"كان يمارس الرياضة خفية عن العائلة وجده تنبأ له بشأن عظيم" عائلته تقيم في بيت متواضع ووالده تحسر لأن امكانياته لم تسمح له بالذهاب إلى لندن عاشت مدينة سوق اهراس ليلة الثلاثاء اجواء من الفرحة العارمة بعد الفوز الساحق الذي حققه ابن المدينة في الالعاب الاولمبية بلندن واعتلائه عرش 1500 حيث قام مجموعة من الشباب بتنظيم موكب للسيارات زينت بالرايات الوطنية جابت شوارع المدينة للتعبير عن فرحة عارمة بابن المدينة الذي افرح الجزائر ورفع رايتها في سماء لندن. النصر التي عايشت أجواء الفرحة تنقلت صباح الأربعاء إلى مقر سكنه الكائن بحي دالاس بمدينة سوق أهراس حيث تفاجأنا بسكنه المتواضع الذي علقت عليه راية كبيرة حيث استقبلنا والده عمي يونس بترحاب كبير، كانت الفرحة تملأ عيناه، سألناه عن احساسه والعائلة بعد ان اصبح ابنه بطلا أولمبيا فقال بعفوية الأب انه لم يصدق في تلك اللحظة ما جرى امامه على شاشة التلفاز، و يضيف عمي يونس المتقاعد من الجيش الوطني الشعبي ، أن توفيق أخفى نشاطه الرياضي عن العائلة واحتفظ بالتواضع الكبير والسلوك الحسن وهو الطفل الثالث من بين ستة اخوة، خمس بنات وذكر، ولقد سرد لنا والد توفيق قصة شدت انتباهنا حيث قال بان جده تنبأ به وهو رضيع حيث دخل عليه ولمحه الجد رافعا يده للسماء فقال الجد للعائلة وقتها بان لهذا الطفل شأن كبير في المستقبل لتتحقق رؤية الجد ! يونس مخلوفي والد البطل ولد البطل توفيق في شهر أفريل 1985 ، وتوقف عن الدراسة في السنة الثالثة ثانوي شعبة علوم بثانوية رافع المجيد المتواجدة امام مقر سكنه، و قال عمي يونس انه كان معه شديدا رافضا ممارسته الرياضة على حساب دراسته لكن طموح توفيق واصراره على مواصلة المشوار والحاحه الكبير دفع بالوالد إلى الاقناع عن مضض ، ليشق توفيق طريقه بنفسه. وعن اللحظات الحرجة التي عاشتها العائلة في حدود التاسعة والنصف اثناء بداية السباق فقال عمي يونس ان الكل كان يذرف الدموع خاصة والدته كنا نسير يقول الاب معه لحظة بلحظة ، كان الخوف يخيم على الجميع وكأننا كنا جميعا داخل المضمار لنعطيه القوة لإنهاء المشوار وفي هذه اللحظة تحسر الاب على امكانياته المحدودة التي حرمته من التنقل إلى لندن ليكون قريبا من توفيق ويشاركه الفرحة كما تحسر الوالد واغرورقت عيناه لأنه كان بعيدا عن فلذة كبده وبعد التتويج يضيف عمي يونس تعالت الفرحة وهو يصل الى خط النهاية.. بكينا انها لحظات مرت علينا سنين لم نصدق ان توفيق يتوج بطلا ويرفع صوت الجزائر عاليا وقد ذكر لنا عمي يونس أنه لم ير توفيق منذ أكثر من سبعة اشهر لأنه كان يشارك في مختلف البطولات العالمية كان يسمعون صوته فقط في الهاتف كان طلبه الوحيد من العائلة أن يدعو له بالتوفيق كانت العائلة لا تعلم ماذا يفعل توفيق المهم عندهم أنه بخير وفي صحة جيدة ، ونحن داخل البيت العائلي لتوفيق كانت وفود المهنئين تدخل البيت بين الاصدقاء والاحباب ورجال الاعلام فاندهش عمي يونس وقال بعفوية لقد رفعنا توفيق إلى السماء ...... المدرب رجيمي غادرنا مسكن العائلة المتواضع وتوجهنا نحو المركب الرياضي باجي مختار حيث التقينا بالسيد رجيمي علي مدرب توفيق في سوق أهراس قبل انضمامه الى الفريق الوطني، وهو المدرب الذي يعتبر من بين الذين لهم فضل كبير في المشوار الرياضي للبطل توفيق فقال لنا المدرب انه بدأ معه منذ سنة 2003 قبل تحوله الى الفريق الوطني في سنة 2009 ، شهد له بحسن الاخلاق، كان اجتماعيا بطبعه مطيعا مثابرا وضع ثقته الكبيرة في مدربه وقد اعترف المدرب رجيمي ان للبطل امكانيات منذ الوهلة الاولى ، الامر الذي دفعه الى وضعه تحت مخطط منهجي محكم لإخراج كل امكانياته البدنية حيث بدأ مشواره مع فريق الحماية المدنية لألعاب القوى سنة 2003 الى غاية 2008 ، كان مساره حافلا بالجوائز في فريق الاواسط إلى غاية انضمامه الى الفريق الوطني لألعاب القوى في سنة 2009 اين تحصل على الميدالية الذهبية في البطولة المفتوحة في 1500 متر ووصل الى النهائي في بطولة المانيا وفي سنة 2010 تحصل على الذهبية بالبطولة المفتوحة بالعاصمة ، والمرتبة الثانية في الملتقى الدولي بستوكهولم وفي سنة 2011 تحصل على الميدالية البرونزية في الالعاب الافريقية بالموزمبيق في 1500 متر وعلى الذهبية في 800 متر . البطل كان محل اعجاب القائمين على قطاع الشباب والرياضة بالولاية فكانت الفرحة تعم الجميع ونحن نطوف بين اطارات المديرية مع العلم انه تم تكريمه من طرف السلطات المحلية بعد مشاركته في البطولة الافريقية بالموزمبيق كما التقينا ببعض اصدقائه اللذين عبروا عن فرحتهم الكبيرة بتتويج صديقهم توفيق واجمعوا كلهم على عصامية البطل وهو يشق طريقه الى البطولة بفضل جده وكده وهو في سوق أهراس قبل انضمامه الى الفريق الوطني ، فتوفيق الذي مازال مجهولا عند الشارع السوقهراسي قبل موعد النهائي ليلة الثلاثاء لكنه اذاع اسمه في كل شوارع مدينة سوق أهراس التي سبقه لها عنتر يحيى بطل ام درمان وها هو توفيق مخلوفي يدون اسمه بحروف من ذهب في سماء لندن ويخرج المدينة من سباتها الكبير ليحدد لها تاريخا اخرا من قصص ابطال طاغست.