رحيل الروائي الأمريكي المثير للجدل غور فيدال فقد الوسط الأدبي العالمي الاسبوع الماضي الكاتب الأمريكي الشهير غور فيدال الذي انطفأ عن 86 وثمانين عاما، ويعد غور من قلة من الكتاب الأمريكيين الذين أعطوا شهر كاسحة للكتاب وجعلوا منهما نجوما لا يقلون شأنا عن نجوم السينما. ولم يبن الراحل شهرته على نقده للحضارة الأمريكية فقط واشتغاله بالسياسة، ولكن من عمله في السينما أيضا ونسفه للطابوهات في مجتمع أمريكي محافظ ويتحكم فيه الخطاب الديني. دون ان تنال تلك الشهرة من قيمته الأدبية او تدفعه إلى التنازل لمجاراة الذائقة العامة. وإلى جانب الرواية التي ناهز فيها الثلاثين عملا كتب غور المسرح والسيناريو ومثل في السينما، حيث لا تعد «هوليود» اسما لإحدى رواياته فحسب بل منتجعا ومكان للاستراحة بين عمل وعمل، كان الرجل الذي فشل في انتخابات مجلس الشيوخ حين ترشح عن الحزب الديموقراطي سنة 1960لا يجد ضالته إلا في الاوساط الفنية. وقد ترك التجربة السياسية غصة في حلق الكاتب الذي كان يقول انه فقد بذلك الترشح مصداقيته. لكن ذلك لم يمنعه من معاودة التجربة ففي سنة 1982 ترشح في الانتخابات الاولية للترشح للرئاسة في الحزب الديموقراطي وخسر مجددا. لكنه بقي قريبا من الحقل السياسي الذي يعترف بأنه كبر وتربى فيه، وظل منتقدا للسياسة الامبريالية الامريكية، حيث ناهض الحرب على العراق وانتقد السطوة الأمنية للحكومة الأمريكية، التي تبتدع السيناريوهات العجيبة من اجل استمرار سياستها، فكان يرى في بن لادن صناعة أمريكية خالصة وشكك في الرواية الرسمية لاحداث 11 سبتمبر. بروايته «المدينة والنصب التذكاري»أو الولد قرب النهر» التي كتبها في أواخر الأربعينيات دخل ساحة كبار الكتاب ودخل أيضا دائرة المشاغبين، حيث تعد هذه الرواية أول رواية أمريكية تتطرق إلى المثلية الجنسية لبطلها جيم ويارد الذي لا تدينه الرواية بل تتعاطف معه. ويقول النقاد ان هذه الرواية بالذات اعتمدت في الكثير من جوانبها على السيرة الشخصية للكاتب. وعرف عن غور اهتمامه بالرواية التاريخية، التي تكون المادة التاريخية فيها تعلة لتناول الحاضر ونقده. ومن أشهر رواياته: «العصر الذهبي»، «لينكولن»، «إمبراطورية». و «الانجيل بحسب غور فيدال» التي جلبت متاعب كبيرة للكاتب. وستزيده مقالاته الصحفية متاعب، فهو من الكتاب المناهضين للسياسة الخارجية الامريكية القائمة على الهيمنة، ومن اشد المعارضين لما تقوم به دولة اسرائيل ويعد ذلك كافيا لمحاصرة كاتب ومضايقته، لكن وجاهته ومكانته حالت دون ان يتعرض «للاضطهاد الذي أصاب غيره من الكتاب». وعرف غور فيدال أيضا بخصوماته الشهيرة مع كتاب امركينن على راسهم أرنست هيمنغواي الذي كان يصف كتاباته بالمهزلة والروائي نورمان ميلر الذي كان يشبهه بالقاتل شارل مونسون.