الجماعات الإسلامية المسلحة تحرق السجائر و تجلد المدخنين في شمال مالي •الأمم المتحدة تحذر من خطورة وضع اللاجئين الفارين استهدفت مسلحون أمس في شمال مالي طائرة استطلاع غربية وفتحوا النار عليها أثناء تحليقها في سماء مدينة "تومبوكتو". وذكرت الإذاعة المحلية لمدينة "تومبوكتو"وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أمس أن مسلحين أطلقوا النار على طائرة استطلاع غربية في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر أخرى عن استهداف طائرتين أثناء تحليقهما. و يأتي هذا التطور في الوقت الذي ترعى فيه فرنسا مخططا للتدخل العسكري الأجنبي تستعد مجموعة بلدان غرب إفريقيا لتنفيذه مستغلة الازمة السياسية و الامنية الخطيرة في مالي و عجز الحكومة الانتقالية في باماكو عن مواجهة تداعياتها. وكان قادة دول المجموعة الإقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) قد طالبوا أول أمس مفوضية المجموعة بالاستمرار في اتخاذ الاستعدادات الخاصة "بإرسال قوات حفظ سلام إلي مالي لاستعادة الأمن والنظام بعد الإنقلاب الأخير فيها". و بالمناطق الشمالية التي خرجت تماما عن سيطرة السلطات المركزية في باماكو يزداد التضييق على السكان المحليين من طرف الجماعات الإسلامية المسلحة، خاصة مقاتلي التنظيم المسمى "أنصار الدين"، الذين قاموا الخميس و الجمعة بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية بمصادرة كميات من علب السجائر بمدينتي بورام و موجاو على وجه الخصوص قبل أن يقوموا بإحراقها. و لم يكتفوا بذلك، بل عمدوا إلى جلد العديد من المدخنين و حذروهم من عقوبات أشد في حال ضبطهم مرة ثانية. من جهة أخرى، حذرت المحافظة السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة من مخاطر وقوع كارثة إنسانية في مالي بعد فرار آلاف الاشخاص منذ بداية المواجهات المسلحة في شمال البلاد. و حسب المحافظة فان بعض السكان لجأوا إلى دول مجاورة فيما نزح آخرون إلى داخل مالي. و ذكرت المحافظة في بيان صحفي أن اغلب اللاجئين و النازحين هم من التوارق و كذا من مجموعات عرقية أخرى تضرروا من الأوضاع القائمة، مثل قبائل البامبارا و الجيرما و الهوسا .و أم معظم اللاجئين نقلوا مواشيهم معهم. و اوضحت أن"اللاجئين يعيشون في ظروف صعبة في أغلب الدول المستقبلة لهم و هي بدورها لا تتوفر إلا على مصادر محدودة ". و يواجه السكان المحليون منذ عدة اشهر جفاف خطير و ازمة غذائية . و قد ارسلت المحافظة بشكل عاجل فرق الى بوركينا فاسو و موريتانيا و النيجر و أجرت تقييما سريع لوضع اللاجئين الذين تم تسجليهم و نقلهم نحو مواقع بعيدة عن المناطق الحدودية الخطيرة. ومازال الوضع في مالي غير مستقر مع تقدم المتمردين في الشمال.و قد نزح اكثر من 90 الف شخص منذ بداية افريل الماضي في أعقاب الإنقلاب العسكري في الذي وقع نهاية مارس الماضي. وقد قلص غياب الامن من قدرة الوكالات الانسانية الوصول الى السكان المتضررين في شمال البلاد. و كانت المحافظة السامية للاجئين قد وجهت في فيفري نداء لجمع مبلغ 6ر35 مليون دولار لتوفير في أسرع وقت الحماية و المساعدة للاجئين الماليين بالتنسيق مع شركائها و الوكالات الاممية الاخرى. م.م/ الوكالات