قرارات الحكام ومعاملات رجال الأمن عادة ما تكون الشرارة التي تشعل العنف كشفت إحصائيات مصالح الأمن التي قدمها الملازم الأول لبيب زغيب عن ارتفاع ظاهرة العنف في الملاعب خلال المحاضرة التي ألقاها أمس بقصر الثقافة مالك حداد، ضمن الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، حيث سجلت في الثلاثي الأول ( جانفي إلى مارس ) من السنة الجارية 35حالة عنف عبر الملاعب الجزائرية ، مما جعله يؤكد على المنحى التصاعدي لظاهرة العنف في الملاعب ، وهذا مقارنة بسنة 2011التي سجلت 35حالة أدت إلى وفاة 3اشخاص، فيما أدت هذه الظاهرة في الفترة الممتدة من 1997إلى 2005 إلى مقتل 10اشخاص و وتعرض 2331 شخص إلى إصابات، وتعرض 715مركبة إلى إضرار ، كما عرفت هذه الفترة تقديم 1287شخصا أمام العدالة، كما قسم المحاضر العنف إلى قسمين لفظي و مادي . مؤشر العنف في منحى تصاعدي هذه الإحصائيات اعتبرها المحاضر بمثابة المؤشر على المنحى التصاعدي الذي تعرفه ظاهرة العنف في الملاعب، التي ليست حكرا على الملاعب الجزائرية و إنما في العالم، وفي تحليله لهذه الظاهرة من منطلق تجربته في ملعب الشهيد حملاوي، اعتبر الملازم الأول لبيب زغيب أن العوامل الاجتماعية و النفسية من الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة، وأخرى لها علاقة مباشرة بغياب الثقافة الرياضية لدى الأنصار، إلى جانب قرارات الحكام غير الصائبة التي قد تكون الشرارة التي تشعل فتيل العنف في ملعب بين اللاعبين و تنتقل بعد ذلك إلى المدرجات، كما حمل رؤساء الأندية جزءا من المسؤولية من خلال استفزازهم للمنافس و الحكام، كما وضع المحاضر رجال الأمن ضمن خانة المساهمين في إثارة العنف في الملاعب من خلال سوء معاملتهم للأنصار، والتشدد في التعامل مع حادثة ما وهو ما من شأنه أن يثير غضب الأنصار الذي يتحول بعد ذلك إلى شغب، وتتسع رقعته من الملعب إلى خارجه، مما يؤدي إلى تعرض ممتلكات الغير سواء كانت عمومية أو خاصة إلى الإتلاف وهي المخالفات التي يعاقب عليها القانون، ناهيك عن تعطيل حركة المرور في محيط الملعب، كما أشار إلى أن تماطل أعوان الحماية المدنية في إسعاف لاعب تعرض إلى إصابة، قد يكون من العوامل المثيرة للشغب . الحالة المزرية للملاعب وراء تنامي الظاهرة كما أوضح المحاضر أن شرارة العنف قد تنطلق عند مدخل الملعب بالتدافع أمام أبواب الدخول، وهنا انتقد ممثل الأمن الوطني الحالة المزرية التي تتواجد فيها ملاعبنا، حيث أشار إلى أنها تفتقر إلى المواصفات العالمية، ماعدا ملعبين أو ثلاثة، مما يصعب من مهمة رجال الأمن في تأمين المباراة، كما حمل وسائل الإعلام المسؤولية حيث يرى أنها تساهم هي الأخرى في إثارة هذه الظاهرة من خلال عناوينها المثيرة و الاستفزازية وعن الفئات التي عادة ما تحدث الشغب في الملاعب، أوضح المحاضر أن الفئة السنية التي تتراوح مابين 13و 18سنة هي الأكثر إثارة للشغب. التوعية وتنمية الثقافة الراضية من وسائل الحد من الظاهرة و أمام تفاقم هذه الظاهرة اقترح الملازم الأول بعض الأساليب لمواجهة هذه الظاهرة، من خلال المراهنة على دور العائلة في تشكيل سلوك المناصر و المدرسة لتنمية الوعي وغرس القيم السامية للرياضة، إلى جانب المسجد، كما لم يغفل المحاضر دور وسائل الإعلام في نشر الثقافة الرياضية، وعدم التعرض بإسهاب لحالات الشغب والتحلي بالموضوعية، هذا إلى جانب دور النوادي و مراكز الشباب في التوعية، وتساءل المتدخل عن غياب لجان الأنصار في مختلف الملاعب التي يرى أن لها دورا كبيرا في تأطير الأنصار و المساهمة في الحد من هذه الظاهرة، وانتقد ممثل الأمن الوطني "الفاف " التي قال بخصوصها، انه عند تحضيره لهذه المحاضرة لم يجد ما يفيده في هذا المجال عند تصفحه لموقعها الرسمي. ومن المقترحات التي تقدم بها للحد من هذه الظاهرة، أوضح الملازم الأول على ضرورة توفر قانون واضح لمكافحة هذه الظاهرة، مع إعداد خطط أمنية وقائية، و الاستعانة بالخبرات الأجنبية للاستفادة من تجاربهم في هذا المجال على غرار التجربة الانجليزية التي تعد رائدة في هذا المجال، وإنشاء مركز للأبحاث يختص بدراسة هذه الظاهرة ميدانيا.