تزايد تحويلات المرضى نحو المستشفيات الجامعية بعد مغادرة الجراحين المستشفى عرفت تحويلات المرضى والمصابين من مستشفى الدكتور التيجاني هدام ببئرالعاتر باتجاه عاصمة الولاية والمستشفيات الجامعية تزايدا كبيرا منذ أن قرر الأطباء الجراحون مغادرة المستشفى في نهاية السنة الماضية حيث يتم يوميا تحويل ما بين 5 و 7 مرضى ومصابين الأمر الذي زاد من متاعبهم وذويهم الذين باتوا يتجرعون مرارة التنقل وما ينجر عن ذلك من متاعب ومخاطر صحية على حياة المحولين لبعد المسافة بين مدينة بئر العاتر ومستشفيات عنابة وباتنة وقسنطينة من جهة ومالية لا يستطيع الكثير من المواطنين تحملها من جهة أخرى . فعنبر الجراحة بالمستشفى الذي كان يعرف حركة دؤوبة لا تتوقف طوال أيام السنة أين كان يشهد يوميا إجراء العشرات من العمليات الجراحية الاستعجالية والعادية من طرف طاقم من الأطباء المتمرسين الذين يشهد لهم القاصي والداني بالحنكة والتميز والكفاءة أمثال الجراحين نجم الدين بن سرسة ومويسي مراد وبودادة ونصروش والدكتورة خليف الذين قرروا مغادرة المستشفى لأسباب عائلية وأخرى صحية توقف نشاطه أو يكاد ولم يبق سوى طبيبين مختصين في جراحة العظام وطبيب جراح في المسالك البولية والطبيب الجراح بوزيتونة الذي ينتقل من قسنطينة إلى بئر العاتر شهريا حيث يقوم بإجراء العمليات الجراحية للمرضى الذين تستدعي وضعياتهم الصحية تدخلا جراحيا مستعجلا لمدة 10 أيام كاملة ، فيما عدا ذلك يتم تحويل المرضى إلى بقية المستشفيات بعد أن كان مستشفى المدينة الذي يتسع ل 120 سريرا ويتوفر على مختلف التجهيزات الطبية المتطورة كجهاز المنظار الذي استفادت منه المؤسسة وأجريت به آلاف العمليات الجراحية الناجحة قبل أن تستفيد منه مستشفيات كبرى في الكثير من الولايات يستقبل المئات من المرضى والمصابين والحوامل حتى من خارج إقليم الدائرة في ظروف جيدة بفضل التكفل الأمثل و الأحسن اللذين يلقاهما المرضى من طرف الطاقم الطبي ولعل لغة الأرقام هي التي تتحدث عن ضخامة نشاط هذه المؤسسة حيث بلغ عدد العمليات الجراحية التي أجريت على مستوى مستشفى التيجاني هدام بلغت زهاء 1300 عملية جراحية مختلفة في سنة 2011 وهو رقم اعتبره الكثير من المختصين رقما ضخما يترجم الجهود الكبيرة التي كان يقوم بها الجراحون ، فضلا على الخدمات الأخرى المختلفة كالتحاليل المخبرية والكشف بالأشعة التي توفرها المؤسسة للمرضى والتي تتم في سهولة ويسر حتى أضحى المستشفى مضرب الأمثال وأصبح قبلة للعديد من وزراء الصحة المتعاقبين الذين لم يخفوا إعجابهم بهذا الصرح الصحي كالوزيرين السابقين عمار تو والدكتور رجيمي وما يقدمه من خدمات متميزة سيما جانب النظافة والانضباط أكد بعضهم أنها لا تتوفر حتى في مستشفيات جامعية أصبحت محل شكاوى الكثير من المواطنين . وقد شعر سكان المدينة والبلديات النائية كبلديتي فركان ونقرين أقصى جنوب الولاية بحجم المعاناة وصعوبة الوضع في ظل غياب أطباء جراحين وأخصائيين في أمراض النساء والتوليد بعد أن عاشوا ما وصفوه بجحيم معاناة تحويل مرضاهم وما لقوه كما يقولون من إهمال ورفض في بعض المؤسسات الاستشفائية التي لا يجد القائمون عليها حرجا في إعادة المرضى والمصابين من حيث أتوا بحجج كثيرة رغم خطورة ما يقومون به على حياة هؤلاء المحولين ، ولذلك لا عجب إذا كانت هذه الوضعية سببا في تنظيم العديد من الحركات الاحتجاجية التي قام بها سكان مدينة بئر العاتر لوضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم والعمل على تمكين المستشفى من أطباء جراحين وأخصائيين لتعويض الأطباء المغادرين للتكفل الصحي بنحو 100 ألف نسمة أو أكثر .إدارة المستشفى ومديرية الصحة والسكان ومنذ تاريخ مغادرة الأطباء تسعيان بكل الوسائل لاستقدام أطباء في كل الاختصاصات لتغطية العجز المسجل وذلك من خلال اتصالاتها بالوزارة الوصية التي تعلم بوضع المستشفى المذكور أو عن طريق علاقات شخصية ببعض الأطباء لإقناعهم بالالتحاق بالمؤسسة خاصة وأنها وفرت سكنات وظيفية مفروشة للأطباء الجراحين والأخصائيين . ويبدو أن هناك بعض الآمال المعقودة بعد كل المحاولات المبذولة في وصول بعض الأطباء في الشهور القادمة وهو ما من شأنه تبديد مخاوف المواطنين التي تزايدت بشكل كبير في الشهور الأخيرة سيما النساء الحوامل اللائي يتم تحويل أغلبهن لعاصمة الولاية أو العيادات الخاصة لوضع مواليدهن.