الرئيس التونسي يتهم "النهضة" بمحاولة السيطرة على مفاصل الدولة اتهم الرئيس التونسي منصف المرزوقي حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم أول أمس، بالسعي إلى السيطرة على مفاصل الدولة منتقدا إصرارها على اعتماد نظام سياسي برلماني في تونس . وقال المرزوقي في خطاب ألقاه نيابة عنه أحد مستشاريه في افتتاح المؤتمر العام الثاني لحزب "المؤتمر" وهو شريك حركة النهضة في الائتلاف الثلاثي الحاكم، أن ممارسات النهضة "تذكر بالعهد البائد" في إشارة إلى فترة حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وانتقد المرزوقي الذي أسس حزب المؤتمر سنة 2001، اصرار النهضة على النظام البرلماني وقال أن التونسيين عانوا نصف قرن من تبعات جمع حزب واحد للسلطتين التنفيذية والتشريعية، ورفض حزبا "التكتل" و"المؤتمر"، شريكا حركة النهضة في الائتلاف الثلاثي الحاكم وأحزاب معارضة مطلب النهضة اعتماد نظام برلماني صرف ودعوا إلى نظام رئاسي معدّل تتوزع فيه السلطات بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وفي سياق آخر اتهم منصف المرزوقي الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة بالتأخر في بعث مشاريع التنمية في الجهات المحرومة، والتردد في إطلاق العدالة الانتقالية ومحاسبة الفاسدين وتسوية ملفات الجرحى وعائلات القتلى الذين سقطوا خلال الثورة التي أطاحت بنظام بن علي. وقال أن الحكومة لا ترى جدوى من الدخول في معارك بخصوص استقلالية الإعلام والقضاء والهيئة الوطنية لتنظيم الانتخابات، كما انتقد خيارات حركة النهضة التي بيدها جل الوزارات وأهمها، عازيا أسباب انشقاق عدد من قياديي حزب "المؤتمر" ونوابه بالمجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر 2011 إلى رفضهم لخيارات النهضة، كما انتقد دعوة حركة النهضة الى استصدار قانون "تجريم الاعتداء على المقدسات" الذي يعاقب بالحبس على جرائم "الاعتداء على المقدسات"، وتساءل عن عدم تجريم (ظاهرة التكفير) التي قال أنها منتشرة في صفوف جماعات دينية تونسية متشددة. وقال أن أعمال العنف التي اندلعت مؤخرا بولاية سيدي بوزيد هي جرس انذار يجب أخذه بجدية كما قال "بدل الاكتفاء بطمأنة النفس والقول انها حركة شباب طائش ووراؤها فلول حزب التجمع الحاكم في عهد بن علي"، مضيفا أنه لو لم يكن هناك احتقان حقيقي ومطالب شرعية لم تلب "لما أعطيت الفرصة للمصطادين في الماء العكر"، وحمّل بشكل غير مباشر الحكومة مسؤولية تواصل عنف بعض (السلفيين) معتبرا أنه من حق ومن واجب الدولة كف أذاهم والتصدي بالقانون "لمن يدمر صورة تونس ويشوه ثورتها"، كما دعا نواب حزب المؤتمر بالمجلس التأسيسي إلى التمسك بحقوق الإنسان وحقوق المرأة وتضمينها في الدستور. وقد أثارت تصريحات المرزوقي استياء حركة النهضة التي حضر قياديوها افتتاح المؤتمر، وخطب راشد الغنوشي رئيس الحركة في الحاضرين قائلا أنه يخالف (المنصف المرزوقي) في كثير من الآراء ويعتبر أنها لا تعبر عن رأي حزب المؤتمر، وغادر قياديون بارزون في النهضة قاعة المؤتمر احتجاجا على خطاب المرزوقي ومن هؤلاء علي العريض وزير الداخلية وسمير ديلو الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية وعبد الفتاح مورو عضو مجلس الشورى في حركة النهضة. من جهة أخرى، هددت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالإضراب العام في كافة المؤسسات الإعلامية إذا لم تمتثل الحكومة إلى مطالبهم، وقالت نقيبة الصحفيين التونسيين نجيبة الحمروني، في تصريحات لوكالة الأنباء التركية أنه تم اقرار يوم 15 سبتمبر المقبل موعدا للإضراب، في حالة ما لم تمتثل الحكومة إلى مطالب النقابة وحاولت "المناورة لربح أكثر وقت ممكن''. وتطالب نقابة الصحفيين الحكومة التونسية بعدم "الهيمنة على الإعلام" من خلال تفرّد الحكومة بالتعيينات على رأس المؤسسات معتبرة أن ذلك يخرق استقلالية القطاع بوصفه السلطة الرابعة في البلاد، وتشدد على التمسك باستقلالية الخط التحريري في جميع المؤسسات ورفض التعيينات الحكومية والمطالبة بالتراجع عنها والفصل بين الإدارة والتحرير.