حرائق مهولة تلتهم الشريط الغابي للسد الأخضر و الحظيرة الوطنية بلزمة لا تزال حرائق مهولة مشتعلة منذ أيام اندلعت في غابات الحظيرة الوطنية لبلزمة والحزام الغابي ببني ملول بمنطقة كيمل بولاية باتنة دون أن تتمكن المصالح المتدخلة لمحافظة الغابات والحماية المدنية من إخماد النيران بسبب ضعف الإمكانيات والوسائل المسخرة مقارنة مع حجم الحرائق التي امتدت على كيلومترات. وأصبح خطر زحف التصحر يهدد بشكل أكبر من وقت سابق منطقة الهضاب والتل بسبب الحرائق التي اندلعت في الشريط الغابي للسد الأخضر بمنطقة بني ملول والذي تمت غراسته بعد الاستقلال كحاجز لوقف زحف التصحر من الجنوب نحو الشمال ،غير أن الحرائق التي نشبت أتت على مساحات شاسعة من الغطاء الغابي منه والثروة الغابية التي باتت عدة أنواع منها مهددة بالزوال كما هو الحال بالنسبة للأرز الأطلسي الموجود بغابة الشلعلع بالحظيرة الوطنية لبلزمة والمصنفة كمحمية لما تحتويه من ثروة نادرة. وتصنف أشجار الأرز الأطلسي الموجودة بإقليم الحظيرة ضمن الأنواع المهددة بالزوال بسبب ظاهرة التماوت التي تعرفها في السنوات الأخيرة والتي أرجعها خبراء أمريكيون زاروا المنطقة مؤخرا إلى التغيرات المناخية، وفضلا عن خطر التماوت فقد التهمت الحرائق المشتعلة في هذه الأيام مساحات شاسعة منه وهو ما تحسر له السكان المقيمين بالبلديات المجاورة والذين أبدوا استياءهم لعدم التحكم في الحرائق وإخماد النيران، واستاء المواطنون من عدم تدخل مصالح البلديات المعنية التي مستها الحرائق بتسخير عتادها ووسائلها. وهوما أكده مسؤول مصلحة المحافظة على الثروة الغابية بمحافظة الغابات ل"النصر" الذي أشار إلى أن مصالح الغابات تدخلت إلى جانب مصالح الحماية المدنية دون أن تقدم البلديات يد العون، وأقر ذات المسؤول بصعوبة المأمورية لإخماد النيران المشتعلة بعد أن امتدت على مسافات تزيد عن 20 كيلومترا. وأوضح المتحدث بأن الحرائق لا تزال مشتعلة في غابة بني ملول على امتداد مناطق جنين، رأس أغسديس، إلى غاية مزبال في الحدود مع ولاية بسكرة في الجهة الجنوبية إضافة للحريق المشتعل بالجهة الغربية بغابة الشلعلع على مستوى غابة دولة بلزمة، وناهيك عن التهام النيران لأشجار الأطلسي فقد أتت على أنواع أخرى كالصنوبر الحلبي، والبلوط الأخضر. رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات أكد بأن التحكم في الحريق أمر صعب موعزا ذلك لعدم التوازن بين حجم الحريق والوسائل المتوفرة، مشيرا إلى ضرورة الاعتماد في مثل هذه الكوارث على الرش الجوي باستخدام المروحيات لإخماد النيران المشتعلة في تضاريس صعبة يصعب على رجال الغابات الوصول إليها. وأرجع ذات المسؤول اندلاع الحرائق إلى موجة الحر الشديدة التي ساهمت في جفاف بعض أنواع الغطاء النباتي ومن ثم سهولة نشوب الحريق فيه، وقال محدثنا بأن محافظة الغابات سجلت هذه السنة 56 حريقا أتلفت أكثر من 500 هكتار من المساحات الغابية ،وهذا دون احتساب المساحات التي لا تزال الحرائق مشتعلة بها حاليا في كل من غابة بني ملول والحظيرة الوطنية لبلزمة والتي تعد بمئات الهكتارات.