كرة القدم حتى النخاع وقد غمرت هذه الأجواء كل الأحياء والمناطق المجاورة، واستمرت الى ساعات متأخرة من الليل، الأمر الذي كسر الروتين اليومي الذي تعودت عليه المدينة طيلة هذه الصائفة وأضفى عليها أجواء حماسية بهيجة كانت في غاية الروعة والجمال.