قتلى وجرحى في احتجاجات على الفيلم المسيء للرسول وسفارات أمريكا وفرنسا تحت الحراسة المشددة تحولت أمس مظاهرات في باكستان احتجاجاً على الفيلم المسيء للنبي محمد (ص) والتي أطلق عليها (عشاق الرسول)، إلى مواجهات مع الشرطة، قتل فيها عشرة أشخاص بينهم عناصر من الشرطة، كما جرح العشرات ولحقت أضرارا واسعة بالممتلكات العامة والخاصة. وقالت مصادر إعلامية باكستانية، أن ستة أشخاص قتلوا في مدينة كراتشي وحدها بينهم عنصران في الشرطة، وجرح ثلاثون شخصاً آخر في احتجاجات بدأت بعد صلاة الجمعة حرق خلالها المحتجون ثلاث صالات سينما ومصرفين وأربعة آليات للشرطة ومطعم وجبات سريعة، واستمرت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين سيما مع مجموعات تحاول دخول الحي الذي يضم القنصلية الأميركية ومراكز حكومية، وقتل أربعة أشخاص في بيشاور، بينهم رجل يعمل سائقاً مع قناة تلفزيونية خاصة وجرح 60 آخرون في حوادث إطلاق نار في المدينة، وأحرق المحتجون الغاضبون صالتي سينما، فيما أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لمنع متظاهرين من دخول المنطقة الدبلوماسية التي تضم السفارة الأميركية كما حلقت مروحيتان فوق المكان. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني رجا برويز أشرف في خطاب أمام الحكومة لمناسبة إحياء هذا اليوم “عشاق الرسول"، دول العالم إلى اعتبار تدنيس المقدسات جريمة يحاسب عليها القانون، مؤكداً أن الفيلم آذى مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم وأنه لا يمت إلى حرية التعبير بصلة، مستغربا كيف يعاقب من يقول أي شيء ضد الهولوكوست بينما يتم تجاهل مشاعر المسلمين بالكامل. كما تظاهر نحو مائة فلسطيني في ساحات الاقصى أمس ورددوا هتافات معادية للولايات المتحدة والرئيس باراك أوباما وإسرائيل، وسار المتظاهرون مع المصلين إلى خارج المسجد الأقصى حتى وصلوا إلى البوابة الرئيسية للقدس القديمة، دون حدوث أي احتكاك مع الشرطة الإسرائيلية التي تواجدت في المكان، ومن جهته دعا خطيب صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الدول العربية إلى عقد اجتماع عاجل لوزراء خارجيتها، لمطالبة دول العالم بتقديم كل من يسيء إلى الإسلام إلى المحاكمة، كما شددت الحكومة المصرية على تطبيق القانون بحزم ضد من يتعرّض للسفارات والبعثات الدبلوماسية والممتلكات الأجنبية في مصر، ردا على دعوات عدة حركات سلفية للتظاهر أمس أمام محيط السفارة الفرنسية، فيما اتخذ الجيش اللبناني منذ صباح أمس إجراءات أمنية مشددة أمام المؤسسات الفرنسية في طرابلس شمال البلاد لحماية تلك المؤسسات خشية تكرار الأحداث التي وقعت الجمعة الماضية بالمدينة، وأغلقت السفارة الأمريكية بنيودلهي أمس أبوابها وطلب من الموظفين البقاء في المجمع بسبب مخاطر المظاهرات حول الفيلم المسيء، حيث يخضع الحي الدبلوماسي لحراسة مشددة، كما تم إغلاق المدرسة الأمريكية. كما أقدمت سفارة بريطانيا في تونس أمس عل إغلاق أبوابها، خشية تعرضها لأعمال عنف لتلتحق بسفارتي فرنساوألمانيا اللتين أعلنتا في وقت سابق عن إغلاق أبوابهما على ضوء تزايد الدعوات للتظاهر احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، ووصفت السفارة البريطانية في بيان لها قرار الإغلاق بأنه “إجراء إحترازي" اتخذ على ضوء التطورات الأمنية التي تشهدها البلاد، وبذلك يرتفع عدد السفارات الغربية في تونس التي تُعلن إغلاق أبوابها أمس إلى 3 سفارات، باعتبار أن سفارتي فرنساوألمانيا سبق لهما أن اتخذتا قرارا مماثلا في وقت سابق، فيما لا زالت سفارة أمريكا مغلقة بعد أن تعرضت لهجوم يوم الجمعة الماضي أسفر عن سقوط 4 قتلى من المحتجين إضافة إلى عشرات الجرحى وخسائر مادية. وكانت الداخلية التونسية التي عززت إجراءاتها الأمنية في محيط عدد من السفارات الغربية، أعلنت عن منعها التظاهر أمس في أنحاء البلاد عملا بقانون الطوارئ في خطوة استباقية لتفادي حدوث أعمال شغب على خلفية الرسوم المسيئة التي نشرتها المجلة الفرنسية “تشارلي إيبدو" . وفي سياق متصل، قام رجل في ألمانيا بتلطيخ جدران مسجدين ومنظمة إسلامية في مدينة جوتينجن وسط البلاد برسوم مسيئة واعتقلت الشرطة الرجل البالغ 26 عاما من العمر والذي اعترف بعد ذلك بارتكاب الجريمة، وأشار المتحدث باسم الشرطة أنه لم يتضح بعد ما إذا كان دافع المتهم وراء هذا الفعل له علاقة بالفيلم المسيء، وقامت وحدات متخصصة في إدارة المطافئ بإزالة الرسوم من على جدران المسجدين والمنظمة الإسلامية.