اعتصم صباح أمس 14 عاملا ممن تقرر فصلهم من مؤسسة أرسيلور ميطال عنابة أمام البوابة الرئيسية لمركب الحجار، و شلوا المداخل الرئيسية الأربعة للمركب لمدة ساعة من الزمن، تعبيرا منهم عن تذمرهم من الوضعية التي أصبحوا يعيشونها. و رفع المعتصمون شعارات تندد بقرارات المديرية العامة، و توجه أصابع الإتهام إلى الشريك الفرنسي بخصوص طريقة تسيير عملاق الحديد و الصلب تحت غطاء الإستثمار، قبل أن تتدخل وحدات الأمن الداخلي التي استعانت بالكلاب المتدربة لوقف هذه الحركة الإحتجاجية و فتح البوابات التي كانت مشلولة، خاصة المدخل الرئيسي الكائن بإقليم بلدية سيدي عمار، رغم أن المفصولين ظلوا معتصمين على مقربة من بوابة المركب. و أكد العمال المعنيون بأن بقاء الإدارة متمسكة بموقفها القاضي بالفصل إلى إشعار آخر معناه حسبهم تهميش كلي لهذه المجموعة من العمال من طرف المديرية العامة، سيما و أن الجهات القضائية كانت قد رمت بالكرة في معسكر مديرية المركب للنظر في هذا الملف، و ذلك بعد إصدار أمر يقضي بإلزام المفصولين ال 14 و المحسوبين على جناح منادي بتطبيق تعليمات و قرارات الإدارة المتمثلة في منعهم من الدخول إلى المؤسسة. و طالب العمال المفصولون بضرورة التدخل الفوري للسلطات المحلية لولاية عنابة من أجل البحث عن حل وسط مع المديرية العامة لمؤسسة أرسيلور ميطال للحسم نهائيا في هذه الإشكالية، و بالتالي إعادة إدماجهم في الكتلة العمالية لمركب الحجار، حيث أن المعنيين أكدوا بأن أوضاعهم الإجتماعية تأزمت، كون المديرية جمدت مرتباتهم، و علقت نشاطهم، مع حرمانهم من المرتبات للأشهر الأربعة المنصرمة، مما جعلهم يستغيثون، لأن قرارات فصلهم تزامنت مع شهر رمضان و عيد الفطر المبارك، و عشية الدخول المدرسي. و أكد المحتجون بأنهم طرقوا أبواب مفتشية العمل لولاية عنابة على أمل التدخل لدى مديرية أرسيلور ميطال، لكن الهيئة الوصية لم تبادر على حد تصريحاتهم إلى التفاوض مع الشريك الفرنسي، و اكتفت بالتأكيد على أن الملف أخذ أبعادا مغايرة بعد إحالته على الجهات القضائية، بتواجد هذه المجموعة تحت طائلة المتابعة القضائية، الأمر الذي جعل المفصولين ال 14 يستعينون بالمركزية النقابية، حيث وضعوا تقريرا مفصلا على طاولة عبد المجيد سيدي السعيد يتضمن تطورات الصراع النقابي في مركب الحجار، و إقدام المديرية العامة للمؤسسة على التدخل كطرف مباشر، مع الفصل الفوري لمجموعة من النقابيين على خلفية مطالبتها بالتغيير. و استغرب المحتجون موقف الفرع النقابي الذي لم يحرك حسبهم ساكنا إزاء الإنشغالات اليومية التي ما فتئت تطرحها مجموعة المفصولين، لأن قرارات فصلهم كانت قد إتخذت منذ نحو 4 أشهر لكن النقابة لم تبادر إلى طرح القضية على طاولة مديرية المؤسسة ، و هو ما جعل المعنيين يوجهون أصابع الإتهام لبعض أعضاء الفرع النقابي الحالي بالتواطؤ مع إدارة المركب ، تمهيدا لتنفيذ مخطط تقليص عدد العمال، رغم أن المديرية كانت قد فندت وجود أي برنامج يرمي إلى تسريح العمال، و أكدت بأن مشروع “ أوميغا “ الذي سيدخل حيز التنفيذ مطلع السنة القادمة يعد من بين خطوات تجسدي البرنامج الإستثماري، و يهدف بالدرجة الأولى إلى عصرنة وسائل الإنتاج، و إعادة تموقع مركب الحجار بفعالية في السوق العالمية. و أوضح المعتصمون بأنهم لن يوقفوا إحتجاجهم أمام بوابة المركب إلى حين الحسم نهائيا في الإشكال القائم، و بالتالي إتخاذ قرار يقضي بإعادة إدماجهم .