الأمم المتحدة تدين الرسوم المسيئة للإسلام وايطاليا تعتبر وقف المواقع التي تنشرها أمرا شرعيا أدانت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الانسان بالأممالمتحدة بشدة الرسوم التي قامت مجلة (شارلي ابدو) الفرنسية بنشرها معتبرة ما قامت به المجلة الفرنسية “استفزازيا ومثيرا للاشمئزاز". وقال المتحدث باسم المفوضة السامية روبرت كولفيل أول أمس، أن ذلك العمل من قبل المجلة الفرنسية هو “عمل غبي وغير مسؤول و تتحمل المجلة الفرنسية مسؤولية مضاعفة" خاصة وأنها تعلم جيدا أنه ستكون هناك ردود فعل من قبل المسلمين حول العالم، وأضاف أن المفوضة السامية نافي بيلاي تتفهم جيدا إلى أي مدى تمثل تلك الأعمال سواء كان الفيلم أو الرسوم المسيئة “أمرا استفزازيا" لمشاعر المسلمين حول العالم لافتا الانتباه إلى دعوتها بأن يكون أي رد فعل على ماقامت به المجلة الفرنسية سلميا. مع الإشارة إلى أن الخارجية الفرنسية التي أغلقت سفاراتها في 20 دولة يوم الجمعة قد دعت رعاياها والسائحين الفرنسيين بالدول الإسلامية إلى تفادي التجمعات في هذه الدول وذلك تحسبا لأي رد فعل بسبب الرسوم المسيئة للرسول (ص) التي نشرتها مجلة (شارلي إبدو) الأسبوعية في عددها الصادر ليوم الأربعاء الماضي . من جهتها دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) الفيدرالية الدولية للصحافة إلى التدخل لمطالبة مسؤولي الصحف وناشريها في الدول الغربية باحترام الرموز الدينية الإسلامية والتوقف عن الإساءة لها، وأكدت المنظمة في بيان لها أول أمس أن هذا العمل يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا صارخا للقانون الدولي للإعلام ولأخلاقيات المهنة المتعارف عليها دوليا، وخرقا للقانون الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يجرّم تشويه صور الأديان، كما قالت انه تجاهل متعمدا للإعلانات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان واحترام الحريات الفردية والجماعية وكرامة الإنسان والتعايش بين أتباع الأديان. ودعت الايسيسكو الاتحادات المهنية للصحافيين في العالم الإسلامي إلى “التحرك الفوري" من أجل تأسيس اتحاد الصحفيين المسلمين الذي أقره المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الإعلام المنعقد في ليبروفيل شهر أفريل الماضي، وناشدت الصحفيين في الدول الأعضاء بتكثيف التنسيق مع الفيدرالية الدولية للصحافةو منظمة"هيومن رايتس" ومنظمة “صحافيون بلا حدود" من أجل إصدار ميثاق شرف أو اتفاقية دولية تلزم مختلف الأطراف الفاعلة في قطاع الصحافة المكتوبة ووسائل الاتصال الجديدة باحترام البنود والمقتضيات المنصوص عليها في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما شددت على ضرورة ربط حرية التعبير بالمسؤولية داعية إلى تعزيز التواصل بين المؤسسات والمنظمات الإعلامية في الدول الأعضاء مع نظرائها في الدول الغربية بهدف التقريب بين وجهات النظر بخصوص احترام التنوع الثقافي ومجابهة كل أنواع التمييز العرقي والإساءة إلى المعتقدات والرموز الدينية والقيم الأخلاقية للشعوب. و كان الخبراء المشاركون في الندوة الدولية “الإيسيسكو والمسلمون في الغرب" التي احتضنتها مدينة شفشاون شمال المغرب يومي الإثنين و الثلاثاء، حول الإساءة للرسول (ص)، قد دعو إلى متابعة أمام المحاكم للأشخاص والهيئات المسؤولة عن الدعوة إلى التحريض على العنف والكراهية والعنصرية ضد الإسلام والمسلمين والإساءة لرموزه المقدسة. من جهتها أكدت ايطاليا على لسان وزير خارجيتها الإيطالي جيليو تيرزي أنه “من المشروع" أن تقوم الحكومات بوقف بث المواقع الالكترونية التي تحرض على الكراهية في إشارة إلى الفيلم والرسوم المسيئة للإسلام التي تم انتاجها بالولايات المتحدة وفرنسا، وأكد الوزير الايطالي في هذا الشأن أن الخط الفاصل بين حرية الاعتقاد وحرية التعبير واضح، مضيفا أن التشريع في إيطاليا يحترم هذا الخط ولمدة سنوات قبل أن يذكر بالقانون الجنائي الايطالي الذي يعاقب جنحة قذف الأديان، وأشار رئيس الدبلوماسية الايطالية إلى أن موقف ايطاليا واضح فيما يتعلق باحترام الأديان وهو موقف يتعلق بثقافة وتقاليد تشريعية موجهة نحو قيم حرية الرأي وواجب احترام حرية الاعتقاد والديانة.