الأمم المتحدة تصادق على لائحة جزائرية حول تأثير الاحتلال الاسرائيلي في الظروف المعيشية للفلسطينيين صادق المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة على لائحة قدمتها الجزائر حول الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للاحتلال الاسرائيلي على الظروف المعيشية للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية والسكان العرب في الجولان السوري المحتل. وتمت المصادقة على اللائحة التي قدمتها الجزائر باسم مجموعة ال77 والصين التي ترأسها منذ جانفي 2012 ب45 صوتا مؤيدا مقابل صوتين معارضين (الولاياتالمتحدة و كندا) فيما امتنعت ثلاثة بلدان عن التصويت وهي استراليا والكاميرون و سالفادور. وفي مداخلته أكد ممثل الجزائر العربي جاكتا، أن المؤشرات الإقتصادية في فلسطين "تبعث على الانشغال" لاسيما في غزة مضيفا بأن اسرائيل "تعرقل بشكل خطير" الجهود المبذولة لضمان تنمية مستدامة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وأوضح أن هذه اللائحة تجدّد التأكيد على مبدأ السيادة الدائمة للشعوب تحت وطأة الاحتلال الأجنبي على مواردها الطبيعية، ومن خلال المصادقة على هذا النص يطلب المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأممي الفتح التام للمراكز الحدودية في قطاع غزة طبقا للائحة 1860 لمجلس الأمن قصد ضمان مرور الموظفين الانسانيين والتنقل المنتظم ودون انقطاع للأشخاص والممتلكات ورفع كل القيود المفروضة على حرية تنقل الشعب الفلسطيني. وتطلب هذه الهيئة الأممية من اسرائيل احترام البروتوكول حول العلاقات الاقتصادية بين الحكومة الإسرائيلية وبين منظمة التحرير الفلسطينية الموقع بباريس في 1994 ويطلب منها إعادة بناء وتعويض أملاك المدنيين والمنشآت الضرورية والأراضي الفلاحية والمؤسسات العمومية التي تعرضت للتخريب أو الهدم جراء العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، كما تدعو الهيئة إسرائيل إلى وقف هدم السكنات والممتلكات والمؤسسات الاقتصادية في الأراضي المحتلة، وأكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة مجدّدا من خلال هذه اللائحة على الحق الثابت للشعب الفلسطيني وسكان الجولان السوري المحتل في التصرف في كل ثرواتهم الطبيعية والاقتصادية ويطالب إسرائيل كقوة محتلة بعدم استغلال وتدمير واستنفاذ هذه الموارد، كما أكد مجددا أن بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية وإقامة منشئات قاعدية في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدسالشرقية والجولان السوري المحتل عمل غير شرعي ويشكل عائقا كبيرا أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإرساء السلام. وحسب التقديرات بلغت الخسائر الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي 84 بالمائة من الناتج المحلي الخام الفلسطيني أي ما بين 6 و 7 مليار دولار في السنة، وتبرز اللائحة أهمية بعث وتكثيف المفاوضات حول مسار السلام على أساس اللوائح الأممية بشكل يسمح بالتوصل إلى تعايش بين الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية في كنف السلام والأمن بداخل حدود معترف بها قائمة على أساس حدود ما قبل 1967 وكذا التوصل إلى تسوية سلام عادلة وشاملة. و من جهة أخرى تطالب اللائحة من الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقرير حول تطبيق هذا النص خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة الأممية، وتصادف المصادقة على هذه اللائحة التي قدمتها الجزائر مع إصدار البنك العالمي مؤخرا لتقرير حول فلسطين حيث أكد فيه أن القيود الإسرائيلية تبقى العائق الرئيسي أمام التنمية الاقتصادية في فلسطين، وحسب مؤسسة "بروتون وودز" فإن إلغاء القيود الإسرائيلية المفروضة لولوج الأسواق والاستفادة من الموارد الطبيعية لا زالت تشكل شرطا أولويا لانتعاش الاقتصاد الفلسطيني.