افتتحت أول أمس بمقر ''الجاحظية'' ورشة كتابة السيناريو لتكون الباب المفتوح أمام الهواة ليثروا معارفهم بهذا الفن ويكتشفوا التقنيات التي تساعدهم على كتابة المشاهد السينمائية، وذلك من خلال تلقيهم دروسا من الاستاذ نور الدين أوغليسي المختص في هذا الميدان، حيث ألقى درسه الأول بهذه المناسبة وهو ''قواعد كتابة السيناريو''. ماتزال السينما الجزائرية فقيرة لكتاب السيناريو وهذا لعدة أسباب موضوعية، منها أن السيناريو كما أكد ذلك ل''المساء'' الأستاذ نور الدين أوغليسي، لا يتم طبعه كالرواية ويباع في المكتبات، بل الكتابة في هذا المجال تبقى لها علاقة بالمخرج والمنتج. أوغليسي في درسه الأول، أكد أن كل المختصين يتكلمون عن مشكلة السيناريو، بينما المشكل الحقيقي ليس في السيناريو؛ بل في الجميع، وهو كيف يقدم كاتب السيناريو عملا يناسب المجتمع الجزائري وواقعه، إضافة الى الإمكانيات المتوفرة في البلاد، كما إننا - يضيف نور الدين - في قطيعة بين الكاتب والذي ينتج السينما. وأضاف الأستاذ أوغليسي أن الفرنسيين حينما أدركوا أنهم لا يستطيعون منافسة السينما الأمريكية نظرا للإمكانيات والتكاليف الباهظة التي يتطلبها الفيلم الأمريكي، لجأوا الى الحوار والكوميديا والمسرح والأفلام التي لا تتطلب امكانيات كبيرة كالأفلام الامريكية. وفي حديثه عن كيفية كتابة السيناريو، استعرض نور الدين أوغليسي القاعدة التي تعتمدها هذه الكتابة، وهي قاعدة معتمدة في كل الكتابات الفنية الأخرى كالرواية والقصة، وهي أن تكون هناك ثلاث مراحل: البداية، الوسط والنهاية. وأشار نور الدين أولا إلى ضرورة اختيار الفكرة أو الموضوع الذي سيشكل أحداث الكتابة، ثم الإضافات التي يمكن أن يضيفها الكاتب الى المشهد، ثم المفاجأة، فلا بد أن تكون هناك مفاجأة لا يمكن أن يتوقعها المتلقي، لأن كاتب السيناريو هو عبارة عن بناء للشخصيات حيث يلبسها الاحاسيس والمشاعر ويعيش أو يحدث لها أوضاعها الحياتية البسيطة والمتأزمة التي تحدث الصراع أو العقدة أو الحبكة الفنية للفيلم. وأضاف السيناريست أوغليسي، أن الموضوع أو القصة التي يتناولها الفيلم للتعرف عليها وتدعنا نشاهد الفيلم الى نهايته، يحدد بين 10 إلى 15 دقيقة. كما لم يغفل الأستاذ أوغليسي أن الكاتب ينبغي أن يضع نصب عينيه التشويق والإثارة في الدقائق الأولى، فتكون المفاجأة في الأول والإثارة، لأن البداية مهمة جدا بالنسبة للكاتب. وتقدمت ''المساء'' من السيناريست أوغليسي وسألته عن الفرق بين كتابة الرواية والسيناريو، فأكد أن الكتابة الروائية عمل أدبي، بينما كتابة السيناريو هو مجرد مخطط للتصوير، وأن المخرج هو من يبث الروح والحياة في السيناريو، ويعد السيناريو مخططا عمليا للمخرج والمصور. أما عن مستويات اللغة أو طريقة الأداء فقد أكد أنها تحترم مستويات الشخوص التي تتقمص الأدوار والمشاهد السينمائية. أما من ناحية الاقتباس فقد أكد منشط الورشة، أن هناك منتجين يلجأون إلى قراء مختصين في الروايات من أجل أن يقترحوا عليهم عملا أدبيا يقتبسونه لعملهم السينمائي بعد شراء حقوق استعمال هذه الرواية أو تلك. وعن أسباب قلة أو ندرة كتاب السيناريو في بلادنا، أكد أوغليسي أن كاتب السيناريو يخشى أن لا ينتج عمله ويتحول الى فيلم عكس الرواية. نور الدين أوغليسي من مواليد ,1965 كوّن فرقة مسرحية أطلق عليها اسم استاذه ''مصطفى كاتب'' واشتغل في سينما الهواة وحضر ورشات التصوير والكتابة لمدة 25 سنة، وهو من مؤسسي الجمعية الوطنية لسينما الهواة، وله أعمال في التلفزيون، منها كتابته لسيناريو سلسلة ''زنقة اسطوري'' التي أخرجها يحيى مزاحم، كما قام بتمثيل بعض الأدوار فيها، واشتغل نور الدين أيضا مساعدا للمخرج القدير موسى حداد.