أكد السيد يونس والد توفيق (62 سنة) وهو متقاعد من سلك الجيش الوطني الشعبي، أنه كان حريصا على تعليم أبنائه ومواصلة دراستهم، لكنه تراجع لصالح ابنه في سن الخامسة عشر، بسبب أن توفيق كان أكثر ميلا واهتماما بهوايته وهي رياضة العدو، أو ما سماها والده برياضة الجري، وواصل مازحا، ''كنت أنا أيضا أمارس رياضة الجري في العسكر''. ولم ينف هذا الأخير أن علاقته بابنه كانت محددة بواجبات وحقوق، وأرجع ذلك لانشغال ابنه بالنشاط الرياضي، فهو يغادر المنزل في الصباح الباكر وقد لا يعود إلا في ساعة متأخرة من المساء، لأن الرياضة والدراسة في الثانوية أخذت كل أوقاته، فلا يكاد يغادر الثانوية حتى يتوجه مباشرة لمركب باجي مختار، حيث يجد بانتظاره المدرب رجيمي علي الذي يعود له الفضل في المسيرة المتألقة للعداء في المنافسات القارية، حيث توج بطلا إفريقيا في اختصاص 800 متر (2011) وحصوله على الميدالية البرونزية في اختصاص 1500 متر. وواصل محدثنا أنه ضحى لأول مرة بصلاة العشاء والتراويح لمتابعة سباق ابنه، قائلا إنه لم يجد أي طريقة تستوعب فرحته بالإنجاز الذي حققه ابنه. ويعتبر انضمام هذا العداء للنادي الرياضي للحماية المدنية بسوق أهراس، حافزا كبيرا له من الناحية المادية نظرا لمحدودية إمكانياته، وغياب النوادي المهتمة برياضة العدو التي لا يكاد نشاطها يتجاوز حدود الرياضة المدرسية.