[الحماية المدنية] اهتز سكان حي عيسات إيدير ببلدية البوني في عنابة، ليلة أول أمس، على وقع جريمة لم يشهد لها مثيل، حيث أقدم شقيقان، على قتل والدتهما البالغة من العمر 58 سنة بطريقة بشعة وببرودة دم وهي تصرخ «يا أولادي آني جبتكم من كرشي» قبل أن يتفرغا للتنكيل بجثتها ورميها في بالوعة بساحة المنزل. تفاصيل الجريمة، وحسب ما تناقلته الأوساط الشعبية بحي عيسات إيدير أو ما يعرف بحي 200 مسكن في قلب مدينة البوني، بدأت حين دخل الشابان والشر يتطاير من أعينهما فوجدا أمهما منشغلة بتحضير وجبة العشاء قبل أن تتفاجأ بهجوم ابنيها فارس وعادل البالغين من العمر 23 و25 سنة على التوالي وطلبا منها تسليمهما مبالغ مالية تمثل مصروف الجيب لكل واحد منهما، لكن رد الوالدة كان بالتأكيد أنها لا تحوز في البيت على أي سنتيم، ما فهمه الشقيقان حسب روايات في محيط الحي على أنها تمثيلية من أمهما التي ترفض منحهما النقود لتجنب استغلالها في شراء «الشمة» والسجائر، سيما أنهما يعانيان من اضطرابات نفسية وعصبية كبيرة، لكن مجرى الحوار أخذ منحى خطيرا، حيث قام الابنان بالاعتداء جسديا على والدتهما داخل إحدى الغرف، حيث أسقطها أحدهما أرضا وضربها بسيف حتى انفصلت يدها عن باقي الجسد، بينما أقدم الآخر على ضربها على مستوى الرأس باستعمال سكين المطبخ وخنجر، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بالجروح الخطيرة التي تعرضت لها على مستوى الرأس قبل التنكيل بجثتها ورميها في بالوعة ساحة المنزل وترك أصبعين من يدها مرمية في المطبخ. وأشارت المصادر أن الوالد صعق لبشاعة المشهد، فلم يتمالك نفسه وانهار هو الآخر لهول الواقعة التي سارعت عناصر الأمن الوطني إلى فتح تحقيق موسع لكشف ملابسات القضية التي استدعت تنقل وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار الابتدائية إلى مسرح الجريمة. وقالت المصادر إن صراخ رب العائلة جعل الجيران يتحركون في كل الاتجاهات للبحث على الجثة ليتم بعد بحث دام قرابة ساعتين العثور على الجثة مرمية داخل البالوعة المحاذية للمسكن، والمخصصة لصرف المياه القذرة، وهو المشهد المروع الذي هز المشاعر، حيث أصيب زوج الضحية بصدمة نفسية، وتعرض لانهيار عصبي، استدعى تحويله على جناح السرعة إلى المستشفى، حيث لا يزال تحت العناية الطبية المركزة، في الوقت الذي تدخلت مصالح الحماية المدنية وتكفلت بنقل الجثة إلى مستشفى ابن رشد الجامعي. وشرعت مصالح الأمن بدورها في جمع المعطيات الكافية حول وضعية العائلة التي تفككت بشكل يثير كثيرا من الاستفهامات، حيث تم أمس استجواب عدد من الأقارب والجيران في انتظار فك شفرات الحادثة قبل القبض على الجانيين أحدهما لدى الأقارب والآخر في مستشفى الرازي للأمراض العقلية حيث يداوم علاجه بصفة دورية.