مترشحون يشتكون من صعوبة أسئلة الرياضيات وأساتذة يحتجون على نوعية الأكل تميّز اليوم الثاني من امتحانات البكالوريا لهذا العام، بارتفاع عدد الغيابات في صفوف المترشحين سيما الأحرار منهم، كما برزت إلى السطح شكاوى من قبل المترشحين وأيضا الحراس والملاحظين بسبب سوء الاطعام وخدمات النقل والإقامة، وقد سجلت “النصر” في بعض الحالات محاولات غش عن طريق استعمال سماعات الأذن الخاصة بالهاتف النقال بمساعدة أشخاص خارج مراكز الامتحان . وفي قسنطينة، عبّر ممتحنون في الشعب الأدبية عن صدمتهم من صعوبة امتحان مادة الرياضيات، حيث أكد المترشحون في الآداب والفلسفة واللغات الأجنبية، استيائهم من صعوبة الموضوع الموجه إليهم وإن أكد بعض الأساتذة أن الممتحنين في هذه الشعبة لا يركّزون عادة على مادة الرياضيات أثناء المراجعة، وهذا فيما لقي امتحان الرياضيات الذي اجتيز في الفترة الصباحية، استحسانا بين طلبة الشعب العلمية، كما اشتكى عدد من المترشحين من نقص الوجبات الغذائية وعدم توفر النقل في بعض المناطق، مثلما هو الحال في ثانوية بورفع بحامة بوزيان، حيث اضطر الممتحنون الذكور لشراء وجبات جاهزة من المحلات بعد أن حرموا من الوجبة الباردة التي منحت للإناث فقط، فيما أكدت مديرية التربية أنها لم تتلق أية تقارير حول حدوث تجاوزات من هذا النوع من طرف رؤساء مراكز الامتحان، والدليل حسبها هو بقاء كميات كبيرة من الوجبات غير المستعملة. وفي عنابة تم ايضا تسجيل شكاوى من صعوبة أسئلة الرياضات حيث لجأت مديرية التربية إلى تنصيب خلايا تكفل نفسي بالمترشحين الذين تعرضوا لحالات اغماء جراء ذلك وقد سجلت الولاية هي الأخرى ارتفاعا في عدد المتغيبين بلغ عند الأحرار 255 مترشحا مقابل 44 للمتمدرسين . وقد عرفت محاولات الغش هذا العام تطورا في الوسائل المستعملة، حيث وقفت النصر بولاية خنشلة على بعض محاولات الغش التي قام بها بعض المترشحين بواسطة سماعات الأذن خاصة في مركز للمترشحين الأحرار حيث شوهد أمام هذا المركز أشخاص ومن بينهم نساء يتصلون هاتفيا بمترشحين ويملون عليهم الإجابات على أسئلة الامتحانات من خارج المركز. وبولاية برج بوعريريج عرف اليوم الثاني من البكالوريا خروج الملاحظين المعينين بمختلف مراكز إجراء الامتحانات والقادمين من ولايات بعيدة عن صمتهم، جراء ما وصفوه بظروف الإقامة غير اللائقة بثانوية أول نوفمبر التي وضعتها مديرية التربية كمقر لمبيت الملاحظين، حيث عبروا عن استيائهم من سوء التنظيم وانعدام النظافة وظروف الراحة بالإقامة التي استقبلت 80 ملاحظا أغلبهم من ولايتي جيجل والبويرة، وبحسب عدد من الملاحظين المحتجين، فقد فضل الكثير منهم البحث عن فنادق للإقامة فيها في ساعة متأخرة من مساء أول أمس المصادف لأول يوم من امتحانات البكالوريا، ودفع تكاليف المبيت من حسابهم الخاص بدل البقاء بمقر إقامة ثانوية أول نوفمبر بعاصمة الولاية، وقد تم تسجيل تضاعف عدد الغيابات بين الطلبة المترشحين حيث بلغ عددهم بحسب إحصائيات مديرية التربية 751 مترشحا غائبا من بينهم 683 مترشحا حرا و 68 مترشحا نظاميا، وتعود أسباب هذه الغيابات إلى تزامن امتحانات البكالوريا مع تواريخ إجراء الامتحانات بالجامعات، حيث يفضل العديد من الطلبة الجامعيين إعادة البكالوريا لتمكنهم من الالتحاق بتخصصات أحسن ومعاهد وطنية، فيما يبقى هاجس انعدام النقل يلاحق المترشحين الأحرار القاطنين بالقرى والبلديات النائية، ما يؤدي إلى تأخر وصولهم إلى مراكز اجراء الامتحانات. كما عرفت ولاية بجاية هي الأخرى، تهديد الأساتذة المكلفين بالحراسة على مستوى متقنة احدادن، بمقاطعة العملية بداية من اليوم إذا لم تستجب مديرية التربية لمطلبهم القاضي بتحسين ظروف الاطعام التي اشتكوا منها منذ اليوم الأول من امتحان البكالوريا، كما دعوا إلى اتخاذ اجراءات عقابية في حق عمال المركز جراء ما وصفوه بالتصرف السيئ الذي قاموا به تجاههم، وعلى صعيد آخر وجد العديد من الممتحنين أمس الاثنين على مستوى عاصمة الولاية صعوبات كبيرة في الالتحاق بمراكز الامتحانات بداعي الإضراب الذي شنه بعض الناقلين الخواص بعدما رفضت مديرة النقل السماح لهم برفع تسعيرة النقل إلى 15 دينار جزائري. وبولاية الطارف ارتفع عدد الغائبين إلى أكثر من 400 مترشح بين الأحرار و المتمدرسين، في الوقت الذي اشتكى فيه بعض المترشحين من الحراسة الشديدة ما دفع البعض بالتهديد بمقاطعة الامتحانات خاصة بعد مواصلة منعهم من الذهاب للمراحيض ورداءة نوعية الوجبات الغذائية الموزعة عليهم وعدم توفر مياه الشرب رغم رفعهم لهذا الانشغال لرؤساء المراكز، خاصة أمام موجة الحر وهو ما أثّر على تركيزهم خلال إجراء الامتحانات إضافة إلى تسجيل بعض حالات الإغماء نتيجة الإرهاق والحرارة . وبالمسيلة أحدث سقوط أستاذ مراقب مغميا عليه داخل مركز اجراء امتحانات البكالوريا بثانوية مالك بن أنس ببلدية سيدي عيسى اضطرابا للممتحنين وحالة من فقدان التركيز خاصة وأن الأستاذ انهار فجأة أمام الجميع، وحسب مصادر “النصر” فقد تدخلت عناصر الحماية المدنية المتواجدة بعين المكان لنقل الحارس المدعو ش.ع.ر 45 سنة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بسيدي عيسى أين وضع تحت العناية المركزة . تجدر الإشارة إلى أن المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، كان قد أصدر بيانا أمس، أكد فيه استياء الأساتذة “الشديد” من الوجبات الغذائية المقدمة لهم والتي اعتبرها “هزيلة وغير متوازنة” في يوم مدة عمله تتجاوز 10 ساعات، ودعا الأساتذة إلى رفض تلك الوجبات وتحميل مديرية التربية سيما بالعاصمة مسؤولية ما سينجر عن ذلك . هشام-ع/ياسمين بوالجدري/ المراسلون