مع حلول موسم الصيف وارتفاع درجة الحرارة، تلقى النظارات الشمسية إقبالا كبيرا عند البعض من عشاق الزينة والموضة، إلا أن دورها لا يقتصر على هذا الحد وإنما يتخذها البعض الآخر لحماية العيون من أشعة الشمس. لكن مع انتشار عدة ماركات مقلدة أصبحت تغزو أسواقنا اليوم، ينصح الأطباء بتوخي الحذر تجنبا لأخطارها على صحة العينين وفي هذا الشأن ارتأت “الفجر” زيارة بعض المحلات التجارية والأسواق الفوضوية لمعرفة مدى إقبال الزبائن على شراء النظارات الشمسية.. كانت وجهتنا الأولى شارع حسيبة بن بوعلي بالجزائر العاصمة، أين وجدنا عددا هائلا من المحلات تختص في بيعها.. حدثنا سمير، بائع بإحدى المحلات، بأن محله يقصده الشباب والمراهقون والنساء لاقتناء أحدث طراز في النظارات الشمسية. انتقلنا بعدها إلى محل آخر وسألنا صاحبه إذا كانت هذه النظارات أصلية أم لا؟ فأجاب هذا الأخير بلهجة ساخرة أن الأصلية لا تباع هنا.. بالإضافة إلى أسعارها الخيالية التي تفوق سقف المليون سنتيم. قصدنا إحدى طاولات الأفارقة في نفق محمد بلوزداد، وسألنا أحدهم عن مصدر هذه النظارات الشمسية، فأجاب بأنه يحضرها من النيجر أو الكوت ديفوار ولديه تصريح مختوم من طرف السلطات النيجيرية والجزائرية بممارسة هذا العمل، والتي تسمح له ببيع هذه النظارات دون مشاكل. كريستيان ديور، شانيل وغوتشي.. ماركات عالمية مقلدة تغزو الأسواق الجزائرية انتشرت، مؤخرا، عدة ماركات عالمية، مثل كريستيان ديور وشانيل وغوتشي، في المحلات التجارية والطاولات الفوضوية التي تصادفها أينما ذهبت.. انتقلنا إلى نفق محمد بلوزداد بالعاصمة بالقرب من محطة القطار، أين وجدنا طاولات تعرض نظارات شمسية مختلفة الألوان والأشكال، إلا أن النظارات الشمسية ذات الحجم الكبير تربعت على عرش موضة النظارات لعام 2010، كما عادت الزجاجات الملونة مثل الأصفر والأخضر والبرتقالي والأزرق والبنفسجي.. كآخر صيحة في عالم الموضة والإكسسوارات. أخبرتنا إحدى الزبونات التي كانت بصدد شراء نظارة شمسية بأنها تفضل النظارات ذات الحجم الكبير، بينما تفضل الفتيات الأصغر سنا ارتداء نظارات رفيعة ذات ألوان فاتحة، أما الرجال فيختارون في أغلب الأحيان اللون الداكن والقاتم. ويقول محمد إن موديل نظارات “ريبان” من أكثر الموديلات التي تلقي استحسانا من قبل جميع الفئات والأعمار لأنه يناسب جميع أشكال الوجه، إلا أن الكثيرين يختارون نظاراتهم حسب لون عيونهم وبشرتهم وملابسهم، وآخرون يهتمون بتنسيق ألوان مظهرهم مع ألوان نظاراتهم. الطبيب المختص هو من يحدد صلاحية وملاءمة النظارات الشمسية قال صاحب محل بيع النظارات بساحة 1ماي بالعاصمة، إن الطلب قليل فيما يخص النظارات الشمسية مقارنة بالنظارات بالطبية، معللا ذلك رفض الأغلبية شرائها لارتفاع أسعارها التي تتجاوز مليون سنتيم لبعض الماركات العالمية، إذ يفضل أغلبهم شراء الماركات المقلدة بأثمان زهيدة. وبخصوص هذه الأخيرة، قال صاحب محل بيع النظارات بشارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، أن تحديد صلاحية وملاءمة النظارات يخضع لإشراف الطبيب المختص، وهو من ينصح باستعمال العدسات الطبية المصنوعة من الزجاج أو البلاستيك.. التي تكون عادة أخف وزنا وأكثر راحة لمستعمليها. نظارات شمسية لا تخضع لمعايير صحية يحذر أخصايو طب وجراحة العيون من الأخطار الناجمة عن ارتداء النظارات الشمسية المقلدة التي تباع في الأسواق، ويقول الدكتور بنية، أخصائي طب وجراحة العيون، إن النظارات الشمسية التي تباع في الأسواق غير خاضعة لمعايير صحية فهي لا تحمي العين كما يظن البعض، إذ تستعمل فقط للزينة لا أكثر، وينصح بعدم ارتدائها إلا بمشورة طبيب واقتنائها من بائع نظارات صحية متخصص في هذا المجال. من جهة أخرى، أضاف الدكتور بنية أن اختيار النوع الرديء من النظارات الشمسية لا يمنع أشعة الشمس من دخولها للعين، ما يؤدي إلى حدوث مشاكل في الشبكية، وأوضح قائلا: “إن ارتداء النظارات الرخيصة الثمن والمقلدة يؤذي البصر ويسبب الحساسية نظرا لألوانها الداكنة والغامقة التي تدفع بالشخص إلى بذل مجهود أكبر لرؤية الأشياء، فتتوسع حدقة العين وتسمح بدخول أشعة الشمس فوق البنفسجية.. عكس النظارات الطبية”. فالنظارات الملونة زهيدة الثمن، حسب الدكتور بنية، يكون دورها حجب الضوء وليس حجب الأشعة الضارة وتلك الأشعة التي تسبب اتساع حدقة العين نتيجة لقلة درجة الضوء ولا تمنع نفاذ الأشعة الضارة، مما يؤدي إلى إصابة العيون، ما يستدعي توخي الحذر في استخدامها حتى في الأماكن المغلقة.