إجراءات أمنية مشددة في اليوم الأول للبكالوريا لفت، أمس، داخل مركز الامتحان بالمؤسسة العقابية بالحراش، مترشح هو شيخ في السادسة والسبعين من العمر، انتباه الصحفيين وهو الذي يتحدث العربية والفرنسية بطلاقة، وقال لنا بأن اجتياز امتحان شهادة البكالوريا لهذا العام هو الثاني في حياته بعدما حصل على أول بكالوريا سنة ,1955 لكن ظروف الثورة التحريرية والاستعمار الفرنسي للجزائر جعله مثل بقية الطلبة يقاطع الدراسة ويلتحق بصفوف المجاهدين والمشاركة في الثورة التحريرية. ويعتقد هذا المترشح الشيخ الذي رفض الخوض في تفاصيل وجوده في السجن وتوريطه في قضية نصب واحتيال من قبل شخصية هي رمز من رموز الكفاح في الجزائر، بأن ''الحصول على شهادة بعد استقلال الجزائر سيكون له طعم آخر وأنا في مرحلة متقدمة من العمر''. من جانب آخر، التقت ''الخبر'' بسجين لا يتجاوز 18 سنة أفرجت المؤسسة العقابية بالحراش عنه مؤقتا للسماح له باجتياز امتحان شهادة البكالوريا بثانوية عمر بن الخطاب بالجزائر الوسطى، حيث التحق مؤخرا بالمؤسسة العقابية بتهمة ارتكاب جنحة تحريض قاصر على الفسق في الثانوية التي يزاول الدراسة بها، وقال لنا بأن التلاميذ الذين اجتازوا الامتحان معه أحسوا بالحراسة المشددة أكثر منه كشخص محبوس، ويعتقد هذا التلميذ بأن ''الحصول على البكالوريا أمر لابد منه لمواصلة تعليمه والتخلص سريعا من الإحساس كونه خريج سجون وهو في مقتبل العمر''. ويأمل هذا التلميذ دخول الجامعة بعد الإفراج عنه والحصول لمَ لا على ليسانس في الحقوق ويصبح محاميا ''ما يدفعني إلى اكتساب ثقافة قانونية تسمح لي بعدم الوقوع في جرائم أخرى''. أما المترشح سمير، الذي ترشح لاجتياز شهادة البكالوريا للمرة الخامسة على التوالي، بعدما حصل عليها أربع مرات متتالية بالمؤسسة العقابية بالحراش، آخرها العام الماضي بمعدل تجاوز 40,12، قال إنه سيسعى من خلال دخول هذا الامتحان إلى الحصول على أعلى معدل وطني ويتم تكريمه من قبل رئيس الجمهورية، بعد أن يستفيد من عفو رئاسي يتمنى أن يكون في ذكرى عيد الاستقلال ودخول الجامعة مع بداية السنة الدراسية القادمة. مادة اللغة العربية ''تفتح شهية'' المترشحين إجراءات أمنية مشددة في اليوم الأول للبكالوريا انطلقت، أمس، عبر التراب الوطني والمدرسة الدولية الجزائرية بباريس امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان 2011، والتي تخص 496 665 مترشح في مختلف الشعب. وقد جرت الامتحانات في ظروف عادية ووسط إجراءات مشددة جدا. تميزت بكالوريا هذه السنة، حسب جولة استطلاعية، قادت ''الخبر'' لعدد من مراكز الإجراء بالعاصمة، بزيادة معتبرة في عدد المؤطرين والقائمين على سير العملية بشكل يضمن، حسب وزارة التربية، مكافحة الغش وسريان الامتحانات في جو من الهدوء والسكينة، وهو الأمر الذي أكده معظم المترشحين مباشرة بعد خروجهم من امتحان مادة اللغة العربية. فبمركز الإخوة خير الدين وعروج بربروس بالجزائر الوسطى، أجمع تلاميذ شعبة الأدب العربي على أن الأسئلة ''كانت عموما في متناولهم''. وذكرت المترشحات فائزة وداد وأسماء، اللواتي بدت عليهن علامات الارتياح بعد اجتياز أولى عقبات الشهادة، على أساس أن هذه المادة تحتسب على معامل 6، بأن كل المخاوف منصبة على مادة اللغة الإنجليزية، بحكم افتقاد غالبيتهم لقاعدة متينة في الصياغة والتعبير الإنجليزي. وعبّر زملاؤهم الذكور عن نفس الانشغال، وأضافوا إلى ذلك قلقهم من مفاجآت في مادتي الفلسفة والتاريخ. وبثانوية عمر راسم اجتمع عدد من المترشحين، بعد خروجهم مباشرة من اجتياز امتحان اللغة العربية في شعبة العلوم التجريبية، وعلامات الحيرة بادية على وجوههم، حيث تفاوتت نسب إجاباتهم الصحيحة، حسب ما جاء في حديثهم، إلا أنهم أجمعوا بالمقابل على أن السؤال الخاص بالنص كان أسهل من السؤال المتعلق بالشعر، وبالنسبة لجل شهادات الممتحنين، فإن البكالوريا ''الحقيقية'' تنطلق اليوم في مادة العلوم الطبيعية وبعدها في الفيزياء والرياضيات. وقد اشتكى بعض التلاميذ من غياب وسائل النقل سيما في الصباح الباكر، الأمر الذي زاد في توترهم، علما أن مراكز الإجراء تقع في العادة خارج إقليم البلدية التي يزاولون فيها دراستهم، والوضع أصعب بعد امتحان المساء، حيث يجد هؤلاء أنفسهم في ''محنة'' البحث عن وسيلة نقل للعودة إلى بيوتهم. من جانب آخر عبّر العديد من المترشحين عن استيائهم من الرقابة المشددة داخل الأقسام من 4 إلى 5 مراقبين داخل القسم الواحد، يضاف إليهم الملاحظون الذين يتجوّلون عبر الأقسام والأروقة في كل حين، وهو ما فسره رؤساء مراكز الإجراء بأنه عامل مهم في مجال ضمان شفافية ومصداقية الامتحانات، لكن في المقابل، وعكس ما سبق لوزارة التربية الإعلان عنه، بخصوص تمكين الشركاء الاجتماعيين والصحافة من الاطلاع على سير الامتحان، فقد لمسنا ''رفضا قطعيا'' من قبل رؤساء مراكز الإجراء عبر الجزائر العاصمة، الذين اشترطوا تقديم تكليف بالمهمة ممضى من الوزير نفسه أو مدير التربية. بن بوزيد يتحدث عن ظروف عادية ميزت اليوم الأول للبكالوريا ثانويات ذات 200 مقعد ومدارس متنقلة لتلاميذ الجنوب قريبا تخصص اللغة الفرنسية في كل المراكز الجامعية كشف وزير التربية عن إجراءات جديدة لصالح البدو الرحل وسكان المناطق النائية والمعزولة في أقصى الجنوب، منها إنشاء مدارس متنقلة يمكنها الوصول إلى التلاميذ في أقصى الجنوب، وإقامة ثانويات خفيفة ذات 200 مقعد من أجل الوصول إلى كل مناطق تواجد السكان في أقصى الجنوب. أشرف وزير التربية، أبو بكر بن بوزيد، أمس، على الانطلاق الرسمي لامتحان البكالوريا بغرداية، وأكد بأن امتحانات نهاية السنة الدراسية ومنها شهادة البكالوريا تمت في هدوء وجرى تنظيمها في أفضل الظروف، وأشار إلى مشاركة فعالة لوزارتي الدفاع والداخلية في توفير النقل والأمن والتموين لإنجاح الإمتحان وأعلن عن إجراءات جديدة لصالح تلاميذ البدو الرحّل في 4 ولايات بالجنوب، هي إليزي وتمنراست وأدرار وتيندوف، من أجل تعميم المدارس على المناطق الصحراوية المعزولة، في هذه الولايات الشاسعة. ولدى تطرقه لمسألة العجز في التأطير البيداغوجي بولايات الجنوب، أعلن الوزير عن فتح مدرسة وطنية عليا بولاية الأغواط، في شهر سبتمبر المقبل، بهدف تكوين أساتذة الجنوب وامتصاص العجز المسجل، سيما ما تعلق بأساتذة تعليم اللغة الفرنسية والرياضيات والفلسفة. وقررت وزارة التربية، حسب مسؤولها الأول، خلق مدارس متنقلة بالكامل يمكنها الوصول إلى المناطق النائية بالولايات الحدودية، وفي المرحلة الثانية يمكن نقل تجربة المدارس المتنقلة إلى ولايات في وسط الصحراء والسهوب مثل البيض وبشار. كما تقرر إنشاء ثانويات صغيرة الحجم ذات سعة لا تتعدى 200 مقعد لرفع نسبة التغطية في مستوى التعليم الثانوي في أقصى الجنوب، أين تقل الكثافة السكانية ويتوزع السكان على مناطق شاسعة. وفي سياق متصل، كشف وزير التربية بأن وزارته اتفقت مع وزارة التعليم العالي على تعميم تخصص اللغة الفرنسية عبر كل الجامعات والمراكز الجامعية من أجل القضاء نهائيا على نقص أساتذة اللغة الفرنسية في الجنوب. غرداية: محمد بن أحمد العفو الرئاسي وراء ارتفاع عدد المسجلين في المؤسسات العقابية 114 شخص أفرج عنهم شاركوا في امتحان شهادة البكالوريا أفاد مدير فرعي بإدارة السجون وإعادة إدماج المحبوسين مكلف بالتكوين وتشغيل المساجين، بن عيسى علي، بأن 114 شخص أفرج عنهم من مختلف المؤسسات العقابية التحقوا، أمس، بالسجون لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا من ضمن 2000 محبوس منهم 39 امرأة. اجتاز، أمس، نحو 2000 سجين امتحان شهادة البكالوريا عبر 32 مؤسسة عقابية، اعتمدت كمراكز رسمية لإجراء هذا الامتحان، بعد الاستفادة من دروس تدعيمية في المواد الأساسية، منذ فيفري الماضي. وقد سجلت بعض السجون غياب بعض المترشحين الذين انتهت مدة حبسهم. وقد سجلت المؤسسة العقابية بالحراش بالعاصمة 138 محبوس لاجتياز شهادة البكالوريا في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية، منهم أربع محبوسات وسط حراسة مشددة من أساتذة أوفدتهم مديرية التربية شرق لحراسة مركز الامتحان بالحراش. وعبّر عدد من المترشحين ل''الخبر'' عن رغبتهم في النجاح لسببين: الأول الاستفادة من العفو الرئاسي الذي يشمل المساجين الذين يزاولون دراستهم أو تكوينهم داخل المؤسسة العقابية وتمكنوا من الحصول على شهادات، والثاني يمكن الناجحين في شهادة البكالوريا من مزاولة تعليمهم العالي في الجامعات والمعاهد والاستفادة بذلك من الحرية النصفية، بينما يرغب آخرون في تحسين مستواهم الجامعي والحفاظ، كما قال لنا أحد المترشحين، ''على اللياقة الفكرية ونحن نقضي سنوات الحبس بالمؤسسة''. يذكر أن عدد الناجحين في شهادة البكالوريا على مستوى المؤسسات العقابية، العام الماضي، بلغ 571 ناجح، بينما لم يجاوز عدد الناجحين المحبوسين 13 فقط عام .1999 استقبال بالحلويات والمناديل المعطّرة ببرج بوعريريج في سابقة من نوعها استقبل، صباح أمس، 10981 مرشح لامتحانات البكالوريا بمراكز الإجراء بالحلويات والمناديل المعطرة من قبل فيدرالية أولياء التلاميذ، وبصورة استثنائية وتفاديا لتكرار حادث التسمم في شهادة التعليم الابتدائي، تم تدعيم مراكز الامتحان ب27 طبيبا وبيطري وطاقم شبه طبي وأخصائي نفساني مع تحسين نوعي في الوجبة وتوفير المياه المعدنية، ما أضفى، حسب مدير التربية بالنيابة وممثلة الوزير، طابعا خاصا على الدورة في الولاية. بوعريريج: بوبكر مخلوفي إقصاء 3 مترشحين في مدرسة خاصة بالعاصمة أقصي، أمس، ثلاثة تلاميذ مترشحين من امتحان شهادة البكالوريا حاولوا اجتياز الامتحان بإحدى المدارس الخاصة بالقبة بالعاصمة، بعد أن كشف تحقيق قصير قام به ملاحظ وجود تزوير في المستوى الدراسي للمعنيين، الذين ثبت أنهم لا يملكون مستوى السنة الثالثة ثانوي، ما دفع طاقم مركز الإجراء بذات المدرسة الخاصة إلى طردهم مباشرة وإقصائهم من المشاركة في الامتحان المصيري. الجزائر: ب. مصطفى تلميذة تقصى من البكالوريا لاعتقادها أن يوم السبت عطلة بالجلفة سجّل مركز الإجراء لامتحان شهادة البكالوريا بمتقنة عبد المؤمن بن علي ببلدية الإدريسية، جنوب ولاية الجلفة، إقصاء مترشحة من شعبة العلوم التجريبية بسبب اعتقادها أن يوم السبت هو يوم عطلة كما تعودت طوال أيام الموسم الدراسي، وبالتالي من المستبعد أن يكون يوم امتحان، لكنها صُدمت حين أخبِرت بأن اختبار مادة اللغة العربية في شهادة البكالوريا قد انطلق والتحقت على جناح السرعة بالمركز في حدود الساعة العاشرة صباحا، وهو ما أقصاها بقوة القانون، لكن بعض الأولياء والأساتذة، حين علموا بالحادثة، عبّروا عن أسفهم الكامل، باعتبار أن المترشحة من بين التلاميذ النجباء، وأن الخلل يرجع إلى انعدام الإعلام. الجلفة: بن جدو امحمد غياب 354 مترشح في اليوم الأول أغلبهم أحرار بغليزان كشفت حصيلة إجمالية لشهادة البكالوريا لدورة 2011، تحوز ''الخبر'' نسخة منها، صدرت عن مصالح مديرية التربية لولاية غليزان، بأن إجمالي المترشحين الذين غابوا عن الامتحان بلغ 354 من أصل 8857 مسجل، تقدموا إلى مراكز الإجراء عبر كامل ربوع الولاية. واستنادا إلى ذات الحصيلة، فإن غيابات اليوم الأول من امتحان شهادة البكالوريا تتوزع على المترشحين المتمدرسين ب46 غائبا من أصل 6834 مسجل بنسبة بلغت 67,0 في المائة. في حين بلغ عدد الغائبين لدى المترشحين الأحرار 308 مترشح من أصل 2023 مترشح. غليزان: ل. جلول تسجيل حالتي إغماء في اليوم الأول من الامتحانات بميلة سجلت بولاية ميلة، أمس، حالتا إغماء، في اليوم الأول من امتحانات شهادة البكالوريا، الحالة الأولى سجلت بمركز هواري بومدين ببلدية رجاص، وهي مترشحة، والثانية أستاذة كانت ضمن الطاقم المكلف بالحراسة بمتقنة خيرة بشلغوم العيد. وقد تم إسعاف المترشحة على جناح السرعة بعين المكان، والأمر نفسه بالنسبة للأستاذة التي أغمي عليها بشلغوم العيد. وماعدا هاتين الحالتين، فقد جرت الامتحانات في ظروف عادية دون تسجيل حالات أخرى عبر مختلف المراكز طيلة اليوم، بحسب ما أعلنت عنه مصالح الحماية المدنية هناك. ميلة: م. عز الدين