نظارات شمسية مقلّدة تهدد عيون عشاق الموضة حذر الأطباء و المختصون من الاستعمال المفرط للنظارات الشمسية المقلّدة التي يكثر استعمالها بشكل ملفت في فصل الصيف من قبل الكثيرين ممن يسرعون إلى اقتناء ووضع النظارات الملّونة لتجنب ضوء الشمس الشديد، دون الاكتراث بالمخاطر التي تتهدد بصرهم لعدم توفيرها لشروط الأمان و الحماية من الأشعة تحت الحمراء المضرة. أسواقنا تغرق أكثر فأكثر بالنظارات الشمسية الملوّنة المقلّدة، رخيصة الثمن و المغرية بتصاميمها المطابقة لأشهر الماركات العالمية المواكبة لأحدث صرخات الموضة، غير أن جمال التصاميم يخفي وراءه أخطارا عديدة أهمها التهاب القزحية، حساسية الأغشية الخارجية للعين، و حتى التهاب القرنية بسبب رداءة الصنع و عدم توّفر شروط وقاية و حماية العين من أشعة الشمس و الضوء الشديد وحتى الغبار والأتربة التي تتزايد بسبب جفاف الجو و هبوب الرياح الحارة. بعض المختصين في بيع النظارات الطبية و الشمسية يقولون أن فوضى سوق النظارات ببلادنا يهدد صحة عيون آلاف المواطنين لما تشكله من خطر يفوق خطر التعرّض لضوء الشمس مثلما أكد المختص في بيع النظارات الطبية مراد خباب الذي أوضح بأن استعمال النظارات الشمسية ضروري لحماية العين من أشعة الشمس والأتربة والانعكاسات الضوئية الكثيرة و بعض الحالات المرضية للعين مؤكدا بأن استخدام هذه النظارات غالبا ما يكون عشوائيا وتلقائياً دون استشارة مختصين، مما يتسبب في مضاعفات مزعجة منها الشعور بصداع وألم بالعينين لعدم احتواء النظارات المقلدة على شروط حماية العين من الأشعة فوق البنفسجية. كما انتقدوا تهاون الكثيرين بصحة عيونهم و تصديقهم بأن ماركات من نوع كريستيان ديور، فيرزاتشي، شانيل أو غوتشي...بإمكانها أن تنزل أسعارها إلى 250و 450دج. و قال أحدهم أن التعرض للشمس لمدة 30 دقيقة كاف للإصابة بالمياه البيضاء على العين أو ضعف الرؤية بنسبة 10 % ويمكن حماية العين من أشعة الشمس ليس فقط بارتداء النظارات الشمسية بل بارتداء القبعات التي لها حافة عريضة حيث تساهم بإبعاد الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 50 % . و ألّح المختصون على ضرورة استشارة أطباء العيون أو التقنيين المختصين في بيع النظارات بخصوص النوعية و الماركة المناسبة موّضحين بأن الدور الأساسي لزجاجات النظارات الأصلية هو توجيه ضوء الشمس ليسير في اتجاه معين بعيدا من العين حتى لا يؤذيها، غير أن هذا الشرط غائب في النظارات المقلّدة التي هي في الواقع عبارة عن زجاجات ملّونة ليس إلا، مؤكدين بأن النظارات المسوّقة بكل مكان و تلك التي تباع على الرصيف لا توّفر هذه الوظيفة وبالتالي تزيد من تشتت العين. و حذر كل من تحدثنا إليهم من خطر تضاعف اقتناء النظارات الشمسية المقلّدة للأطفال لما تشكله من خطر على صحة عيونهم كتسببها في ازدواجية الرؤية مثلا بالإضافة إلى عدم حمايتهم من خطر الأشعة تحت الحمراء. و تحدثت المختصة ناجية سقصلي /حائزة على شهادة تقني سامي في مجال البصريات/ عن الألوان الفاتحة لعدسات النظارات و بالأخص الوردية و الصفراء قائلة أنها لا تمنع دخول أشعة الشمس و كميات الضوء الكبيرة بالقدر الكافي خاصة إذا كانت غير أصلية. و شرحت الدكتورة سامية بداوي بأن ضوء الشمس ينقسم لنوعين أشعة مرئية و أشعة غير مرئية كالفوق بنفسجية أو تحت الحمراء التي تلحق ضررا بعيون الناس لما قد ينجم عنها من تقرحات أو جفاف في العين بسبب توّهج الشمس الشديد و حتى عندما تكون السماء مغشاة بالغيوم، مضيفة بأنه طالما لا يتم ارتداء نظارات شمسية للوقاية من أشعة الشمس القوية قد يصاب المرء بحالة عدم تمييز اللون التي تتضاعف بشكل أكبر مع التقدم في السن. و حذّرت من اختيار النظارات حسب الموديل و اللون دون الاهتمام و التأكيد على النوعية و الجودة. و قالت أن النظارات المقلدة مجرّد لون غامق يقلل من الضوء لكنه يتسبب في زيادة حجم عدسة العين لوهج الإضاءة و بالتالي تدخل الأشعة فوق البنفسجية و تؤثر على الشبكية دون حاجز مانع عكس النظارات الشمسية الأصلية التي يتم تصميمها من قبل أطباء مختصين. و لمعرفة النظارات المقلدة و تجنّبها، ينصح المختصون بقصد المحلات المتخصصة و المعتمدة، و الابتعاد عن الأسواق و باعة الأرصفة، من جهة و التأكد من وجود سلسلة أرقام تؤكد العلامة التجارية من جهة أخرى، لأن هذه الأخيرة تقدم معلومات عن مدى قدرتها على منع تسرب أشعة الشمس و الضوء. كما نصحوا بضرورة اقتناء النظارات الخفيفة الوزن كتلك المصنوعة من البلاستيك بدل المعدنية الثقيلة التي تؤثر على الجلد و تسبب حساسية على مستوى الأنف و خلف الأذن و حث أحد المختصين و صاحب محل بيع النظارات الطبية بوسط مدينة قسنطينة على ضرورة استخدام العدسات المصنوعة من مادة تسمى (بلورايز) لحماية العين من الجفاف والالتهابات.