نقص السيولة وهاجس التضخم وراء تأجيل صب المخلفات المالية للأساتذة 50 بالمائة من التلاميذ سيحصلون على الكتاب بالمجان أكد أمس وزير التربية الوطنية أن مشكل تأخر الشطر الثاني للأساتذة ستتم تسويته في سبتمبر ، وقال على هامش اجتماع خصص للكتاب المدرسي، بان المشكل المطروح هو نقص السيولة الذي يطرح بحدة عند اقتراب المواسم والأعياد، إضافة إلى المخاوف من ارتفاع وتيرة التضخم في حال ضخ كل الأموال، مشيرا بأنه كان قد اقترح على النقابات دفع المخلفات المالية على مرحلتين، من خلال تسديد شطر كل سنة، قبل أن يؤكد بأنه مستعد لدفع الشرطة الثاني من المخلفات شهر سبتمبر. وقال بن بوزيد، أن وزارته مستعدة لدفع 20 آلف مليار سنتيم في سبتمبر المقبل، وهي القيمة التي يمثلها الشطر الثاني من المخلفات المالية المترتبة عن تطبيق النظام التعويضي الجديد، محذرا بأن ذلك سيكون له اثر سلبي على القدرة الشرائية، بحيث توقع ارتفاع في مستوى الأسعار بسبب هذا القرار بفعل التضخم وارتفاع الكتلة النقدية المتداولة. وجاء تصريح الوزير بشان دفع المخلفات المالية للأساتذة، بعدما هددت بعض التنظيمات النقابية بعرقلة الدخول المدرسي الجديد احتجاجا على عدم إيفاء الوزارة بالتزامها بصب الشطر الثاني من التعويضات شهر سبتمبر المقبل، وكان الوزير قد التزم في جويلية المقبلة بإسم الحكومة بضخ الأموال في أرصدة الأساتذة قبل الدخول المدرسي. توفير 60 مليون كتاب مدرسي ونصف التلاميذ يحصلون عليه بالمجان من جانب آخر، أعلن وزير التربية الوطنية أنه سيتم توفير أزيد من 60 مليون كتاب مدرسي أي بنسبة تفوق 100 بالمائة تحضيرا للدخول المدرسي 2012-2013. وأوضح بن بوزيد خلال اللقاء الذي جمعه مع إطارات القطاع، أن 25 ألف مؤسسة تربوية على المستوى الوطني ستستفيد من هذه الكتب المدرسية التي تتعلق بكل تخصصات التدريس في الأطوار التعليمية الثلاثة (ابتدائي متوسط و ثانوي). وأشار في هذا السياق إلى أن الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية سيتكفل بعمليات توزيع هذه الكتب بتسخير حوالي 900 شاحنة تتوجه إلى مختلف ولايات الوطن. أضاف أن عملية التوزيع ستشمل أيضا 600 مكتبة خاصة و نقاط البيع التابعة للديوان قصد توفير الكتب للمتمدرسين في الوقت المحدد أي في بداية الدخول المدرسي المقبل. وأفاد وزير التربية الوطنية أنه تم خلال هذه السنة الجديدة إنتاج أربعة كتب جديدة خاصة بمواد التربية التشكيلية للسنة الأولى والثانية متوسط والامازيغية للسنة الرابعة ابتدائي و اللغة الفرنسية للسنة الثالثة متوسط و المحاسبة والتسيير للسنة الثالثة ثانوي. وستكون هذه الكتب الجديدة جاهزة ومتوفرة في المؤسسات التربوية في 20 أوت الجاري. وكشف بن بوزيد أنه سيتم إرسال الكتب المدرسية إلى العديد من السفارات الجزائرية بأوروبا من بينها اسبانيا و بريطانيا وكندا لفائدة أطفال الجالية الجزائرية بالخارج وذلك بطلب منها. وبخصوص المبلغ المالي المخصص لمساعدة العائلات المحتاجة لاقتناء الكتب المدرسية بالمجان أشار وزير التربية الوطنية إلى أنه يخصص لهذا الغرض سنويا ملغ مالي يفوق 6 ملايير دج مقدرا المبلغ المالي الإجمالي الذي خصص لمجانية الكتاب منذ 2007 إلى يومنا هذا ب 24 مليار دج استفاد منه أكثر من 17 مليون تلميذ. كما أوضح في هذا السياق أن كل التلاميذ المتمدرسين في الطور التحضيري والابتدائي و كذا حوالي 95 بالمائة من تلاميذ المناطق الجنوبية يستفيدون من الكتاب بالمجان. كما أعلن بأنه سيستفيد أزيد من 4 ملايين و 26 ألف تلميذ من الكتاب المدرسي مجانا خلال الدخول المدرسي المقبل أي بنسبة 64ر51 بالمائة من عدد المتمدرسين الذي فاق هذه السنة 8 ملايين تلميذ. علاوة عن ذلك أكد بن بوزيد أن وزارة التربية الوطنية ستعمل بالتنسيق مع وزارة التضامن الوطني على دعم الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية بالتجهيزات الضرورية لطبع الكتاب المدرسي بطريقة "البراي" لفائدة شريحة المكفوفين. وبخصوص دليل المعلم أكد بن بوزيد أنه تم إنتاج 260 ألف دليل وزع على كل المؤسسات التربوية لفائدة المعلمين والأساتذة من الطورين الأول والثاني والثالث لمتابعة البرامج التربوية. خفض سعر الكتاب المدرسي غير وارد وتطرق وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد في هذا اللقاء إلى كل الإجراءات التي اتخذت لتحسين نوعية الكتاب المدرسي و توفيره لفائدة كل المتمدرسين على المستوى الوطني. وأشار إلى أن إنتاج الكتاب المدرسي أصبح حاليا يغطي كل احتياجات المؤسسات التربوية مذكرا بأنه لم يكن هذا الإنتاج سنة 2003 يتعدى 26 مليون كتاب سنويا أي بتغطية تقدر بنسبة 50 بالمائة أي ما يعادل كاتب واحد لتلميذين. كما لم يكن يشمل الكتاب المدرسي في تلك الفترة كل الاختصاصات حيث يقتصر على عدد محدود من المواد مشيرا إلى أن هذا الإنتاج فاق حاليا 60 مليون كتاب مدرسي سنويا و ذلك نتيجة تطبيق الإصلاحات التربوية. وقال وزير التربية أنه تم إنتاج 168 عنوانا مصادقا عليه من طرف لجان متخصصة معتبرا استعمال الكتاب المدرسي من طرف المتمدرسين بالإجباري . من جانبه، كشف المدير العام للديوان الوطني للمطبوعات المدرسية عبد الفتاح حماني، أن عدد الكتب المدرسية التي أنتجت و وزعت على المؤسسات التربوية منذ 2007 إلى حد الآن ب 300 مليون كتاب. وأوضح حماني، أنه سيتم طبع خلال هذه السنة 60 مليون كتاب مدرسي مشيرا إلى وجود أزيد من 14 مليون كتاب آخر في مخازن الديوان. وبخصوص إعادة النظر في نوعية الكتاب لتدارك بعض الأخطاء أشار المدير العام للديوان الوطني للمطبوعات المدرسية إلى انه تم إعادة النظر في محتوى 171 كتاب لمراجعة وتصحيح الأخطاء بطبع كتب جديدة أخرى لتعويضها. وأكد في سياق آخر انه سيتم إرسال كل الكتب المخزنة و التي فاق عددها 14 مليون كتاب إلى المناطق النائية لا سيما الصحراوية التي تتطلب عناية خاصة. وبشأن سعر الكتاب المدرسي استبعد حماني إمكانية تخفيض السعر خلال هذه السنة نظرا لارتفاع أسعار الورق علما بان الكتاب المدرسي يستفيد منذ ثلاثة سنوات بتخفيض بنسبة 10 بالمائة.