قوات الأمن تمنع معارضي بلخادم من اقتحام مقر الأفلان حشد أمس أنصار الأمين العام لجبهة التحرير الوطني ومعارضوه في اللجنة المركزية ، أنصارهم في العاصمة، في فصل جديد من النزاع الذي يمزق الحزب منذ أشهر. و حاول أعضاء في اللجنة المركزية ، معززين بشبان استقدموا من ولايات ،اقتحام المقر، للضغط على الأمين العام للتنحي من منصبه، لكن الأخير فاجأهم بجمع مئات من أنصاره قدموا من أحياء العاصمة و المناطق المجاورة ، لحماية المقر. و شددت الحراسة في مقر ومحيط الحزب فيما وضعت قوات الأمن في حالة الطوارئ،وسدت كل المنافذ المؤدية إلى مقر الحزب، لمنع اشتباكات، وخصوصا في ظل وصول العلاقة بين الجناحين إلى القطيعة. و اضطر المعارضون بعد فشل محاولتهم ووقوف قوات الأمن بينهم وبين المقر إلى الانزواء في حديقة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مقر الحزب بعدما أبلغوا من قوات الأمن بأنهم ممنوعون من التحرك ، لكنها تسامحت معهم إلى غاية رفع التجمع رغم عدم حصولهم على رخصة. و تنقل إلى التجمع رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق عمار سعداني ، لكنه امتنع عن الإدلاء بأي تصريحات، بينما جلب وزير التكوين المهني السابق الهادي خالدي الأضواء إليه، من خلال تصريحات هاجم فيها بلخادم، و سياسته في إدارة شؤون الحزب. ورأى خالدي أن بلخادم يفتقد للثقة في نفسه وفي محيط ،لأنه لو كان فعلا يملك الأغلبية لقبل مبدأ التصويت السري على تجديد أو سحب الثقة من في الدورة الأخيرة للجنة المركزية في جوان الماضي. وبدوره اتهم عبد الكريم عبادة بلخادم بالتمسك بمنصبه ولو على مصلحة الحزب، و أضاف “أنه يريد أن يبقى في منصبه ولو على أشلاء المناضلين".وقدر عدد المشاركين في التجمع ب1200 ، مشيرا إلى منع آخرين من دخول العاصمة .وأبلغ المتحدث باسم الحركة التقويمية محمد الصغير قارة الصحفيين أن أعضاء الحركة “قد قرروا رفع دعوى قضائية ضد الأمين العام لمنعهم من الدخول إلى مقر الحزب وإحضار أشخاص ليست لهم علاقة بالحزب لإبطال هذا الاجتماع". و اختتم التجمع بعد قراءة بيان تلاه جمال بن حمودة نائب الأفالان الأسبق عن ولاية برج بوعريريج ، أعلن فيه “حجب الثقة من الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم والمطالبة برحيله، بسبب الأزمة الخطيرة والمتعددة سير بها الحزب دون الرجوع إلى هيأته ،وكرر البيان التهم الموجهة لأمين عام الحزب بالانحراف العقائدي والسياسي والنظامي والأخلاقي والمالي والانحراف عن الخط الوطني الأصيل" ،ودعا البيان إلى عقد دورة طارئة للجنة لانتخاب قيادة جديدة للقضاء على مسببات الأزمة وإعادة الهيكلة طبقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي وصولا إلى تنظيم ندوة وطنية تضع خارطة طريق للمراحل القادمة التي تمكن الحزب من مواجهة التحديات والرهانات المستقبلية. و قال أعضاء في اللجنة المركزية أنه رغم عدم دخول المقر فإن الهدف هو الإبقاء على تجند المناضلين و الضغط على القيادة، و لفت أنظار السلطات العمومية إلى التدخل لإنهاء الأزمة النظامية والهيكلية التي يعانيها الحزب. و بمقر الحزب جند أعضاء في اللجنة المركزية و البرلمان ومحافظون مئات من الشبان مفتولي العضلات، بعضهم زينت الأوشام سواعدهم لحماية المبنى ، لكن التوتر خف مع مرور الوقت ومكن الصحفيين والزوار من التجول بحرية ، قبل أن تعلن الطوارئ في حدود منتصف النهار ، بعد ورود خبر استعداد معارضين لاقتحام المقر، و قام الحرس بتجهيز أنفسهم للمواجهة، لكن رفع حالة الطوارئ بعد لحظات وبدأ الجميع أيضا في إخلاء المكان بطلب من الشرطة التي أعادت فتح الطريق أمام السيارات. و اعتبر المكلف بالإعلام لحزب جبهة التحرير الوطني عيسى قاسة في تصريح بالهاتف(لم يحضر إلى مقر الحزب) أن هذه الوقفة هي عبارة عن “سيناريو قديم لأوجه فشلت في عقد اجتماعات داخل القاعات لتحاول الآن عقده في أماكن عمومية" مؤكدا بأن مشاكل الحزب لابد وأن تناقش في أطر وهياكل الحزب وبالتحديد في دورات اللجنة المركزية. وأضاف هذه الوقفة التي “لا يتعدى عدد الأشخاص الذين حضروها 130 شخصا من أعضاء اللجنة ومتعاطفين وفضوليين تبرهن على مدى فشل استراتيجة هذا التنظيم" . وبالنسبة لأعضاء في اللجنة المركزية فإن الخيار الوحيد للأمين العام للحزب هو الذهاب إلى مؤتمر استثنائي لإنهاء المشاكل النظامية للحزب، بينما يؤمن خصومه أنه لن يحتمل الضغط أكثر وسيرمي المنشفة قريبا ، وأن بديله جاهز. ج ع ع