حقق وفاق سطيف ما كان يبحث عنه وأعاد كأس الجمهورية إلى مدينة سطيف بعد 20 سنة كاملة من الانتظار.. وعادت بذلك سطيف إلى الرقم القياسي بخصوص عدد التتويجات مناصفة مع اتحاد العاصمة بسبع كؤوس للجمهورية، لتكون سطيف بذلك في العلالي. محليا... وفاق الشرق الجزائري وإذا كان الوفاق عندما يشارك في منافسات قارية أو إقليمية يلعب بتسمية “وفاق الجزائر”، فإن “الكحلة” وبعد تتويجها الجديد بكأس الجمهورية تثبت أنها وفاق الشرق الجزائري، وهذا بحكم أنه الفريق الوحيد في الغالب الذي يكون له شرف جلب الألقاب للشرق الجزائري، وخاصة في منافسة كأس الجمهورية حيث جلب الوفاق للشرق 7 كؤوس، في حين أن حمراء عنابة كان لها شرف التتويج بكأس الجمهورية مرة واحدة سنة 1972. 16 لقبا للوفاق من إجمالي 20 للشرق الجزائري وبتتويجه بكأس الجمهورية، يرفع الوفاق السطايفي حصيلته الإجمالية من الألقاب إلى 16 لقب في المجموع (7 كؤوس للجمهورية، 4 بطولات وطنية، دوريان لأبطال العرب، كأس إفريقيا للأندية البطلة، كأس أفرو-آسيوية، وكأس شمال إفريقيا للأندية البطلة)، وهذا من جملة 20 لقبا نالها الشرق الجزائري إجمالا، بعد أن كانت الألقاب الأربعة الأخرى هي كأس جمهورية لحمراء عنابة، وبطولة وطنية واحدة لكل من مولودية قسنطينة، اتحاد الشاوية وشباب قسنطينة، وهو الأمر الذي يؤكد حصول الوفاق على 80 بالمائة من ألقاب الشرق الجزائري، إضافة إلى أن الوفاق يبقى ثاني فريق في الجزائري بعد شبيبة القبائل التي بحوزتها 24 لقبا في المجموع. بين سطيف وكأس الجمهورية قصة حب طويلة وبالعودة إلى إنجاز أول أمس، فإن الوفاق السطايفي قد أعاد بناء قصة الحب الطويلة بينه وبين كأس الجمهورية، وهي القصة التي بدأت مع فجر الاستقلال، ورغم الانقطاع والجفاء الذي كان لمدة 20 سنة، إلا أن الوفاق أعاد يوم الفاتح ماي 2010 كتابة هذه القصة الجميلة. كأس الجمهورية وفيلم “كحلة وبيضاء“ كما نجح الوفاق في الطبعة الجديدة من كأس الجمهورية، في إعادة الصلة وتصوير قصة جديدة من فيلم كحلة وبيضاء (أو كحلاء وبيضاء كما هو مكتوب في الجينيريك)، وخاصة من خلال تنقل أنصار الوفاق في قطارين وبنفس طريقة فيلم بوقرموح الشهير. “لافي” مهندس احتفالات بامتياز وتبقى نقطة تنقل أنصار الوفاق في القطارين حتى تكون شبيهة بأجواء فيلم كحلة وبيضاء الشهير، تحسب لكمال لافي الذي كان صاحب الفكرة، والتي جاءت حتى قبل تأهل الوفاق على حساب إتحاد بلعباس وجمعية الشلف، ليكون المعني (أي لافي) مهندس احتفالات حقيقي في بيت الوفاق السطايفي، بعد أن كان وراء تنظيم حفلة الموسم الماضي للتتويج بالبطولة الوطنية (في اللقاء أمام الحراش)، ووراء فكرة التنقل في القطارين. 4000 مناصر تنقلوا في القطارين وقد بلغ عدد أنصار الوفاق الذين تنقلوا في القطارين أكثر من 4000 مناصر، بحيث أن كل قطار تنقل على متنه 2000 مناصر، وهذا في إعادة لصور ذكريات الزمن الجميل وفيلم كحلة وبيضاء، وقد تحصل كل مناصر أثناء الركوب في محطة سطيف على تذكرة سفر ذهاب وأخرى للإياب، وهذا حتى لا تختلط الأمور تنظيميا في رحلة العودة بين من تنقل في الحافلات ومن تنقل في القطار. تنظيم رائع جدا في القطارين وحافلات النقل الحضري انتظرتهم وإذا كان أنصار الوفاق الذين تنقلوا على متن سياراتهم أو الحافلات التي خصصتها السلطات المحلية كانت وجهتهم مباشرة إلى ملعب 5 جويلية، فإن من تنقلوا على متن القطارين نظمت لهم مديرية الشباب والرياضة وسلطات ولاية سطيف عملية التنقل من محطة القطار إلى ملعب 5 جويلية، من خلال تخصيص حافلات النقل الحضري لنقلهم من محطة القطار إلى ملعب 5 جويلية في رحلتي الذهاب والإياب. حضور الأنصار فاق كل التصورات ومن جهة أخرى، كان حضور أنصار الوفاق السطايفي في مواجهة أول أمس السبت يفوق كل التصورات، لأنه حتى لو كان اشتراء التذاكر يدل على تنقل كبير لأنصار “الكحلة” إلاّ أن لا أحد من المتتبعين كان يتوقع أن يكون عددهم 45 ألفا في ملعب 5 جويلية الأولمبي، وهو أكبر تنقل في تاريخ ناد جزائري على الإطلاق. الحضور والفرحة يكشفان أنهم كانوا يريدون هذه الكأس ولكن حضور الأنصار بهذه العدد في 5 جويلية، وبطريقة لم يحضر بها أنصار الوفاق حتى نهائي كأس “الكاف“ الذي لعب في سطيف (لم يمتلئ الملعب يومها) والإحتفالات الكبيرة التي عرفتها سطيف مباشرة بعد صافرة النهاية رغم الأجواء الماطرة، كل ذلك يدل على أن أنصار “الكحلة” كانوا يريدون هذا اللقب بالذات أي كأس الجمهورية التي غابت عنهم 20 سنة. حضارة في اشتراء التذاكر والتصرف ويبقى الجميل أن أنصار الوفاق في هذا التنقل كانوا قمة في الأخلاق منذ بدء عملية اشتراء التذاكر والتي تمت في أجواء رائعة وبدون أي مشاكل، رغم الهيستيريا الكبيرة التي ميزت للأنصار. حتى كلام العيب “ماكانش” وكانوا رائعين كما أن الجميل أيضا في أنصار الوفاق أثناء تواجدهم في 5 جويلية، هو التسهيلات التي قدموها للمنظمين خلال عملية الدخول إلى الملعب وغيرها، والأكثر من ذلك أنهم طيلة اللقاء كانت هتافاتهم في حدود التربية والأخلاق، ودون التفوه بالكلام البذيء، وهو أمر نادرا مع يحدث في الملاعب الجزائرية، كما كانوا مثاليين في التصرف حتى مع أنصار شباب باتنة، وأيضا مع لاعبيهم حيث صفقوا طويلا ل “الكاب“ أثناء تغييرات اللاعبين وفي نهاية المباراة، وقاموا حتى بالتصفير على قيام أنصار بعض مولودية العاصمة بشتم أنصار “الكاب” وكأن أنصار الوفاق أرادوا أن يقولوا ل “الشناوة“: “بيننا وبين جيراننا الشواية لا نريد شتما“. بوتفليقة أُعجب بتصرف أنصار الوفاق وحتى الرجل الأول في البلاد، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، فقد أبدى إعجابه بسلوك أنصار الوفاق السطايفي من خلال بقائه في المنصة الشرفية لدقيقتين إضافيتين بعد منح الكأس، حيث كان يقوم فيها بتحية أنصار “الكحلة” على سلوكهم الحضاري. ... وبصوره على أقمصة لاعبي “الكحلة” كما تجاوب الرئيس مع تواجد صوره على أقمصة عناصر الوفاق السطايفي التي صعدت إلى المنصة الشرفية، وهي الأقمصة التي حضرتها إدارة الفريق خصيصا لهذه المناسبة، حيث كانت تحمل صورة الرئيس الجزائري وفضل أغلب اللاعبين الاحتفاظ بها من خلال طلبهم من الرئيس أن يوقع عليها كما حصل مع رحو وفاهم بوعزة. . ----------- بلقايد: “بوتفليقة قال لإبني أنا من يعطيك الوردة” الكأس تعود إلى سطيف بعد 20 سنة، ما تعليقك؟ الحمد لله أنني كنت رفقة زملائي اللاعبين من الجيل الذي أعاد الكأس إلى سطيف بعدما انتظرها الأنصار 20 سنة، وهو ما أشعرنا بالفخر والاعتزاز لأن تاريخ الوفاق سيذكرنا بالخير في السنوات القادمة. وكانت كأس الجمهورية الثانية في مشوارك؟ لكن هذه الكأس كانت خاصة أكثر بالنظر إلى رغبة الشارع الرياضي السطايفي، السلطات، إدارة الفريق والكل في المدينة في الحصول على هذا التاج، وهو الأمر الذي حققناه. الجميع يرى أن وجود “الكاب“ منافسا لكم في النهائي سهل مهمة تتويجكم بالكأس لا أظن ذلك، لأن مشوار “الكاب“ كان أصعب من مشوارنا في التصفيات، حيث واجه 3 أندية من القسم الأول، كما أن تجارب النهائيات السابقة علمتنا أن منافسة الكأس بها الكثير من المفاجآت فمن كان يتوقع أن شباب بني ثور يتوج بالكأس على حساب وداد تلمسان، أما فوزنا العريض على “الكاب” فحدث بعد أن أخذنا المقابلة بالجدية المطلوبة ولعبناها كما يجب أن نلعبها. في النهائي بلقايد لفت الانتباه من خلال إحضار إبنيه فعلا النهائي فرصة لا تتكرر وأردت أن تبقى ذكرى لإبني، وهو ما جعلني أحضرهما معي إلى الملعب. فخامة الرئيس توقف مطولا عند ابنك قبل اللقاء فعلا ظل فخامته يضحك ويداعب ابني شمس الدين في التحية قبل المباراة، خاصة لما أراد ابني أن يمنحه وردة، فقال له فخامته: “أنا من يجب أن يعطيك وردة”. وحتى في نهاية اللقاء عند استلام الميدالية صعدت منصة التتويج رفقة ابنتي ريم وابني شمس الدين الذي كان نائما، بصراحة سيبقى هذا النهائي ذكرى غالية جدا لدى كل عائلتي. أنصار الوفاق تنقلوا بشكل فاجأكم، أليس كذلك؟ هذا أكيد فحتى ولو كنا نعلم أن الأنصار سيتوافدون بقوة إلى ملعب 5 جويلية، إلا أننا لم نتوقع أن تكتظ بهم المدرجات بنسبة 80 بالمائة، وهو الأمر الذي أدهشنا عند دخولنا لتفقد أرضية الميدان، وبالتأكيد فإن وجود أنصارنا بذلك العدد زاد حجم المسؤولية، فمثلما تنقلوا بقوة و”فرحونا” نحن من جهتنا أسعدناهم. والآن ماذا بعد التتويج بالكأس؟ نحن الآن في العاصمة (الحوار أجري منتصف نهار أمس)، وسنعود إلى سطيف ليلا لكي نحتفل بالكأس مع الأنصار عن قرب، بعد أن كان سياج الملعب فاصلا بيننا وبينهم، وبعدما ننهي الاحتفالات سنفكر في التحديات الأخرى. تقصد البطولة بطبيعة الحال، علينا أن نركز جيدا على مواجهتنا أمام إتحاد الحراش، لأن البطولة ما زالت لم تلعب بعد وحظوظنا قائمة فيها، وإذا نجحنا في تقليص الفارق إلى 4 أو 5 نقاط عن المولودية قبل التنقل إلى زامبيا، فسيكون لدينا أكيد كلام آخر نقوله في البطولة بعد العودة من لوزاكا. وكيف ترى مهمتكم في زامبيا؟ أكيد ستكون صعبة بالنظر إلى أن الفارق الذي سنتنقل به ضئيل، لكن أرى أن لقاء الإياب سيختلف عن لقاء الذهاب، خاصة أن الفريق الزامبي سيضطر لفتح اللعب وهو ما سنستغله لتسجيل هدف مباغت، والأكيد في هذه الحالة ستكون مهمتنا أسهل في الوصول إلى دور المجموعات، التي تبقى من أهدافنا هذا الموسم أيضا. لماذا “عشقو” في سنة 1989!؟ سؤال غريب يجب طرحه بشأن الكأس التي أصبحت ما قبل الأخيرة، فرغم التاريخ الواضح للوفاق السطايفي بأن الكحلة توجت على حساب مولودية باتنة في يوم الخميس 5 جويلية 1990، وبالضبط في اليوم الموالي لنصف نهائي كأس العالم بين إيطاليا والأرجنتين في نابولي، إلا أن مختلف وسائل الإعلام في الجزائر أصرت على استعمال سنة 1989 في آخر تتويج بالكأس للوفاق (أصبح منذ أول أمس قبل الأخير)، وهو ما ظل صحفي القناة الأرضية للتلفزة الوطنية حسان جابر يكرره خلال ساعات البث الطويلة للمقابلة وقبل المقابلة، وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن سر عشق وسائل الإعلام الوطنية لسنة 1989، رغم أن 1990 ليست 1989 مع التأكيد على ضرورة إحترام التاريخ. بن جاب اللّه يتذكر ما قاله دراجي وخلال حضوره في الأستوديو التحليلي للمواجهة في التلفزيون الجزائري، وعند إعادة بث لقطة الهدف الوحيد الذي توج به الوفاق بكأس الجمهورية عام 1990، قال الدراجي بن جاب الله إنه لن ينسى أبدا ما قاله حفيظ دراجي عند تعليقه على هدف غريب في (د87)، لما قال (دراجي): “لا أتمنى هذا الهدف بالذات، في تلك الدقيقة بالذات”. خالتي عيشة “هوّلت“ الملعب في النهاية كانت نجمة النهائي من جانب أنصار الوفاق وكالعادة طخالتي عيشة”، التي صنعت أجواء احتفالية بزغاريدها التي دوت المنصة الشرفية لملعب 5 جويلية، وسط تفاعل كبير من أنصار الوفاق السطايفي معها، وهي التي لا تضيّع مثل هذه المنافسات التاريخية الكبيرة. الوفاق ينتظر مليارا من “جيزي“ ومليارا من “نجمة“ إضافة إلى 3 مليارات التي منحها فخامة رئيس الجمهورية لوفاق سطيف مباشرة بعد التتويج، فإن خزينة النادي ستعرف انتعاشا كبيرا حيث ضمن لحد الآن مليار آخر من شركة الاتصالات الهاتفية “جيزي” الممول الرئيسي، بحكم العقد الذي أمضاه الطرفان والذي ينص على منح “الكحلة” مبلغ مليار سنتيم هدية مقابل كل تتويج، كما ينتظر أن تتدعم خزينتها بمليار سنتيم من ممول منافسة كأس الجمهورية “نجمة” بصفته المتوج بها. سرّار كافأ حمّار وبلعباس على مجهوداتهما في إطار نهائي كأس الجمهورية دائما كان رئيس الوفاق صارما هذه المرة في التعامل مع المسيرين، بعد أن كثر عددهم بعد تأهل الفريق إلى النهائي وأكد منذ البداية أن صعود المنصة الشرفية رفقته من المسيرين سيقتصر على حسان حمّار رئيس الفرع ونائب رئيس الفريق حسن بلعباس، حيث يعتبر الأول (حمّار) الوحيد من المسيرين الذي لم يتخل عن الفريق في الأوقات الصعبة وحضر أكثر من مقابلة رسمية بمفرده، وهو الشأن نفسه مع بلعباس الذي تنقل مرات كثيرة من العاصمة إلى سطيف خصيصا للوقوف إلى جانب التشكيلة في مباريات كان لا يحضرها حتى المسيرين في سطيف، ورغم أن بعض المسيرين تلقوا بحساسية هذا الاختيار إلا أنه يبقى منطقيا إلى حد كبير في نظر كل محيط الوفاق. الوفاق سيتنقل إلى زامبيا دون ممثل “الفاف” بعد اعتذار رئيس رابطة سطيف الولائية مسعود كوسة عن مرافقة الوفاق بصفته ممثل “الفاف“ إلى زامبيا بسبب التزاماته مع الدورة الدولية لكرة القدم في صنف الأصاغر التي ستبدأ اليوم، سيكون تنقل الوفاق إلى زامبيا بدءا من هذا الأربعاء دون ممثل ل”الفاف“. “الهدّاف” تهدي “بوستير“ مزدوجا لأنصار الوفاق بعد التتويج الجديد بالكأس التي انتظرتها سطيف 20 سنة، قررت “الهدّاف” مشاركة أنصار الوفاق فرحتهم بصورة عملاقة مزدوجة، ستكون في الأكشاك خلال الساعات القادمة وستباع بسعر رمزي (15دج) ثمن الطباعة، وهي هدية من “الهدّاف” لوفاء الجمهور للوفاق ولجريدتهم، ويحمل الوجه الأول من الصورة فرحة لاعبي الوفاق بالتتويج وحاج عيسى يتسلم الكأس من يد فخامة رئيس الجمهورية، أما الوجه الثاني فتحمل صورة تشكيلة الوفاق في النهائي للذكرى. وفاق الأحلام يُحقّق وصية ماتام ومازالت أهداف أخرى في الإهتمام حقق وفاق سطيف حلم أنصاره وحلم المدينة وأيضا حلم 3 أو 4 أجيال من لاعبي الوفاق من خلال تتويجه بالكأس التي انتظرتها سطيف طويلا، وفي مقدمتهم لاعب الستينيات لونيس ماتام.. الذي كان قد أوصى الرئيس سرّار الأسبوع قبل الماضي على هامش زيارته له بأن يجلب له الكأس بعد عودته من رحلته العلاجية، وبالتأكيد أن الكأس عاد إلى مدينة سطيف سهرة البارحة ولونيس ماتام عاد أيضا من فرنسا وستزوره الكأس في بيته في الساعات القادمة. الحصول على الكأس لا يعني العطلة وإذا كان حصول الفريق السطايفي على كأس الجمهورية معناه أن موسم (2009-2010) ناجح بعد أن كان الوفاق قد توّج بكأس شمال إفريقيا في ديسمبر الماضي ولعب نهائي “الكاف“، فإنه يجب التأكيد أولا على أن العطلة ما زالت بعيدة طالما أن الوفاق ما زالت أمامه الكثير من التحديات. 13 من 14 لاعبا كانوا متواجدين أمام البرج وبحصوله على اللقب الناقص فإن الفريق السطايفي قدّم درسا جديدا في الكرة الجزائرية يتمثل في الاستقرار والإصرار على الانتصار لأنه من بين 14 لاعبا الذين لعبوا مواجهة أول أمس بين أساسي وبديل فإن الحارس فوزي شاوشي يعد الوحيد الذي لم يكن متواجدا في تشكيلة الموسم الماضي، في حين أن 13 لاعبا الآخرين كانوا متواجدين في إقصاء الموسم الماضي أمام البرج (رحو بقي بديلا يومها ولموشية تزامن نصف نهائي الموسم الماضي وإجرائه عملية جراحية)، وبالتالي فالوفاق تعلم الكثير من فشل الموسم الماضي وبرهن لاعبوه أنهم لا يفشلون ومن الخسارة يتعلمون النجاح. لقب البطولة يتطلّب التفوّق على الحراش ويبقى التحدي الجديد الذي ستبدؤه عناصر الوفاق غدا الثلاثاء هو مواجهات البطولة الوطنية، وستكون البداية أمام إتحاد الحراش في مواجهة هامة جدا للبطولة سيلعبها الوفاق من أجل الفوز ولا شيء غيره. الوفاق مُطالب بإيقاف عقلية سنوات وفي الإطار ذاته، فإن الوفاق أمام الحراش سيكون على موعد مع إيقاف عقلية سنوات طويلة عششت فيه وهي عقلية خسارة المواجهة الموالية لأي لقب يربحه الوفاق، وهو الأمر الذي تكرّر في السنوات الثلاث الأخيرة. 1988: تعادل أمام معسكر بعد التتويج القاري وكعرض حال للخسارة التي يتعرض لها الوفاق السطايفي دوما بعد كل إنجاز مهم، فإن البداية كانت بعد التتويج القاري في 1988، حيث تعادل الوفاق في اللقاء الموالي للتتويج أمام غالي معسكر في سطيف بنتيجة (0-0)، في مقابلة أدخلت الوفاق في أزمة بعد أن حاول بعض الأنصار الاعتداء على اللاعبين. 2007: بعد جدة ثلاثية وبعد الفيصلي إقصاء مع الكأس وفي موسم (2006-2007) وبعد أول تأهل للوفاق إلى نهائي دوري أبطال العرب في سنة 2007 لما فاز على أهلي جدة في مقابلة تاريخية ب (2-0)، خسر بعدها ب 3 أيام مواجهة في البطولة بنتيجة (3-0) أمام أولمبي العناصر في 20 أوت رغم وجود الآلاف من أنصار الوفاق في الملعب، وبعد العودة من الأردن بكأس العرب الأولى كان الوفاق على موعد مع الإقصاء من كأس الجمهورية في ملعب تيزي وزو بعد أسبوع من ذلك أمام إتحاد العاصمة. 2008: تعادل أمام بلوزداد وخسارة أمام العناصر وعاد الوفاق بعد تأهله العربي الصعب على حساب الفيصلي في مارس 2008 ليتعادل في المواجهة الموالية أمام بلوزداد في البطولة الوطنية بنتيجة (1-1) وهي المواجهة التي ضيّع الفريق بسببها لقب الموسم قبل الماضي، وحتى في السنة نفسها لما توج الوفاق باللقب العربي في البليدة أمام الوداد البيضاوي عاد بعد 3 أيام وخسر في سطيف أمام أولمبي العناصر بنتيجة (0-1) وهي النتيجة التي كانت وراء حرمان الوفاق من المرتبة الثانية ولعب رابطة أبطال إفريقيا لصالح جمعية الشلف. 2009: الخسارة الوحيدة أمام تلمسان بعد تتويج “لوناف” وحتى المدرب الحالي للوفاق نور الدين زكري كانت له تجربة من هذا النوع في بداياته مع الوفاق وبالضبط لما عاد الفريق بكأس شمال إفريقيا من تونس على حساب الترجي التونسي، لتكون الخسارة في مواجهة وداد تلمسان في سطيف وهي الخسارة الوحيدة للوفاق في ملعب 8 ماي هذا الموسم. لا بد من تغيير العقلية بدءا من مواجهة الغد وأمام المعطيات سابقة الذكر فإن الوفاق يجب عليه أن يقوم بتوقيف السيناريوهات السابقة من خلال الفوز على الحراش وبالتالي توقيف عقدة خسارة المواجهة الموالية لأي تتويج، وهي المهمة التي ينتظر أن ينجح فيها زكري مثلما نجح في فك الكثير من العقد السابقة وآخرها أمام أهلي البرج ثم إعادة الكأس إلى سطيف بعد 20 سنة من الانتظار. زكري متخوّف من تأثيرات التعب أمام الحراش إذا كان إجراء الوفاق لمواجهة بعد غد صار أمرا حتميا فإن المدرب زكري يبقى أشد المتخوفين من هذه المواجهة بحكم أن الماراطون من المواجهات الذي لعبه الوفاق في المدة الأخيرة يجعل تأثير الإرهاق كبيرا جدا. زكري: “هكذا رايحين يكسّرونا في البطولة وفي رابطة الأبطال أيضا” وأكد زكري أن برمجة مواجهة الحراش لن تكسر الوفاق في البطولة الوطنية فقط بل في رابطة الأبطال الإفريقية أيضا، لأن الفريق السطايفي سيتنقل منتصف اليوم الموالي للقاء إلى القاهرة ومنها إلى أديس أبيبا وصولا إلى لوزاكا ليكون الوصول عصر الخميس القادم. “أقبل باللعب في الجزائر كل يومين، لكن طلبت راحة قبل رابطة الأبطال“ وقال زكري إنه عندما تنقل إلى الرابطة الوطنية لكرة القدم قبل شهرين كان قد اتفق مع الأمين العام للرابطة على أن لا تتم برمجة مواجهة مباشرة قبل السفرية الإفريقية لأن هدف الوفاق في زامبيا سيكون التأهل، لكنه يقبل في المقابل باللعب كل يومين على الصعيد المحلي إذا منحته الرابطة الوطنية هذه الفرصة بالاستفادة من التحضير لمواجهة رابطة الأبطال الإفريقية. “يرحم والديكم أجلوا الحراش حتى لا نخسر رهان رابطة الأبطال” وأضاف زكري أنه يترجى الرابطة الوطنية أن تؤجل المواجهة التي ستجمع الوفاق بالحراش، حتى يتأهل النادي السطايفي إلى دوري المجموعات. لأن الوفاق لو يجبر على مواجهة الحراش غدا، سيؤثر عليه ذلك سلبيا أمام زاناكو، وستكون الرابطة الوطنية المسؤولة عن الإقصاء إن حدث. “إذا حتّموا علينا اللعب سنقول حسبنا اللّه ونعم الوكيل” واستطرد زكري قائلا إنه يرفض تاما تحمل مسؤولية اللعب أمام الحراش، وإذا حتمت الرابطة على الوفاق اللعب فسيقول حسبنا الله ونعم الوكيل. لأن الرابطة تعمل حسبه في هذه الحالة على إقصاء “الكحلة”. حيماني: “فيلم كلحة وبيضاء تكرّر والكأس ستجلب معها البطولة” ما هو شعورك بعد هذا التتويج؟ أنا أشعر بفرحة كبيرة، لأن الأمر يتعلق بلقب يضاف إلى سجلي، أمام جمهور رائع حضر بقوة اليوم (الحوار أجري بعد اللقاء)، حتى أننا ظننا أننا نلعب في سطيف وليس في العاصمة. وعلى كل حال، ما شاهدته اليوم جعلتني أتذكر فيلم “كحلة وبيضاء”، حيث لم تبق سوى نساء سطيف في المدينة. الأمور كانت صعبة في البداية عكس ما تصوره البعض، فماذا حصل؟ لم يحصل شيء، وكل ما في الأمر أن المنافس حاول استغلال راحته المعنوية، من أجل محاولة مخادعتنا وقد أتحيت له بعض الفرص لكن يقظة الدفاع أعطتنا دفعا قويا من أجل رد الفعل. وبعد أن فشلنا في تسجيل أكثر من فرصة، جاء الهدف الأول الذي يمكن القول إنه أنهى المباراة. كيف؟ أنهى اللقاء بما أنه قتل خطورة المنافس وجعل حماسنا يتضاعف على أرضية الميدان، حتى أننا تحررنا كثيرا، وكنا في أي لحظة قادرين على التسجيل. لكن الحظ والحارس وكذا دفاع المنافس منعونا من إضافة أهداف أخرى. لكن بعد الهدف الثالث بدا الوفاق وكأنه رفض اللعب؟ لم نرفض اللعب، ولكننا أحسسنا بأن المقابلة صارت في أيدينا. حاولنا ترك المنافس يندفع، وننطلق في الهجمات السريعة، التي كادت تثمر أهدافا لولا سوء الحظ. وعلى العموم نحن راضون عن النتيجة والأداء وسعداء بالتتويج، وأكثر سعادة لأن الجمهور الكبير غادر العاصمة مبتهجا وفي قمة السعادة لأننا لم نخيبه. هل يعطيكم لقب الكأس دفعا في البطولة؟ هذا أكيد، إن لم أقل لك إن الكأس هي التي ستجلب لنا البطولة، فاللقب لم يضع منا ولن نسمح فيه وسنواصل التنافس عليه إلى آخر لحظة، وبإذن الله لدي شعور أننا قادرون على تحقيق المهم، ولم لا التتويج بالبطولة، والتأهل قبل ذلك إلى دور المجموعات في كأس رابطة أبطال إفريقيا، لأن هذا يبقى أيضا من أهداف الموسم. لمن تهدي هذا التتويج؟ إلى كل العائلة ومن يعرف حيماني، وإلى جمهور الوفاق الذي تغنى كثيرا باسمي في المدرجات، حاولت التسجيل لأجله لكن دون جدوى. ---------- سرّار يهدي ميداليته ل الوالي أهدى الرئيس سرّار الميدالية التي سلمها له الرئيس بوتفليقة، إلى والي سطيف نور الدين بدوي كاعتراف من رئيس وإدارة الوفاق، بما قدمه الوالي للفريق منذ تعيينه. بدوي ووفاق الألقاب “يضوي” وبالتأكيد أن الجميع يعترف أن الفضل في عودة الوفاق إلى عهد التتويجات، يعود إلى الوالي نور الدين بدوي من خلال مساهمته المادية والمعنوية الدائمة، التي جعلت الوفاق يعود إلى عهد التتويجات الإقليمية والمحلية. زار الوفاق بعد 48 ساعة من تنصيبه ولا يعود اعتراف الوفاق بما قدمه بدوي إلى أن المعني “بين روحو” بعد التتويجات أو في وقت الإنجازات، ولكن لأنه مباشرة بعد تنصيبه شهر سبتمبر 2004 ب 48 ساعة، زار الوفاق في الفندق عشية مقابلة الجولة الثالثة من موسم 2004-2005 أمام بلوزداد، وكانت تلك المقابلة الأولى لحاج عيسى مع الوفاق. وبعد عمل 6 سنوات على رأس الولاية بدوي وتألق حاج عيسى، يكون والي سطيف أسعد ولاة الجمهورية بحاج عيسى، الذي صار قائدا للوفاق وتسلم كأس الجمهورية من فخامة الرئيس بوتفليقة. اللاعبون سيكونون في المونديال وبعد أن حقق اللاعبون ما حلمت به سطيف، سيكون والي سطيف نور الدين بدوي عند وعده، ويرسل اللاعبين إلى جنوب إفريقيا لمشاهدة كأس العالم. في انتظار تسلمهم المنحة التي وعدتهم بها إدارة الوفاق والسلطات المحلية وعلى رأسها الوالي. بدوي أكبر المؤمنين ب طوكيو 2012 ويعد الوالي نور الدين بدوي أكبر المؤمنين بوصول الوفاق إلى طوكيو 2012، وذهب أكثر من مرة إلى التأكيد أنه يثق في قدرة الوفاق على تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق. تنظيم قوي لتنقل الأنصار وحافلات لم تجد من يركبها ويحسب للوالي نيابة عن كل السلطات (مديرية النقل، مديرية الشباب والرياضة لولاية سطيف) ما قام به في سبيل تنظيم تنقل الأنصار أول أمس. حيث كان التنظيم رائعا، والحافلات متوفر بشكل خارق إلى درجة أن هناك حافلات لم تجد من يركبها بعد الساعة الخامسة، لأن الحافلات التي تنقلت إلى العاصمة كفيت وبالزيادة. شاوشي والعيفاوي وممكن آخرون في لقاء الوداع ستكون مواجهة الغد الأخيرة ل فوزي شاوشي وعبد القادر العيفاوي في ملعب 8 ماي خلال الموسم الحالي لأنهما سيذهبان بعد ذلك مع الوفاق إلى زامبيا وبعد العودة من زامبيا سيدخلان مباشرة في تربص الفريق الوطني بسويسرا، وبالتالي فسيكون لقاء الغد هو لقاء الوداع لهما في 8 ماي خلال الموسم الحالي، وهو الأمر الذي قد يمتد إلى لاعبين آخرين في ظل تواجد أسماء حاج عيسى، لموشية، مترف ويخلف في قائمة 35 لاعبا التي أعدّها المدرب الوطني. كأس الجمهورية أواسط التحدّي الجديد إضافة إلى التحديات التي تنتظر الوفاق على صعيد الأكابر وذكرناها سابقا (البطولة الوطنية، دخول دور المجموعات الإفريقي، وكأس السوبر الشمال إفريقيا أمام النادي الصفاقسي في 23، 24 أو 25 جويلية القادم)، فإن التحدي الجديد المنتظر للوفاق هذا الأسبوع يتمثل في الحصول على كأس الجمهورية لصنف الأواسط خلال اللقاء الذي ينتظر أواسط الوفاق أمام شباب بلوزداد يوم السبت القادم في ملعب زرالدة. “بوي” حاضر في 5 جويلية وكأس جديد وفي مجال التحديات، كان رجل الكؤوس رشيد صالحي حاضرا مرة أخرى في كأس جديدة للوفاق من خلال تواجده أول أمس في ملعب 5 جويلية، ليكون شاهدا على كأس جديد للوفاق بعد أن نال معه كل الكؤوس التي حضرها سواء في عمان، البليدة وكأس شمال إفريقيا في تونس وصولا إلى نهائي كأس الجمهورية أول أمس، ومن الصدف أن كأس “الكاف“ التي غاب عنها المعني في بماكو فشل الوفاق في الحصول عليها. صالحي: “سأكون حاضرا مع الأواسط من أجل كأس جديد” وأكد رشيد صالحي في حديث هاتفي معه أمس أنه سيكون حاضرا السبت القادم مع أواسط الوفاق في ملعب زرالدة من أجل الحصول على كأس جديد في صنف الأواسط، واعدا الأنصار بالحصول على هذا اللقب أيضا. ------------ شاوشي: يكشف كل شيء ل “الهدّاف”:“نعم، سرّار كان معايا راجل، كمّلي دراهمي قبل النهائي ولن أبدل سطيف إلاّ للإحتراف” --“مناجير مرسيليا سيعاينني في دبلن، لومان مازالت تريدني ولديّ عروض حتى من الخليج“ كانت “الهدّاف“ حاضرة في فندق “هيلتون“، بعد المباراة النهائية وتتويج الوفاق بالكأس السابعة في تاريخه، من أجل نقل أجواء الفرحة لحظة بلحظة. وقد استغلينا الفرصة لنتحدث مع أحد أبطال الوفاق وحارس المنتخب الوطني فوزي شاوشي، الذي تكلمنا معنا بعفوية كبيرة وبدا مرحا كعادته، حيث تطرق إلى المباراة النهائية أمام “الكاب“، وتحدث عن السبب الحقيقي الذي كان وراء عدم دخول فريقه بقوة في هذه المواجهة، كما أكد حصوله على أمواله كاملة قبل النهائي، لكنه أكد بالمقابل أن سرار لم يشترط عليه تجديد عقده. كما تحدث ابن برج منايل عن إمكانية احترافه بعد المونديال، وعن حظوظ “الخضر“ في دورة جنوب إفريقيا في ظل الوضعية غير المريحة التي يمر بها بعض رجال ملحمة أم درمان. في البداية، نهنئك على تتويجك بكأس الجزائر لأول مرة في مشوارك الكروي؟ الله يبارك فيك، أنا سعيد جدا بعد هذا التتويج واللقب الجديد الذي حققته مع فريقي، هذا ليس تتويج شاوشي أو اللاعبين لوحدهم بل هو تتويج لكل السطايفية وأنصار الوفاق في كل أرجاء الوطن. لقد نجحنا في إعادة البسمة إلى وجوه أنصارنا، الذين يعشقون هذه الكأس الغالية والتي لم تعرف طريقها إلى خزينة الفريق منذ سنة 98. ما هو أول شيء تبادر إلى ذهنك، لما دخلت 5 جويلية ووجدت الملعب كله بالأبيض والأسود؟ أول ما قلته في قرار نفسي هو يستحيل علينا أن نضيّع الكأس ونترك كل هذه الجماهير التي تحملت مشقة السفر من سطيف إلى العاصمة، تاركة أهاليها وعائلاتها تعود من دون الكأس. لقد زادتنا تلك الأجواء الرائعة رغبة شديدة في التتويج وإهداء الكأس لأنصارنا الأوفياء. بصراحة لم نكن ننتظر أن نجد الملعب كله تقريبا باللونين الأسود والأبيض، خاصة أن الأصداء التي كانت تصلنا من العاصمة تؤكد أن الملعب سيتم إقتسامه بين أنصارنا وأنصار “الكاب“. وهل هذه الظروف هي سبب الضغط الشديد الذي كان مفروضا خلال الدقائق الأولى، بدليل أنكم وجدتم صعوبات كبيرة للدخول في أجواء المباراة؟ صحيح أننا شعرنا بثقل المسؤولية أكثر فأكثر لما وصلنا إلى الملعب، لكن ليس هذا هو سبب الصعوبات الكبيرة التي وجدناها للدخول جيدا في أجواء المباراة. فكل ما في الأمر هو أن الحرارة الشديدة التي وجدناها داخل غرف حفظ الملابس، بعدما أخطأ عمال مركب 5 جويلية في كيفية تشغيل المكيفات الهوائية ما تسبب في إيجاد بعض اللاعبين صعوبات كبيرة حتى في التنفس، ولم نسترجع أنفاسنا إلا مع مرور الوقت. لكنكم كدتم تدفعون ثمن ذلك باهظا، لو لم يضيع مهاجم الكاب بورحلي هدفا محققا في ربع الساعة الأول ، أليس كذلك؟ صحيح أن لاعبي الكاب استغلوا الظروف الصعبة التي مررنا بها في الدقائق الأولى، وخلقوا لنا عدة صعوبات وكانت المباراة ستعرف منعرجا آخر لو سجل بورحلي تلك الفرصة التي أتيحت له، لكن الحمد لله الحظ كان إلى جانبنا وكرته كانت خارج الإطار. هذه اللقطة حركتنا وجعلتنا نشعر بالخطر، ونعود تدريجيا في المباراة إلى أن تحررنا في الدقيقة (37) بعد الهدف الذي سجله مترف. هل يمكن القول إن السطايفية كان عليهم انتظار حارس مرمى إسمه شاوشي، ليفوزوا بلقب الكأس بعد 20 سنة عجاف؟ الفضل في فوزنا بهذه الكأس الغالية يعود إلى تضحيات الكثيرين، ولا يمكن حصر ذلك في شاوشي أو أي لاعب آخر، إذ ربما كان على السطايفية انتظار مجيء المدرب زكري لأن معه أزيلت كل العقد. ونتمنى فقط أن نواصل الظهور بهذا المستوى، حتى نفوز أيضا بالبطولة ونتأهل إلى دور المجموعات لنكمل مهمتنا على أكمل وجه، ونحقق كل أهدافنا الموسمية. هل تعتقد أن فريقكم قادر على الفوز بالثنائية، خاصة أن الفارق بينكم وبين الرائد مولودية الجزائر سبع نقاط؟ حسابيا مازلنا نحتفظ بكل حظوظنا للتتويج بلقب البطولة، فيجب أن لا تنسوا أنه مازال بحوزتنا مبارتان متأخرتان وسنستقبل المولودية في سطيف. لكن النقطة الوحيدة التي تخفينا هي أن ينال منا التعب بسبب الرزنامة المكثفة، فنحن الفريق الوحيد الذي يلعب بمعدل ثلاث مباريات أسبوعيا، كما أنني رفقة لاعبين آخرين لن نكمل الموسم للأسف، ومباراة الحراش ستكون الأخيرة لنا قبل الالتحاق بتربص المنتخب الوطني. قبل الحديث عن المنتخب، الجميع يتساءل عن مستقبلك مع الوفاق وأنت الذي توجد في نهاية عقدك، فهل هناك جديد في القضية؟ الحديث في هذا الموضوع سابق لأوانه، لأنني مركز حاليا على فريقي وعلى كأس العالم التي لم يعد يفصلنا عنها الكثير. لكنني أؤكد لكم أن العروض موجودة، وهناك عدة فرق عربية وأوروبية تتابعني وهي على اتصال دائم بوكيل أعمالي، لكن وكما قلت لن أحسم وجهتي النهائية إلى بعد المونديال. وهل يمكنك أن تحدثنا عن جديد هذه العروض؟ في الحقيقة هذه العروض ليست جديدة، وإنما هناك بعض الفرق الفرنسية التي مازالت تريدني في صورة أولمبيك مرسيليا، حيث أكد لي مناجيري أن المكلف بالانتدابات في هذا النادي سيكون حاضرا خلال مباراتنا الودية في دبلن أمام ايرلندا، وسيعاينني بشكل أفضل في المونديال. كما أن مسؤولي فريق لومان مازالوا على اتصال دائم بي منذ فترة التحويلات الشتوية، والجديد في كل هذا هو العرض الذي وصلني من الخليج، لكن أرجوك لا تسألني عن إسم الفريق الذي إتصل بي لأن طموحاتي أكبر من ذلك بكثير، وأنا لا أفكر حاليا في الإحتراف في أ حد الأ ندية. الخليجية. وماذا عن الخبر الذي تداولته بعض الأطراف في سطيف، بخصوص حصولك عن الشطر الثاني كاملا قبل نهائي الكأس؟ وأين المشكلة في هذه القضية؟، نعم لقد التقيت سرار مؤخرا ومنحني كل أموالي. سرار كان معي رجلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وأوفى بوعده تجاهي، وهذا ما جعلني أتأكد أكثر أنني أحسنت الاختيار وسأتذكر الوفاق دائما بالخير إذا غادرته. هل صحيح أن سرار اشترط عليك التجديد مقابل حصولك على أموالك العالقة، وهل وعدته بشيء من هذا القبيل؟ سرار من حقه أن يفكر في مصلحة الوفاق لأنه المسؤول الأول على هذا الفريق، لكنني أنفى كل الذي قيل بخصوص هذا الموضوع.صحيح أن رئيسي منحنى أموالي كاملة لكنه لم يشترط عليّ التجديد، وكل ما اتفقنا عليه هو أنني سأجدد عقدي مع الوفاق، إذا لم يكتب لي خوض تجربة احترافية الموسم القادم. وهو الكلام الذي فهمه سرار جيدا وأدرك أنني أعطى الأولوية للوفاق في الجزائر. قبل 40 يوماّ فقط عن المونديال كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في هذا الحدث العالمي وأنتم الذين ستواجهون سلوفينيا، إنجلترا وأمريكا في الدور الأول؟ كرة القدم ليست علما دقيقا، وبإستنثاء إنجلترا فإننا نملك نفس الحظوظ مع أمريكا وسلوفينيا، ولذلك سندافع عن هذه الحظوظ بقوة، وسنؤكد أننا لم نسرق التأهل إلى هذا الحدث العالمي وأننا قادرون على المرور إلى الدور الثاني، وتشريف الجزائر والعالم العربي. المهم حاليا أن نستغل التربصين التحضيريين والمباراتين الوديتين أمام ايرلندا والإمارات، لنكون في الموعد عند انطلاق المونديال ونؤدي دورة في المستوى. تبدو متفائلا كثيرا، رغم أن وضعية لاعبينا غير مريحة تماما والأغلبية لا تلعب مع فرقها سواء بسبب الإصابة أو خيارات المدرب؟ إذا لم نكن متفائلين فمن الأفضل لنا أن نبقى هنا في الجزائر، نحن منتخب وطني وسندافع عن ألوان البلد ونمثل العرب. صحيح أن وضعية أغلبية اللاعبين ليست على أحسن ما يرام، لكن مازالت أمامنا 40 يوما يجب أن نستغلها جيدا من أجل تعويض نقص المنافسة، وإيجاد لاعبين جدد يعوضون المصابين. يجب أن لا نذهب إلى جنوب إفريقيا كالسواح، ولو أنني واثق أننا سنكون الحصان الأسود والمعطيات الحالية ستحفز زملائي أكثر على رفع التحدي، والتأكيد أن رجال الجزائر لا يستسلمون بسرعة. بصراحة ماذا تقول لما تشاهد مباريات لفربول، مانشستر أو حتى تشيلسي في التلفزيون، وتتذكر أنك ستواجه نجوما من قيمة جيرارد أو لامبارد في كأس العالم؟ حتى أكون صريحا معك، فأنا لا أتابع مباريات كرة القدم في التلفزيون، حتى ولو تعلق الأمر بدوري أبطال أوروبا، إذ لا يعقل أن تتدرب، تخوض المباريات تتحدث مع الجمهور عن الكرة ثم تملأ وقت فراغك بمشاهدة مباريات كرة القدم إنه الروتين بعينه. وبما أنني لا أشاهد مباريات الكرة في التلفزيون، فهذا يعني أنني “مانيش سامع بجيرارد ولامبارد“، والكلام سيكون بيننا في جنوب إفريقيا بعد أقل من 40 يوما كما قلت. وما الذي تقوم به في أوقات فراغك لتكسير روتين مباريات كرة القدم؟. وسيلتي الوحيدة هي أخذ سيارتي الخاصة التي أعتبرها جزءا مني، ولا يمكنني أن أستغني عنها وأتوجه نحو البحر الذي أجد فيه راحتي “يا أخي نموت على البحر”، ولا يمكنني أن أتصور نفسي بعيدا عنه لمدة طويلة. سعدان سيعلن هذا الثلاثاء عن قائمة ال 30 لاعبا الذين سيحضرون تربص سويسرا، ومن الممكن جدا أن يستدعى حراس آخرين، ألا يقلقك هذا؟ المنتخب ليس ملكا لأحد وكل لاعب مؤهل لذلك الأبواب مفتوحة أمامه، حتى ولو كان سينافسني على منصبي. الحمد لله الناس كلهم يعرفون من هو شاوشي، ولست بحاجة لأمدح نفسي لذلك فإن جلب حراس آخرين لا يقلقني، بل على العكس سيجدون مني كل الترحاب وأساعدهم على التأقلم في أجواء المنتخب، المهم هو أن يكون الحارس الذي يختاره الجهاز الفني في المونديال جاهزا من كل النواحي ويشرف منصبه وزملاءه. بماذا تود أن نختم الحوار؟ أود أن أهدي هذا التتويج إلى عائلتي وخاصة الوالدة الكريمة التي أتفاءل بها كثيرا، وأطمئن الشعب الجزائري أن المنتخب سيشرفه في المونديال، ولن نذهب إلى جنوب إفريقيا للمشاركة من أجل المشاركة وفقط. سطيف تستقبل الكأس على الطريقة الأوروبية كانت مدينة سطيف سهرة أمس الأحد على موعد مع استقبال كأس الجمهورية السابعة في تاريخ الوفاق، وهي الكأس التي تزامن وصولها إلى سطيف أمس 2 ماي مع الذكرى رقم 14 لرحيل مؤسّس الوفاق علي لاياص. أجواء التحضير للاستقبال بدأت منذ منتصف النهار وقد بدأت أجواء التحضير لاستقبال الوفاق منذ منتصف نهار أمس، وهذا بعد عودة مهندس الاحتفالات كمال لافي إلى مدينة سطيف من أجل تحضير استقبال الكأس التي اشتاقت إليها سطيف طويلا. وقد بدأت منذ منتصف النهار مصالح البلدية في تنظيم الشارع الرئيسي للمدينة بالحواجز. موعد الطائرة كان سيُفسد الاستقبال ولكن المشكل الأكبر لتحضير الاحتفال هو موعد عودة الفريق السطايفي من العاصمة إلى سطيف، والذي كان محدّدا في البداية بالساعة الثامنة ونصف ليلا، وهو الأمر الذي لم يكن مساعدا لاستقبال الفريق من قبل الأنصار، لأن المسافة من مطار سطيف والخروج من بهو المطار للوصول إلى الشارع الرئيسي كان سيجعل الساعة في هذه الحالة تفوق التاسعة ونصف ليلا. السلطات تدخلت والطائرة قُدّمت إلى السادسة ونصف وأمام رغبة السلطات المحلية في إنجاح حفل الاستقبال تدخلت السلطات الولائية لدى الخطوط الجوية الجزائرية من أجل تقديم موعد الطائرة الخاصة، وهو الأمر الذي كان من خلال قبول مديرية الخطوط الجوية الجزائرية بتقديم رحلة الطائرة إلى السادسة ونصف حتى يكون الوقت مناسبا من أجل حضور الأنصار لاستعراض الكأس. دخول أمام الولاية على وقع الشعلات النارية وآلة قصّ الورق الاحتفالية وكان المظهر الأجمل في احتفالات الوفاق أمس بالكأس أمام مقر الولاية، وهذا في المحطة الأخيرة من حفل الاستقبال أين كانت آلة قصّ الورق المستعملة في احتفالات أكبر تتويجات الأندية الأوروبية، كما كانت الشعلات النارية تنبعث بقوة مشعلة سماء سطيف من فوق مقرّ الولاية، في حفل استقبال هو الأحلى والأجمل على الإطلاق. العيفاوي: “أقضي أسعد لحظات مشواري، والبركة في زملائي بعد زاناكو” ما هي انطباعاتك بعد التتويج اليوم بكأس الجمهورية (الحوار أجري سهرة أول أمس)؟ أشعر بسعادة لا يمكن أن أصفها لك، إنه اللقب الرابع لي في ظرف 3 مواسم بألوان الوفاق وهو ما يجعلني راضيا جدا على ما حققته في هذا الفريق الكبير الذي أؤكد أنني أقضي معه أجمل لحظات مسيرتي الكروية. كيف تقيّم أداءك اليوم أمام أنظار المدرب سعدان؟ أعتقد أننا قدمنا مستوى جيدا خاصة بعد 20 دقيقة الأولى حيث سيطرنا على الكرة والأداء رافقته النتيجة التي عكست سير اللقاء خاصة في الشوط الثاني، وعن مردودي الفني فأعتقد أنه كان موفقا مثل بقية اللاعبين وأنا راض عما قدمته، لن نطلب شيئا أكثر من التتويج وكنا سنكون راضين حتى لو انتصرنا بهدف يتيم. هل دخلكم الشك في إمكانية التتويج خاصة في بداية اللقاء التي كانت صعبة للغاية؟ بالفعل، بداية اللقاء كانت صعبة لأننا لعبنا أمام فريق متحرر ليس عليه لا ضغط الأنصار ولا النتيجة ووصوله إلى النهائي كان إنجازا في حد ذاته بعد أن أخرج فريقين كبيرين من هذه المنافسة، ومادام قد وصل فهو يستحق النهائي، لذلك هذه الصعوبات كانت متوقعة وعادية وهذه هي مباريات الكأس التي يمكن توقع كل شيء فيها. ما تعليقك بخصوص الجمهور الرائع الذي تنقل إلى 5 جويلية؟ أقول له “برافو” وشكرا على ما تقدمونه للوفاق، وأعتقد أنه من النادر أن يتكرّر تنقل مثل هذا العدد الكبير، هذا ما حصل على الرغم من أنّ الجمهور السطايفي تعوّد على الإنجازات وعلى الرغم من ذلك لا زال حماسه شديدا لفريقه ولا زال يتنقل ويسافر وسيكون إلى جانب الوفاق في التنقلات الأخرى، هذا ما نعرفه جيدا. تقضي آخر أسبوع لك مع الوفاق هذا الموسم باعتبار أنك ستكون مع المنتخب الوطني، ما قولك؟ صحيح أن الأمر صعب نوعا ما بحكم أنني سأترك فريقي وأنا من تعوّدت على إكمال مواسمي حتى المباريات الأخيرة، حيث سأتوجه إلى التزاماتي مع المنتخب الوطني وسأركز على “الخضر” إذا تلقيت الاستدعاء بطبيعة الحال، وثقتي شديدة في زملائي بعد مقابلة زاناكو لإنهاء البطولة بقوة ولم لا الحصول على اللقب. حدث هذا بعد عودة الفريق من 5 جويلية الكأس أغلقت “هيلتون”، زارت التلفزيون قبل “عين الفوارة” وحتى الأجانب “شبعو تصاور بيها” كان موعد أبطال سطيف بعد أن تسلم الكأس بين أيدي فخامة رئيس الجمهورية والاحتفال بها رفقة أكثر من 45 ألف سطايفي على وقع أغاني “الخضر”، مع التوجه إلى فندق “هيلتون“ الذي يقيم فيه وفد الوفاق خلال كل رحلاته إلى العاصمة لأخذ قسط من الراحة، كما تناول وجبة العشاء ومواصلة سهرة الأحلام والكأس الغالية تزين الطاولة في أجواء لم تعد غريبة عن فريق، لا يخاطب أنصاره إلا بلغة الألقاب والبطولات وأصبح لا يمر أي موسم إلا ويدعم خزائنه بلقب جديد، وكانت “الهداف“ كعادتها وفية لتقاليدها ورافقت السطايفية في سهرتهم حتى تنقل كل كبيرة وصغيرة لجمهور الوفاق العريض، الذي أكد مرة أخرى تعلقه بجريدته المفضلة من خلال الراية العملاقة التي علقها بمدرجات ملعب 5 جويلية أول أمس في نهائي منافسة الكأس. اللاعبون عادوا مرهقين وتأشيرة إنجلترا أسهل من الدخول إلى “هيلتون“ وحسب ما وقفنا عليه فإن الضغط الشديد الذي عاشه زملاء حاج عيسى قبل المباراة، والمجهودات الكبيرة التي بذلوها طيلة تسعين دقيقة من أجل تجاوز عقبة “الكاب“ بسلام وإهداء أنصارهم الأوفياء لقبا اشتاقوا إليه كثيرا جعلتهم يتعبون كثيرا. وكان الإرهاق باديا على وجهوهم بمجرد أن وصلوا إلى فندق “هيلتون“ حيث توجهوا مباشرة إلى غرفهم لأخذ قسط من الراحة واسترجاع أنفاسهم، قبل النزول مجددا إلى بهو الفندق من أجل تناول وجبة العشاء