حليلوزيتش أعاد الروح للخضر وقادرون على كسب معركة تصفيات "الكان والمونديال" يعود التقني الجزائري المحنك كمال لموي من خلال هذا الحوار الذي خص به النصر إلى الوراء، من خلال إعادة تصفحه صفحات مشرقة من تاريخ الكرة الجزائرية، حيث ساهم في تكوين منتخب 1990 الفائز بأول لقب قاري مع الشيخ كرمالي، كما أن هذا التقني الذي اكتشف موسى صايب وأشرف على تدريب نجوم التسعينات على غرار ماجر و بلومي و مناد وعصاد وغيرهم. لموي خريج المعاهد الكروية الفرنسية يعتبر أيضا من الرجال والمدربين الذين ساهموا في تنشيط الحركة الرياضية أيام الإصلاح الرياضي، وكان الوحيد الذي أعد برنامجا ثريا على مستوى سونا طراك التي كانت تحت مظلتها عدة فرق من القسم الأول على غرار الوفاق السطايفي ومولوديتي الجزائر و وهران، دون أن ننسى الرياضات الجماعية والفردية التي حققت الانجازات وطنيا وقاريا وعربيا وحتى عالميا، تطرق في هذا الحوار أيضا إلى نتائج ومردود المنتخب الوطني على مدار السنوات الأربع الأخيرة. *في البداية هل يمكنك تقديم لمحة موجزة عن كمال لموي؟ كمال لموي من مواليد 10/07/1939 داعبت الكرة في سن مبكرة وفي عام 1952 تنقلت إلى فرنسا أين احترفت في فريق بوفي / ويبزي، وقد لعبت أول مباراة دولية في الجزائر بعد الاستقلال 1962 إلى جانب الحارس بوبكر مزيان لالماس عاشور والآخرون. *وماذا عن مسيرتك في عالم التدريب؟ دربت أشهر الفرق المحلية على غرار مولودية الجزائر وشباب بلوزداد بنجومه المعروفين و الأبيار واتحاد بسكرة، إضافة إلى الفريق الوطني العسكري ومنتخب الآمال ثم المنتخب الوطني الأكابر خلال سنتي 1988و1989 وقد حضرت هذا المنتخب وأوصلته إلى أعلى مستوى، وكونته خصيصا لكأس العالم 1990 ولكن الحظ لم يسعفنا فتأهلت مصر، بعد أن فرضت علينا التعادل في قسنطينة ، فاضطررت للرحيل، غير أنني أفتخر كثيرا بهذه التشكيلة الوطنية لأنها منحت الجزائر أول كأس أمم إفريقيا عام 1990 ، وبعد استقالتي أسندت المهمة على رأس العارضة الفنية الوطنية إلى أخي وشيخ المدربين عبد الحميد كرمالي، وفي ذات السياق سعدت كثيرا باكتشافي موسى صايب أحسن لاعب في الماضي والحاضر ابن المدينة الصغيرة ثنية الحد التابعة لولاية تيسمسيلت ولم يكن عمره يتجاوز 14 سنة، وهذا شرف كبير لي وللكرة الجزائرية لأن هذا اللاعب أدى دورا بارزا سواء مع الفرق التي لعب لها داخليا أو خارجيا، أو مع الفريق الوطني في التسعينات، أين كان له وزن كبير، كما ساهم في انجازات شبيبة القبائل و أوكسير الفرنسي. *هل أنت سعيد بمشوارك الرياضي؟ صراحة أنا سعيد جدا بمشواري كلاعب وكمدرب وطني ومكون، وبالمناسبة أذكر بأنني أشرفت على تكوين مديرية الرياضية لسونا طراك التي كانت خزانا للمنتخبات الوطنية في جميع الرياضات من 1971 إلى 1999 ومن خلال كل هذا كنت مدربا ومكونا و مؤطرا . *من خلال مشوارك الرياضي الحافل، كيف ترى الفريق الوطني على مدار الأربع سنوات الأخيرة؟ من عام 2007 إلى 2012 لا يمكن إنكار النتائج الرائعة للخضر مع الشيخ رابح سعدان الذي وصل بالمنتخب إلى كان أنغولا وكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، بعد غياب دام لأكثر من عقدين، وتعتبر هذه المرحلة جيدة ومنعشة للكرة الجزائرية. إلا أنه مع بداية 2011 فاجأنا الجميع بتراجع نتائج و قوة المنتخب، رغم أن الفريق الوطني لم يتغير كثيرا على مستوى التعداد والإطار الفني، فبعد الإخفاق أمام تنزانيا لاحظنا أن المردود الجماعي للخضر بدء ينخفض ما حتم اللجوء إلى مراجعة جذرية للمنتخب وتدعيمه بعناصر جديدة وقادرة على إعطاء دفع أقوى للخضر. *ما هي الحلول الكفيلة بالنهوض بكرة القدم الوطنية في نظرك؟ اعتقد أن الجزائر هي الدولة العربية والإفريقية الوحيدة التي تبدل مجهودات جبارة من أجل الشباب عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، لذلك إذا قارنا جيل الثمانينات بجيل اليوم،يمكننا القول بأن الإمكانيات التي سخرت لجيل الثمانينات كانت ضعيفة جدا، مقارنة بما توفره الدولة لجيل اليوم، فما على المسؤولين إلا أن يكونوا في مستوى هذه الإمكانيات لإنقاذ الكرة الجزائرية ولا تبقى عملية النهوض بالقطاع مجرد شعارات مناسباتية نتغنى بها، وعليه فإن دور الدولة في هذا المجال هو مراقبة ومحاسبة الأموال التي تصرف على الفرق وليس الفريق الوطني وحده. *كيف ترى نتائج الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش؟ أعتقد أن رد فعل اللاعبين كان ايجابيا منذ اعتلاء حليلوزيتش العارضة الفنية الوطنية، حيث أعطى هذا التقني دفعا أقوى للخضر، وترك بصمة جلية على الأداء والنتائج خلال تصفيات الكان2013 أو مونديال البرازيل 2014، وهذا ما يجعلني أتفاءل خيرا وأرى بأن المدرب الوطني الجديد قد أعاد الروح إلى النخبة الوطنية وكون مجموعة متكاملة بين المحليين والمحترفين وهذا شيء ايجابي جدا. *بما تود أن نختتم هذا الحوار؟ أتمنى الصحة والعافية لجميع الرياضيين الجزائريين، وأن يكون جيل اليوم وفي جميع المجالات خير خلف لخير سلف، لأن مستقبل الجزائر واعد سواء في المجال الكروي أو الاقتصادي أو الاجتماعي،وهذه أمنيتي كجزائري يحب وطنه حتى النخاع.