سوناطراك تواجه منافسة شرسة من قبل روسيا و قطر اعترف الرئيس المدير العام لمجموعة سوناطراك، عبد الحميد زرقين أمس بأن المجمع الجزائري للمحروقات يواجه منافسة شرسة ، في سوق الغاز الأوروبية التي قال أن قطر وروسيا بسطتا سيطرتهما عليها، مما حتم على سوناطراك –حسبه – البحث عن أسواق أخرى لا سيما في آسيا، على غرار الصين وكوريا الجنوبية والهند واليابان،و أكد من جهة أخرى أن تراجع أسعار البترول في المدة الأخيرة لن تؤثر على البرنامج الاستثماري للشركة. و أقر الرئيس المدير العام لسوناطراك بالتأثير السلبي لتراجع أسعار النفط على مداخيل البلاد من العملة الصعبة، مؤكدا بذلك التخوفات التي كان قد أبداها في وقت سابق وزيرا الطاقة والمناجم يوسف يوسفي ووزير المالية كريم جودي، بهذا الخصوص، ولكنه نفى في هذا السياق علمه إن كان تراجع مداخيل البلاد سيجبر الحكومة على رفع أسعار الاستهلاك. وأضاف المتحدث في ندوة صحفية قدم خلالها حصيلة نشاطات السداسي الأول من السنة الجارية، في مقر المديرية العامة بحيدرة ( العاصمة ) أن '' السعر الحالي للبترول هو في الواقع ليس سعره الحقيقي وأملنا أن يعاود السعر الارتفاع إلى مستوى أعلى، وأمام هذا الوضع المفروض ما علينا كمجمع سوى أن نعمل على تحقيق مردودية أكبر لضمان مداخيل إضافية'' وقال أن انخفاض أسعار النفط المسجل خلال السداسي الأول لهذه السنة" يشغل سوناطراك" ، مشيرا إلى أن هذه القضية سيتم متابعتها وأن على سوناطراك تحقيق مردودية أكبر لمواجهة تدهور الأسعار . وفي سياق ذي صلة اتهم السيد زرقين أطرافا من منظمة البلدان المصدرة للنفط '' أوبيب '' بوقوفها وراء انهيار أسعار البترول في السوق الدولية، وقال ''إن أطرافا في منظمة الأوبيب قامت باتخاذ تدابير ساعدت على تقهقر أسعار البترول من خلال اتخاذ إجراءات غير مبررة لرفع إنتاجها، مستبعدا أن يكون ذلك راجعا إلى المضاربة و المؤشرات السوقية الأخرى. وفي سياق ذي صلة، تحدث مدير سوناطراك عن عودة المجمع إلى استئناف نشاطه في كل من ليبيا ومصر إلى جانب قيامه بدراسة عدة مشاريع استثمارية في العديد من البلدان الأخرى فضلا عن مشاريع شراكة من بينها مشروع مع بلد خليجي لم يحدده. و بخصوص برنامج تطوير الشركة على المدى المتوسط، قال ذات المسؤول أن شركته أعلنت عن برنامج تكميلي لتعزيز قدرتها في مجال التنقيب و التكرير، حيث ارتفعت قيمة برنامج الاستثمار الممتد من 2012 إلى 2016 من 68,2 مليار دولار إلى 80 مليار دولار لن تحدث أي ندرة في الوقود خلال الصائفة و أكد زرقين من جهة أخرى، أن السوق الوطنية لن تشهد أي ندرة في الوقود خلال الصائفة الحالية. وقال أن أشغال الصيانة التي تخضع لها مصفاة بسكيكدة حاليا، لن تتسبب في أي ندرة للوقود سواء في شرق البلاد أو مختلف جهات الوطن الأخرى. وأوضح السيد زرقين أن المجمع العمومي للمحروقات قد سطر برنامج لاستيراد كميات كافية من الوقود لتلبية الطلب المتزايد في السوق الوطنية طيلة فترة خضوع مصفاة سكيكدة للصيانة، وأشار إلى أن عملية صيانة مصفاة سكيكدة، '' قد قسمت إلى مرحلتين تتم عن طريق توقيف متناوب لقطاري الإنتاج التابعين لها، إلى غاية نهاية السنة''، نافيا علمه إن كانت الحكومة تفكر في مراجعة الأسعار الحالية للبنزين وغيره من أنواع الوقود. وقال "إن أسعار مختلف المنتوجات الطاقوية الواسعة الاستهلاك في البلاد يتم تحديدها إداريا ونحن لا نتدخل في تحديدها بل نكتفي فقط بتطبيق أي زيادة تقررها الحكومة''. تحديد مصير مشروع '' غالسي '' سيتم اتخاذه خلال شهر نوفمبر المقبل وبخصوص مشروع'' غالسي'' للغاز الذي من المقرر أن يربط بين الجزائر و إيطاليا، قال عبد الحميد زرقين أن القرار النهائي المتعلق بانجاز المشروع أو التخلي عنه سيتم اتخاذه خلال شهر نوفمبر المقبل، مشيرا إلى أن التحضير التقني للمشروع سيتم الانتهاء منه خلال الأيام المقبلة ليتم الشروع في مناقشة الجانب التجاري بين الشركاء. في نفس السياق، أكد المتحدث أن موافقة سوناطراك ترتبط بضمان توفير الكميات اللازمة من الغاز المصدر عبر هذا الأنبوب، مؤكدا أن سوناطراك لا يمكنها الاستثمار في"غالسي" دون ضمان هذا المشروع على المدى الطويل"، مبديا تذمره من الضغوطات الممارسة على الجزائر للتخلي عن عقودها الطويلة الأجل، والتي تضمن لها استهلاك نفقات هذا المشروع. وقال '' إن الجزائر غير مستعدة لتحمل الخسائر التي تنجم عن الأسواق الحرة "سبوت"، التي تجعل الأسعار تنهار إلى مستويات غير مقبولة، مشيرا إلى أن الجزائر تعتمد سياسة العقود الطويلة الأجل منذ أكثر من 30 سنة. أما فيما يتعلق باستكشاف الغاز غير التقليدي، قال زرقين أن الدراسات الأولية بينت توفر الجزائر على أربعة أضعاف احتياطاتها من الغاز الطبيعي متمثلة في الغاز غير التقليدي ( الغاز الصخري )، وكشف نائب رئيس سوناطراك المكلف بالمنبع ، سعيد سحنون في هذا الإطار ، أن الشركة استعانت بخبرة العديد من الشركات الدولية في هذا المجال مثل ايكسون و شال و تاليسمان. في موضوع آخر، أعلن عبد الحميد زرقين، عن تحقيق 15 اكتشافا جديدا للمحروقات، تم تجسيدها من طرف سوناطراك لوحدها منها سبعة في حوض بركين لوحده، ما يمثل احتياطات تصل إلى 54 مليون طن معادل بترول، مشيرا إلى أن مستوى الإنتاج لنفس الفترة قد بلغ 102 مليون طن معادلا للبترول، في الوقت الذي قدر فيه حجم الغاز الطبيعي المنتج ما يقدر ب 13,4مليون متر مكعب. الجزائر تحقق قرابة 38 مليار دولار من إيرادات صادرات المحروقات في ستة أشهر كما كشف السيد زرقين أن المجمع العمومي للمحروقات، قد قام خلال السداسي الأول من العام الجاري بتصدير نحو 37,7 مليار دولار من المحروقات، مشيرا إلى أن، الإنتاج الشامل لمجموعة سوناطراك، بلغ هو الآخر 102 مليون طن مقابل نفط عند نهاية شهر جوان المنصرم، في حين بلغت مداخيل الجباية النفطية الني سددت للخزينة خلال الأشهر الستة الأولى من نفس السنة، 2230 مليار دينار (أكثر من 30مليار دولار)، كما أنجزت المؤسسة الوطنية للمحروقات، حسب نفس المتحدث، 15 اكتشافا بجهودها الخاصة خلال نفس الفترة.