وجدت فرق الحماية المدنية ومحافظة الغابات بولاية باتنة صعوبة كبيرة في إطفاء الحرائق التي أتت على مساحات شاسعة من غابة بني ملول وغابة بلزمة التي تعتبر منطقة محمية لوجود أشجار الأرز الأطلسي النادرة عالميا، وقد امتدت ألسنة النيران إلى مسافات طويلة وصلت إلى حوالي 30 كلم على مستوى المنطقة الجنوبية الشرقية المطلة على ولاية بسكرة ومنطقة الشمال الغربي المؤدية إلى ولاية سطيف. وقد أكد هذه الصعوبة ل''الخبر'' أمس رئيس مصلحة حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات على مستوى الولاية، بريكي عثمان، الذي تحدث عن قلة الإمكانيات ومحدوديتها على اعتبار أنها تقتصر على شاحنات إطفاء، وهي الشاحنات التي لم تعد برأيه مجدية أمام تصاعد ألسنة إلى ارتفاعات تصل إلى 15 مترا، منددا في نفس الوقت بالغياب التام لوسائل البلديات ورؤسائها الذين لم يشاركوا في عمليات الإطفاء ولم يكلفوا أنفسهم عناء الحضور رغم أنهم يرأسون اللجان الميدانية البلدية لإطفاء الحرائق، كما أنهم لم يسخروا التجهيزات التي تسهل عملية التنقل وسط الجبال والمرتفعات التي أتت عليها ألسنة النيران، محذرا من تحول منطقة الشمال التي تربط ولاية باتنة بالولايات الشمالية إلى منطقة صحراوية، إذا استمرت الحرائق في غابة بني ملول، التي تفصل الشمال عن الجنوب، وهي أكبر الغابات على مستوى ولاية باتنة التي تمثل بوابة الصحراء. وأضاف ممثل الغابات بأن الحرائق المسجلة بولاية باتنة وصلت إلى 504 هكتار، عكس السنة الماضية أين تم تسجيل 30 حريقا مس 30 هكتارا، كما أرجع الأسباب إلى العنصر البشري، حيث أوضح أن عددا من المراهقين يتركون النيران مشتعلة، إضافة إلى وجود شباب يقومون بإشعال النيران في وسائل صيد العصافير أثناء تواجدهم بمثل هذه الأماكن ويتركون النيران مشتعلة،. للإشارة فإن الحرائق لا تزال مشتعلة بغابة بني ملول ببلدية كيمل، التي اندلعت بها الخميس المنصرم، حيث امتدت من مناطق جنين وراس أغسديس وصولا إلى منطقة مزبال على مسافة 20 كلم، بينما اندلعت مساء أول أمس بغابات الحظيرة الوطنية بلزمة بمناطق تيمزواغ ولمتراس وبلخد، مرورا بالسلاسل الجبلية بالشلعلع وصولا إلا غابة برجم ببلدية وادي الماء وعلى مسافة 10 كلم.