شقيقان يقتلان والدتهما و يرميان جثتها في بالوعة بعنابة إهتز سكان بلدية البوني بولاية عنابة في ساعة متأخرة من مساء أول أمس على وقع جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها إمرأة في العقد السادس من العمر، و التي أزهقت روحها على يد إثنين من أبنائها بطريقة وحشية، لأن الضحية ( ب ب ) التي تبلغ من العمر 58 سنة ،كانت في بيتها العائلي الكائن بحي 200 مسكن، قبالة القطب الجامعي بالبوني. و أثناء إنشغالها بتحضير وجبة العشاء ليوم أمس الأول هاجمها إبناها ( ب س ) و ( ب ر ) البالغان من العمر 23 و 27 سنة على التوالي و طلبا منها تسليمهم مبالغ مالية تمثل مصروف الجيب لكل واحد منهما، لكن رد الوالدة كان بالتأكيد على أنها لا تحوز في البيت على أي سنتيم، الأمر الذي اعتبره المعتديان تمثيلية من أمهما التي ترفض منحهما النقود لتجنب إستغلالها في شراء السجائر، سيما و أنهما يعانيان من إضطرابات نفسية و عصبية كبيرة، غير أن الأمور أخذت مجرى مغايرا، حيث قام الإبنان بالإعتداء جسديا على والدتهما داخل إحدى الغرف، حيث أقدم أحدهما على لي ذراعها إلى غاية كسره و فصله كلية عن باقي الجسد، بينما أقدم الآخر على ضربها على مستوى الرأس بإستعمال آداة حديدية حادة، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بالجروح الخطيرة ،التي تعرضت لها على مستوى الرأس. بشاعة و وحشية الجريمة لم تتوقف عن حد القتل و كسر الذراع ،بل أن الإبنين تجردا من كامل إنسانيتهما، عندما قررا مواصلة التنكيل بجثة والدتهما، لأنهما قاما بإخراج الضحية من مسكن العائلة، و الرمي بالجثة في البالوعة المحاذية للبيت، قبل أن يلوذا بالفرار إلى وجهة مجهولة. و الغريب في الأمر أن الجيران لم يتفطنوا لصرخات الضحية أثناء تعذيبها بوحشية من طرف إبنيها، بدليل أن الجريمة لم ينكشف أمرها إلا بعودة رب البيت إلى مسكنه برفقة بناته، حيث إستغرب لغياب زوجته، سيما و أن هاتفها النقال وجد خارج مجال التغطية، الأمر الذي أجبره على إشعار مصالح الأمن الخارجي لحي بوخضرة، مقابل شروع الجيران في حملة واسعة للبحث عن المرأة، ليتم بعد بحث دام قرابة ساعتين العثور على الجثة مرمية داخل البالوعة المحاذية للمسكن، و المخصصة لصرف المياه القذرة. و هو المشهد المروع ،الذي هز المشاعر، حيث اصيب زوج الضحية بصدمة نفسية، و تعرض لإنهيار عصبي، إستدعى تحويله على جناح السرعة إلى المستشفى ،أين لا يزال تحت العناية الطبية المركزة، في الوقت الذي تدخلت مصالح الحماية المدنية و تكفلت بنقل الجثة إلى مستشفى إبن رشد الجامعي، و ذلك بعد فتح الجهات الأمنية تحقيقا إستعجاليا في الحادثة. و قد شنت فرق الأمن بالتنسيق مع بعض الجيران حملة واسعة للبحث عن الجانيين، فتم توقيف أحدهما في ساعة جد متأخرة من ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بأحد الأماكن المعزولة ببلدية البوني، بينما توجه الثاني صبيحة أمس إلى مستشفى الرازي للأمراض العقلية بعنابة، و صرح لأعوان الإدارة بأنه قام بقتل والدته، الأمر الذي لم يصدقه المعنيون في البداية، لكن إصراره على التمسك بأقواله، و إلحاحه على ضرورة الدخول إلى المؤسسة الإستشفائية من أجل الخضوع لعلاج دفع بمسؤولي الإدارة إلى إشعار مصالح الأمن ،التي أوقفت المتهم الذي كان في حالة فرار. و قد كشفت التحريات الأولية التي قامت بها الجهات الأمنية بأن الجانيين يعانيان من إضطربات نفسية و عصبية، و حالتهما تتدهور من حين لآخر، و قد كانا يخضعان للعلاج بمركز الرازي بعنابة.للإشارة فإن هذه الحادثة تعد الثانية من نوعها التي تسجل بولاية عنابة في ظرف شهر، لأن بلدية سيدي عمار كانت منذ نحو ثلاثة أسابيع قد شهدت حادثة مماثلة بإقدام شاب في العشرينيات من العمر على توجيه طعنات بالخنجر لوالدته البالغة من العمر 68 سنة، بسبب رفضها منحه مبلغا ماليا، حيث أن تدخل الجيران على جناح السرعة مكنهم من إنقاذ الضحية. ص / فرطاس