بن باديس كان ينوي إعلان الثورة على فرنسا شهدت دار الثقافة مبارك الميلي بميلة العرض الثالث من نوعه للفيلم الوثاقي حول حياة رائد حركة الاصلاح بالجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس لمخرجه عبد الباقي صلاي الذي دامت فترة تصويره أكثر من ستة أشهر واستغرق عرضه الذي يأتي بعد العرضين الأولين في قسنطينة والجزائر العاصمة 53 دقيقة كانت غنية بالعبر والمعلومات والمعطيات التي ميزت رائد النهضة الجزائرية الذي كشف المخرج بأن أحد مصادره أفاده بان ابن باديس قال في إحدى لقاءاته بأوفيائه بمدينة ميلة لو كانت عندي ثلة من الرجال اعتمد عليهم لأعلنت الثورة على فرنسا. المخرج أوضح للنصر عقب عرض الفيلم بأنه يأمل بأن تشهد كل ولايات الوطن عرض هذا العمل الذي قام بشراء عدة مقاطع من الارشيف الموجود حاليا بفرنسا لإنجازه ، مثلما يفكر في دبلجته وجعله ناطقا بعدة لغات بغية تمكينه من الوصول إلى شعوب العالم ، وتعريفها بهذا الرجل الذي كان يعمل 16 ساعة في اليوم ، استطاع خلالها دفع همة أمة للنهوض كانت تعيش في ظروف صعبة أقل ما يقال عنها أنها تحت سطوة المستعمر. وحتى يجعل مجريات الفيلم وأحداثه قريبة أكثر من الفترة التي عاش فيها ابن باديس قال المخرج أنه فضل عرض الفيلم بالأسود والأبيض بالرغم من تصويره بالألوان ، مثلما فضل تحاشي الإشارة إلى الصراعات السياسية حتى لا يتم تصنيفه في خانة معينة مكتفيا بسرد سيرة رجل تعجب الشيخ الغزالي رحمه الله كيف تكتب مئات الكتب عن نابليون ولا تكتب عن شخصية هي ملك كل الجزائريين جهر صراحة في حياته « أنا أعيش للجزائر». و أشار في الأخير أن هذا الفيلم وفكرته يعتبران فاتحة لسلسلة حلقات كان ينوي تقديمها عندما كان يعمل بقناة الجزيرة الوثائقية تحت عنوان « رجال في البال « التي نفذتها القناة فيما بعد وأنجزت حلقة منها حول الشيخ الغزالي ، وكذلك سلسلة أخرى بعنوان « الذهب العربي» تناولت حياة الأسطورة الجزائري رابح ماجر . وعن الفيلم الذي يتناول حياة ابو المخابرات الجزائرية عبد الحفيظ بوالصوف الممول الذي ساهمت ولاية ميلة بتمويله ، و يعكف المخرج على انجازه حاليا فقد كشف أنه ينوي عرضه نهاية شهر ديسمبر القادم المتزامن مع ذكرى رحيله ، و أنه يفكر في انجاز فيلم آخر درامي حوله مدته ساعتين ، لأن الفيلم الوثائقي الجاري إنجازه حاليا و مدته 52 دقيقة لا يفي الرجل حقه. إبراهيم شليغم