حظي عبد الحق بن شيخة مدرّب المنتخب الوطني بتأييد عدد كبير من التقنيين، منهم مدربون وطنيون سابقون، حين أقدم على إحداث ''ثورة'' على قائمة ال.22 واتفق لتقنيون مع المدرّب الوطني في جوهر القرار القاضي بشطب أسماء بعض المغتربين، رغم تأثيرهم في المجموعة، لتراجع مستواهم وإعادة اللاّعب المحلي إلى الواجهة. وبالمقابل، تمثّل وجه الاختلاف بين المدرّبين في بعض الجزئيات المترتبة عن هذا القرار، سواء في ضرورة توقع نتائج فورية من عدمه ومدى اتخاذ بن شيخة لقراره دون ضغط، ومصير ركائز المنتخب السابقين. محمود فندوز ''بن شيخة لم يظلم غزال وبلحاج'' اعتبر محمود فندوز بأن الأسماء التي أبعدها عبد الحق بن شيخة لا يمكن تصنيفها في خانة المفاجآت. وقال فندوز، وهو يتحدث عن قائمة ال22 للمنتخب الوطني ''بصراحة، لا أرى أن عدم توجيه الدعوة للاّعب بلحاج يدعو إلى كل هذه الضجة الإعلامية، فقد سبق لي التأكيد بأن بلحاج تراجع مستواه، في حين أن اللاّعب غزال لم يسجّل منذ فترة''، مضيفا ''أرى بأن بلحاج لا يقدّم أي إضافة لمنتخب منذ فترة، سواء في الدفاع أو الهجوم، في حين أن لاعبين مثل بلعيد أو العيفاوي أو الحارس فاواوي أو زياية أو عبدون لم يشتركوا أساسيين في السابق، لذلك أرى بأن بن شيخة لم يظلم أحدا''. وبالمقابل، قال محمود فندوز بأن التغيير بعد مباراة منتخب إفريقيا الوسطى يطرح عدّة تساؤلات منها ''إن كان بن شيخة حرا في قراراته، إذ كان جدير به إجراء التغيير قبل مباراة منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، طالما أنه كان يعرف قدرات كل اللاّعبين حين كان يتابعهم قبل المونديال''، مضيفا ''التغيير في هذا الوقت قد يعني بأنه حدث من أجل التغيير فقط''. واعتبر المدرّب محمود فندوز بأن بعض الأسماء لا يمكن اعتبارها محلية ''على غرار زرداب والحارس سيدريك فضلا عن لموشية، لأنهم لاعبون تكوّنوا في أوروبا''، مضيفا ''يجب أن نفكّر في اللاّعب المحلي من خلال تبنّي سياسة واضحة، وليس الاستنجاد به في الظروف الصعبة من أجل ذر الرماد في العيون، لأن الاّعب المحلي هو الأساس، وعلينا التساؤل إن كان اللاّعبون المغتربون قدّموا خدمة للمنتخب أو أن المنتخب هو الذي خدمهم، وبرأيي، فإن الطرح الثاني هو الصواب، لأن أغلبهم قدم إلى المنتخب من أندية صغيرة، وصنعوا اسما بفضل المنتخب، ومع ذلك لم يمضوا لأندية كبيرة''. أما بشأن تواجد حليش في المنتخب وهو الذي لم يلعب سوى 17 دقيقة مع فولهام الإنجليزي ''أعتقد بأن لكل مدرب رؤيته، ومن غير المستبعد أن يكون بن شيخة قد اعتمد على معايير رياضية وأخرى تتعلق بالانضباط أو مدى الجاهزية للاحتفاظ بحليش وإبعاد آخرين''، مضيفا ''يجب أن نعلم أيضا بأن المستوى الفني يختلف حين يتعلق الأمر بالمنتخب، لأن اللاعبين الحاليين سيواجهون منتخبات قوية، خاصة وأن اللاّعبين المحليين لم يكن لهم تمثيلا في المنتخب منذ ثلاث سنوات''. لخضر بلومي ل''الخبر'' ''علينا مساندة بن شيخة واحترام خياراته'' أعلن اللاعب الدولي السابق لخضر بلومي، مساندته المطلقة للمدرب عبد الحق بن شيخة، في أعقاب التغييرات التي أحدثها هذا الأخير على التشكيلة الوطنية. وقال بلومي في تصريح ل''الخبر'' أمس''يجب علينا أن نساند بن شيخة في القرارت التي اتخذها''، مضيفا ''علينا أن نتركه يعمل في هدوء وأن نحترم خياراته لأنه هو المدرب ويحظى بثقة الاتحادية التي عينته على رأس المنتخب الوطني''، وقال بلومي بأن بن شيخة يحتاج لمنحه الفرصة المناسبة قصد القيام بعمله وتطبيق برنامجه ''يجب أن لا نستبق الأحداث وأن لا نحكم على العمل الذي يقوم به بن شيخة، هو يحتاج أن نمنحه الوقت الكافي على أمل أن تأتي التغييرات التي قام بها بجديد'' قال النجم الكروي السابق. وعن إمكانية تأثر استقرار المنتخب بعد التغييرات التي أحدثها بن شيخة على التشكيلة قال بلومي ''بن شيخة يعرف ما يقوم به جيدا، أظن أنه سيبدأ العمل من الصفر، لقد اختار أحسن العناصر المحلية التي برزت بقوة في البطولة، وأنا أحييه على ذلك فهم يستحقون الفرصة لإثبات ذاتهم وإعادة الهيبة للاعب المحلي''، مضيفا ''أنا متأكد من أن بن شيخة يملك الوقت من أجل تحضير المنتخب للمباراة القادمة أمام المغرب، فمدة 5 أشهر، ستسمح له بالوقوف على كل صغيرة وكبيرة تخص التشكيلة وبالتالي سيتمكن من تكوين تشكيلة جيدة''. عبد الغني جداوي اللاّعب المحلي قادر على منافسة المغتربين دافع عبد الغني جداوي عن اللاّعبين المحليين، واعتبر بأن توجيه الدعوة لعدد منهم لا يمكن اعتباره مفاجأة. وقال المدرّب الوطني الأسبق ''من حق اللاعب المحلي أن يأخذ فرصته في المنتخب، ولا أرى أي فرق بينه وبين اللاّعب المغترب، فالمدرّب عبد الحق بن شيخة اختار اللاّعب الأكثر جاهزية حسب تقديره، وأرى بأنه اختار ترك بصمته من خلال الإعتماد على عناصر جديدة قد تحدث الوثبة المنتظرة''. وأضاف المدرّب عبد الغني جداوي بأن للمدرّب الوطني كل الحق في اختيار العناصر التي تناسبه ويرى بأنها تملك الخبرة الكافية، مضيفا ''لا أرى أي مانع في جلب مهاجم مغترب مثل كريم بن يمينة رغم تجاوزه سن الثلاثين، حيث إن اللاّعب الذي يبلغ 31 سنة يمكن أن يوظّف خبرته وتجربته في صالح المنتخب''. وخلص المدرّب عبد الغني جداوي بأن المدرّب الوطني هو الحكم الأول والأخير ''لأنه يعرف قدرات كل اللاّعبين، وهو يختار دائما اللاّعب الأكثر جاهزية حتى يحسّن من نتائج المنتخب''. عبد الرحمن مهداوي ''التغيير في التشكيلة ضروري لتفادي المجهول'' أيد المدرب الوطني الأسبق، عبد الرحمن مهداوي، قرار المدرب الوطني، عبد الحق بن شيخة، استقدام عدد من اللاعبين المحليين، وقال مهداوي ل''الخبر''، إن الظرف كان يحتاج إلى اتخاذ قرار من هذا النوع، مضيفا أنه لو استمرت الأوضاع على ما كانت عليه قبل القرار الأخير، فإن الفريق الوطني سيكون أمام مصير مجهول. وقال المدرب الأسبق ل''الخضر''، إن بن شيخة اتخذ قرارا جريئا بإبعاده عدد من اللاعبين المحترفين، وأوضح أنه بصرف النظر عن مستوى اللاعبين المبعدين، فإن هؤلاء يبقون يتمتعون بمستوى فني عال باعتبار أنهم يلعبون في أندية أوربية. وبخصوص اللاعبين المحليين، فقد أوضح مهداوي بشأنهم أن استقدام هؤلاء ضروري لتغيير الأجواء وسط المنتخب الوطني، وأيضا لبعث التنافس بين اللاعبين. وقال إن التغيير الذي أحدثه المدرب يعد مسؤولية كبيرة والمدرب يبقى مسؤولا عنه. وقد فسر أهمية التغيير، بكون القرار سيدفع اللاعبين إلى مراجعة أنفسهم في ظرف يتميز بالخطورة، بسبب تراجع النتائج الفنية للمنتخب الوطني. أما عن سؤال حول ما إذا كان إبعاد اللاعبين المحترفين في محله، قال المدرب إن بن شيخة وحده القادر على الرد على السؤال، مرجحا أن يكون التغيير جاء بدافع استراتيجي أو تكتيكي. وتحفظ مهداوي في الرد على سؤال يتعلق باللاعبين المحترفين الجدد، وقال في هذا الخصوص، إنه يجهل مستواهم الفني، وبناء على ذلك، لا يستطيع التعليق على مردودهم إلا فوق الميدان. وتساءل عن المقاييس التي استخدمها المدرب الوطني سواء في استقدام اللاعبين المحترفين الجدد والمحليين، أو في إبعاد المحترفين. رابح ماجر ''مطالبة المنتخب الحالي بنتائج فورية أكبر خطأ'' قال رابح ماجر بأن المدرّب الوطني عبد الحق بن شيخة قرر العودة إلى السياسة السابقة من خلال وضع الثقة في اللاّعب المحلي. وأضاف ماجر في تصريح ل''الخبر'' بأنه لا يريد التدخل في صلاحيات المدرّب الوطني، غير أنه ألحّ على القول ''لكل مدرّب تصوّره وقناعته، وقد اختار المدرّب بن شيخة الإعتماد بشكل أكثر على اللاّعب المحلي ومن الضروري أن ندعّمه، لأننا مقتنعون بأن المدرّب الوطني يملك كفاءة وهو يعي ما يقوم به''. وواصل ماجر ''يجب أن لاّ نخطئ في اعتقادنا وننتظر نتائج فورية من المنتخب الحالي والحكم عليه في مباراة لوكسمبورغ أو المغرب، لأن النتائج الفورية غير مضمونة، حيث يتعين علينا أن نقف بجانب اللاّعبين والمدرّب ومنح المنتخب الفرصة للتألق''. واعتبر المدرب الوطني الأسبق بأن عبد الحق بن شيخة اختار أفضل اللاّعبين ''سواء في الجزائر أو خارجها''، مضيفا بأن عدم توجيه الدعوة لبعض الركائز لا يعني إقصاءهم، مشيرا ''لا أظن بأن بن شيخة أبعد نهائيا عبدون وبلحاج وغزال وغيرهم، بل إنه يسعى لمنح الفرصة للمحليين من أجل إثبات قدرتهم على حمل الألوان الوطنية''، مضيفا ''إنه شيء جميل أن نبعث المنافسة بين المغتربين والمحليين، لأن ذلك سيخدم أكثر المنتخب''. كمال لموي بن شيخة اتخذ قرارا صعبا وجريئا قال كمال لموي المدرب الأسبق للمنتخب الوطني، بأن بن شيخة اتخذ قرارا صعبا وجريئا عندما أحدث تغييرات كثيرة على التشكيلة التي ستواجه لوكسمبورغ وديا يوم 17 نوفمبر المقبل، كما ساند لموي المدرب الحالي عبد الحق بن شيخة في استدعائه لعدد كبير من اللاعبين المحليين، وطالب لموي مسؤولي الكرة الجزائرية، وبصفة خاصة المدرب الوطني بضرورة إعداد برنامج خاص على المدى البعيد، والتفكير من الآن في مونديال 2014 بالبرازيل. قال لموي في اتصال مع ''الخبر'' أمس، تعليقا على التغييرات التي قام بها بن شيخة على التشكيلة الوطنية ''أظن أن بن شيخة اختار اللاعبين الذين قدّر بأنهم الأفضل حاليا، والبطولة الوطنية تزخر بالعديد من المواهب يجب الاعتناء بها، وعلى بن شيخة استغلالها جيدا قصد تكوين منتخب وطني تكون نواته من اللاعبين المحليين''، مضيفا ''أنا ضد جلب لاعبين مغتربين مغمورين، منتخبنا يجب أن يكون محليا مع تدعيمه فقط بالعناصر المحترفة التي تلعب بانتظام مع نواديها''، وتابع لموي يقول ''بن شيخة اتخذ قرارا صعبا وجريئا بإحداث تغييرات على تركيبة المنتخب، لكن عليه أن يحضر برنامجا على المدى البعيد قصد الرفع من مستوى البطولة، وأدعوه أن يتفادى التصريحات التفاؤلية التي لا جدوى منها''، مضيفا ''يجب أن نثق في لاعبينا المحليين، فعندما كنت مدربا للمنتخب قمت باستدعاء موسى صايب الذي لعب لفريق صغير هو ثنية الحد، ولكنه أصبح بطلا ولاعبا كبيرا''. ودعا لموي، بن شيخة أيضا إلى العمل على المدى البعيد قائلا ''يجب على بن شيخة التركيز في العمل على المدى البعيد، وليس الاكتفاء بالتحضير لمباراة معينة فقط، فمن الآن يجب التفكير في الاستحقاقات القادمة وعلى رأسها مونديال .''2014 وكشف لموي بأنه ضد انتداب مدرب أجنبي، وقال''كفانا من الحديث عن المدرب الأجنبي الذي لا يعد همه الوحيد سوى الاستفادة من الأموال فقط، فكل نجاحاتنا كانت مع المدربين المحليين''.