وجه أسد الأهراس مخلوفي توفيق، ليلة الاربعاء صفعة قوية للحاقدين والحاسدين للجزائر، حيث حفظ ماء وجه الرياضة الجزائرية من خلال تحقيقه الميدالية الذهبية الوحيدة للجزائر والعرب، واستطاع أن يسجل اسمه في تاريخ الألعاب الأولمبية، محققا أمنية الجزائريين الذين شاهدوا العلم الجزائري يرفرف عاليا ودوي النشيد الجزائري في سماء لندن، حيث استطاع مخلوفي أن يثبت للعالم بأسره أن الجزائر ظلت ومازالت تنجب أبطالا. الشروق زارت عائلته وتحدثت إلى والديه عمي يونس وخالتي شهلة اللذين غابت عنهما الكلمات بعد الإنجاز التاريخي لنجلهما. والده كان يدعو الله من أجل نصره على أعدائه وخالتي شهلة كانت تحس بأن توفيق سوف ينتصر ويشرف الجزائر. توفيق وبطريقة غير مباشرة أراد أن يقول للعالم بأسره أن الأبطال لا يولدون وفي فمهم ملعقة من ذهب، فتوفيق مخلوفي من مواليد 29 أفريل بسوق أهراس 1988 تربى وترعرع في عائلة ميسورة الحال، والده كان يشتغل في صفوف الجيش الشعبي الوطني ووالدته ماكثة في البيت، وكان بطل الجزائر يحب الرياضة منذ الصغر ومتفوقا على زملائه، لكن والده عمي يونس كان دائما معه في صراع بسبب ممارسته الرياضة، حيث كشف لنا بأنه كان يغلق عليه الباب ليلا ويحاول أن يتركه يبيتا في الخارج لعله يتراجع عن ممارسته للرياضة، لكن والدته كانت دائما في صفه وتدعمه. كانت أول مشاركات مخلوفي وهو يدرس في السنة الرابعة متوسط، ولم يتمكن توفيق من نيل شهادة البكالوريا بسبب ارتباطاته وسفرياته الرياضية، لكنه حظي بدعم جميع أفراد العائلة بعد إحساسهم بأنه قادر على أن يذهب بعيدا في مشواره الرياضي.. وكبر توفيق وسط عائلة شعارها المحبة ومتانة العلاقة، وتربى بين 5 بنات وشقيقين بحي قويسم عبد الحق بعاصمة ولاية سوق أهراس والمعروف بحي دلالس، كان توفيق يتقاسم معه أفراد عائلته الحلو والمر، ولم تكن الشهرة في يوم ما سبب في أن ينسى مخلوفي طباعه الحسنة، بشهادة والديه الكريمين اللذين يقولان بأنه جد خلوق ولم يتسبب يوما في أي مشكلة مع الجيران، أو الناس وكان مواظبا على الركض في ساعات مبكرة من النهار، محافظا على أداء صلواته في وقتها.. وشكل الحديث عن إقصاء مخلوفي من نهائي سباق 1500 متر، صدمة لعائلته التي لم تجد أمامها سوى الدعاء لابنها البار قصد تحقيق الانتصار، على حد قول عم البطل عمي مبروك الذي قال للشروق بأن إحساسه جعله متأكدا من مشاركة توفيق في السباق والتفوق على منافسيه، وهذا كان شعور جميع أفراد العائلة .. وعن ليلة الفوز الكبير كشف أفراد العائلة إنهم لم يستطيعوا مشاهدة السباق على شاشة التلفزيون واكتفوا بالدعاء، خاصة وأنهم كانوا جد متخوفين من تعثره إلى غاية أن قارب نقطة الوصول، وهنا امتزجت العديد من المشاعر الجياشة، ليتحول بيت عائلة مخلوفي إلى مزار للجميع، فالكل يهنئ الكل يقبل ويسلم على رأس والديه قائلين" شكرا لكم أنجبتم لنا هذا البطل.. ربي يحفظكم.. أنجبوا لنا بطلا آخر". وعاشت ولاية سوق أهراس ليلة بيضاء بيضاء فلا حديث هناك إلا عن فوز مخلوفي، الذي اكتسى بيته حلة بهيجة بعد أن تم تزيينه بالراية الوطنية.