قدّر مصدر من قطاع التجارة عدد النظارات غير المطابقة للمقاييس في الأسواق الموازية ما بين 5,2 و3 ملايين وحدة منتشرة عبر مختلف المدن والأسواق الموازية وتسبب غالبيتها أضرارا، لعدم مطابقتها للمقاييس والشروط، وغالبا ما تخلف هذه النظارات التي لا تقي من مختلف الأشعة خاصة ما فوق البنفسجية، مشاكل على مستوى العيون والجلد. أوضح نفس المصدر ل''الخبر'' بأن النظارات المتداولة في الأسواق الموازية، إضافة إلى عدم جودتها، فإنها تتسبب في مضاعفات سلبية على مستوى العيون، كما يشير إلى ذلك المختص في طب العيون ''ب. س'' من وهران، حيث أفاد هذا الأخير بأن عشرات حالات الإصابة بحروق جلدية والتهابات تسجل بمناطق الغرب الجزائري ونفس الأمر ينطبق على المناطق الأخرى، نتيجة استخدام النظارات الشمسية وغيرها من النظارات المقلدة سواء التجميلية أو التصحيحية، مضيفا بأن دافع السعر غالبا ما يكون سببا في حدوث أمراض عديدة والتهابات في العيون، كون هذه النظارات لا تحمي صاحبها من الأشعة الضارة. وشدد المختص على ضرورة اعتبار هذه الظواهر ضمن مفهوم الصحة العمومية، لأن المواد المستخدمة في مثل هذه المستلزمات يمكن أن تؤدي إلى إصابات بليغة، نظرا لاستخدام مواد معاد تحويلها أو رسكلتها وأخرى محظورة، مضيفا أن أكبر المشاكل التي تعترض هذه النظارات هي خلوها من أي حاجب أو فلتر يقي العين من الأشعة ما فوق البنفسجية. وأفاد مصدر من مصالح الجمارك بأن عمليات حجز النظارات المقلدة عرفت ارتفاعا خلال السنوات الأربعة الماضية ''2008 إلى ''2011، حيث تراوحت عمليات الحجز ما بين 100 إلى 250 ألف وحدة سنويا على أقل تقدير وغالبا ما يتم تحويل هذه السلع عبر محورين الأول الصين ودول آسيا والثاني إفريقيا، مع وجود عدة مصادر مثل النيجر، مالي، نيجيريا، السينغال، الكامرون والتشاد. وتقدر نسبة النظارات غير المطابقة والمقلدة في السوق ب 60 إلى 75 بالمائة على الأقل. وتسوق هذه المنتجات عبر أكثر من 700 إلى 750 سوق موازٍ ومختلف أزقة وشوارع المدن بأسعار تتراوح ما بين 150 إلى 700 دينار، حيث يجد الزبون أهم العلامات الدولية المقلدة منها ''شانل'' و''غوتشي'' و''أرماني'' ورايبان'' و''دي أند جي'' و''بوليس''، إضافة إلى ''بيرسول'' و''فيرساتشي'' و''أي أس أل''، في وقت تقدر معدلات أسعار العلامات الأصلية ما بين 15 إلى 30 ألف دينار وأكثر.
أسعارها المتدنية جعلتها في متناول الجميع النظارات الشمسية المقلدة تهدد البصر تعتبر النظارات الشمسية عنوانا للأناقة، وأحد أهم الإكسسوارات التي لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة في فصل الصيف. وقبل عقدين من الزمن كان اقتناء نظارة شمسية ذات علامة عالمية أمرا لا يقوى عليه سوى ميسوري الحال، ولكن بعد أن سيطرت المنتجات الصينية على أسواق النظارات ببلادنا صارت أفخم وأعرق الماركات العالمية، تباع على الأرصفة وفي أسواق بومعطي والعلمة ب300دج فقط. وتلقى هذه المنتجات رواجا كبيرا خاصة لدى الشباب، لكن ما لا يعلمه الكثير من المستهلكين أن هذه النظارات المقلدة تشكل خطرا على صحتهم وتهددهم بالإصابة بالعمى. وازداد إقبال الجزائريين في الآونة الأخيرة على طاولات بيع النظارات الشمسية، ويشكل هذا الاستخدام ضررا بالغا على العين لعدم موافقة هذه النظارات للجودة المطلوبة. في جولة قامت بها ''الخبر'' عبر عدد من شوارع العاصمة، وقفنا خلالها على عدد كبير ممن يحملون نظارات مقلدة منذ سنوات ورغم ذلك لم يصابوا بأي أذى حسب زعمهم، كحالة توفيق 30سنة، الذي التقينا به أمام طاولة لبيع النظارات بشارع حسيبة بن بوعلي، والذي تحدث ل''الخبر'' قائلا: ''منذ سنوات وأنا أضع نظارات شمسية ورغم ذك لم أصب بأذى أو مرض، علما أنني أملك مجموعة متنوعة منها، كل حسب ''اللوك'' الذي أريد أن أظهر به، فالنظارات أعتبرها ''بريستيج'' لا يمكن الاستغناء عنه''. أما حبيبة 24 سنة التي التقينا بها في ساحة أول ماي، فكان لها رأي آخر في الموضوع، خصوصا أنها كادت أن تفقد بصرها بعد ارتدائها لنظارات اقتنتها من أحد المحلات ب400 دج، تقول حبيبة: ''في الصيف الماضي اشتريت نظارات شمسية وداومت على وضعها طيلة فترة الصيف خاصة في النهار، إلا أنه بعد مرور شهرين، أصبحت أعاني من حكة شديدة في العين، ولما استشرت الطبيب تبين أن النظارات كانت سبب ذلك، ما جعلني أدفع الملايين في الدواء وفواتير العلاج''. وعلى مستوى سوق بومعطي في الحراش، التقينا إسحاق، وهو بائع نظارات سوداني الأصل، حيث كان بصدد تنظيف زجاج النظارات بواسطة مكنسة تستعمل لإزالة الغبار في البيوت. اقتربنا منه وحاولنا استفساره عن مصدر هذه النظارات، فأجابنا بعربيته الركيكة أنه يشتريها رفقة زملائه من سوق دبي في العلمة، بعد أن يدخلها المستوردون من الصين. وحول ما إذا ما كانت النظارات المقلدة تشكل خطرا على المستهلك، قال محدثنا إن ذلك مستبعد، لأن الإقبال عليها يتزايد يوما بعد يوم خاصة في فصل الصيف، حتى أن هناك من يقتني من 3 إلى 4 كل حسب لونها وتصميمها. وأجمع مختلف المستهلكين الذين تحدثت إليهم ''الخبر''، على خطورة النظارات الشمسية على صحة وسلامة العين، ولكنهم أجمعوا أيضا على أن الأسعار المرتفعة للنظارات الأصلية، جعل العديد منهم يلجأ إلى العلامات المقلدة، كحالة السيدة لطيفة التقينا بها في الصالون الدولي للبصريات والنظارات بالعاصمة، كانت تسأل عن سعر النظارات الشمسية، وبمجرد أن طرحنا عليها الموضوع ردت قائلة: ''أنا من أشد المهوسات بارتداء النظارات خاصة في فصل الصيف لحماية نفسي من أشعة الشمس، إلا أن الأسعار الخيالية المتداولة في السوق وقفت عائقا أمامي، خصوصا أن ثمن النظارة التي أعجبتني يقارب 2 مليون سنتيم، وأنا موظفة عادية، وهذا ما جعلنى أقوم في إحدى المرات باقتناء نظارات من طاولات الشارع، إلا أنني سرعان ما رميتها بعدما قرأت عن خطورتها''. وبخصوص إقبال الجزائريين على طاولات بيع النظارات المقلدة، قالت محدثتنا: ''صحيح أن الظاهرة في انتشار مستمر ونحن نتساءل عن دور جمعيات حماية المستهلك ووزارة الصحة''، مضيفة أن المواطن يتحمل جزءا من المسؤولية لأنه يشتري كل شيء رخيص، بغض النظر عن تأثيره على صحته التي لا تقدر بثمن خاصة العينين. وبخصوص ارتفاع أسعار النظارات الشمسية ذات الجودة العالية، يقول سمير، صانع نظارات يمتلك محلا بالعاصمة: ''إن ارتفاع الأسعار ليس في الجزائر فقط بل في كافة دول العالم، لأن أفضل النظارات الشمسية مصممة من طرف دور أزياء عالمية، وبالتالي لا يمكن أن تكون في متناول المستهلك الجزائري البسيط، خصوصا إذا علمنا أن أفضل الأنواع تكون ابتداء من 10آلاف دينار جزائري، حتى أن زبائننا محددون مسبقا، فهم من ميسوري الحال''. الجزائر: محمد الفاتح خوخي أضرار النظارات الشمسية المقلدة حذرت دراسة طبية من كثرة ارتداء نظارات الشمس المقلدة لتأثيرها السلبي على النظر ولأنها تسبب الصداع، حيث فشلت هذه النوعية من النظارات في اجتياز أهم اختبارات الجودة والصلاحية في العديد من المعامل الطبية حول العالم والتي تعمل علي قياس معامل انكسار العدسة، حيث تتحدد قيمة العدسة بسعر معامل الانكسار، فكلما قل معامل الانكسار زاد ثمن العدسة. هناك أجهزة معينة تقيس معامل انكسار العدسة وهذه الأجهزة غير موجودة في الجزائر وأشهرها جهاز يدعي ''اسبكترافيتوميتر'' سعر هذا الجهاز هو 34 ألف دولار. وأكد علماء بريطانيون أن موضة النظارات الشمسية الملونة يمكن أن تؤدي إلى مخاطر غير محسوسة وخاصة النظارات بعدسات وردية وزرقاء وخضراء وصفراء وألوان أخرى، لأن قدرتها على امتصاص الأشعة الضارة من الشمس محدودة. كما أبان بعض المختصين، أن النظارات المقلدة الرخيصة المطلية بلون داكن، تسمح بدخول كمية أكبر من الضوء لتساعد العين على الرؤية وهذا يزيد من دخول الأشعة الضارة بالعين. الجزائر: محمد الفاتح خوخي رئيس فيدرالية جمعيات حماية المستهلك زكي حريز ل''الخبر'' ''على وزارة التجارة إنشاء مخبر تحاليل للحد من دخول السلع المقلدة'' اعتبر رئيس فيدرالية جمعيات حماية المستهلك، السيد زكي حريز، في اتصال ب''الخبر''، أن المستهلك الجزائري أصبح يقبل على كل ما هو موجود في السوق بغض النظر عن ما إذا كانت العلامة أصلية أو مقلدة، أو أن المنتوج يمكن أن يشكل خطرا على صحته أو لا. وقال حريز إنه يجب على المستهلك أن يستشير طبيبه أو المتخصصين في المجال قبل شراء نظارات خاصة الطبية منها، لأنه (الطبيب) هو الأنسب لتحديد حاجيات ومتطلبات الزبون، كما أنه يتوجب على كل من يذهب لشراء نظارات أن يتحرى عن المنتوج الأصلي عن طريق معرفته من خلال سعره، ومكان بيعه ''فالنظارات التي تباع عند صانع النظارات ليست نفسها التي تباع على الأرصفة''، لأن المنتج الرخيص حتما هو مقلد. وفي هذا الصدد جدد رئيس فيدرالية جمعيات حماية المستهلك، مطلبهم لوزارة التجارة والمتمثل في إنجاز مخبر وطني لتحليل المواد الصناعية، لوضع حد لدخول المنتجات المقلدة، علما أن عمليات الفحص والمراقبة التي تتم حاليا تكون من خلال الوثائق، وهي العملية التي يرى محدثنا أنها غير مجدية، لأن شهادة المطابقة أضحت في متناول العديد من المستوردين، إذ يقوم المصنعون خاصة في الصين، بمنح شهادة المطابقة بكل سهولة. ودعا زكي حريز المستهلكين إلى أخذ حيطتهم لدى اقتنائهم النظارات الشمسية، بالحرص على شراء كل ما هو صحي، لأنه من شأن النظارات المقلدة أن تصيب حاملها بأمراض هو في غنى عنها، كاشفا في نفس السياق عن تنظيم قافلة تحسيسية حول الثقافة الاستهلاكية الواسعة، تنطلق من العاصمة في 4 جويلية المقبل وتجوب عدة ولايات. الجزائر: محمد الفاتح خوخي دليل المستهلك أصبح بإمكان المستهلك الجزائري الاطلاع على دليل المستهلك، من خلال زيارته للموقع الإلكتروني info-algerie.com، الذي يوفر لمتصفحيه معلومات متعلقة بالثقافة الاستهلاكية وحقوق المستهلك عند اقتنائه لأي سلعة. ويحتوي دليل المستهلك الجزائري الذي أعدته وزارة التجارة، على عدة أقسام تقدم نصائح قبل شراء أي منتج وكذا التحقق من العلامات والأسعار وطلب الفوترة وعقد خدمات ما بعد البيع. كما يضم الدليل معلومات حول جمعيات حماية المستهلك في الجزائر، أما الأقسام الرئيسية فتضم البنوك والتأمين ووكالات السفر والمبيعات والأسعار والعقارات والنقل وخدمات ما بعد البيع. بالإضافة إلى هذا، يقدم الموقع ''10 قواعد ذهبية للمتسوقين الأذكياء''، وهي عبارة عن نصائح وتوجيهات يتقيد بها المتسوق أثناء اقتنائه لمشترياته. الجزائر: محمد الفاتح خوخي