خيبة «الطيور المهاجرة» إلى تاج والسباق إلى السينا بدأ مبكرا تشهد عديد الأحزاب بولاية برج بوعريريج خلال الفترة الأخيرة حراكا كبيرا قبل أسابيع من موعد إجراء الإنتخابات المحلية، حيث ظهرت إلى السطح صراعات خفية وظاهرة داخل الأحزاب والتشكيلات السياسية، وتفيد مصادر مطلعة ببداية اللعب والمراهنة على ورقة الظفر بمقعد «السينا» من الآن في شكل الصراع الدائر على مستوى الأحزاب التي توصف بالكبرى على غرار حزبي الآفالان والأرندي. وفي كل هذا أكدت مصادر من مديرية التنظيم والشؤون العامة على دخول القوائم الحرة هي الأخرى دائرة الصراع، حيث استقبلت مصالح المديرية 09 قوائم حرة في المجلس الشعبي الولائي شرعت في سحب استمارات الترشح، فيما بلغ عدد القوائم التي سحبت استمارات الترشح 29 قائمة من بينها 20 قائمة لتشكيلات وأحزاب سياسية مختلفة، أما عن المجالس البلدية فقد بلغ عدد القوائم حوالي 21 قائمة من بينها قائمة حرة، والشيء المميز حسب ذات المصادر هو تمسك الكثير من رؤساء البلديات الحاليين بالترشح على رأس قوائم الأحزاب التي ينتمون إليها بنية تجديد العهدة. وقد أسالت الإنتخابات المحلية القادمة لعاب الكثيرين من نواب المجلس الشعبي الوطني المنتهية عهدتهم وكذا رؤساء المجالس المحلية، أملا في حجز مقعد في التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، انطلاقا من حجز مقاعد لهم في المجلس الشعبي الولائي القادم، ودخول غمار المنافسة على مقعد «السينا» الوحيد، أين يتم اختيار ممثل عن الولاية في مجلس الأمة عن طريق انتخاب أعضاء المجالس المنتخبة على المترشحين. وفي وقت بقيت الأحزاب المنتمية للتيار الإسلامي تشهد بعض الغموض والضبابية، خابت أمال «الطيور المهاجرة» والباحثين عن المناصب بعد إعلان حزب تجمع أمل الجزائر «تاج» عدم دخوله في الإستحقاق الإنتخابي المقبل، حيث عرفت الجمعية التأسيسية لهذا الحزب فوضى عارمة أدت إلى تأجل أشغالها، بسبب توافد عشرات الطامحين والباحثين عن الأضواء ومحاولة مزاحمتهم للمتعاطفين الحقيقيين لهذا الحزب الفتي، من منطلق الأطماع التي تتحكم فيها عديد القناعات منها ارتسام قناعات لديهم تعود إلى «القوة التي يستمدها الحزب من جهات نافذة في السلطة» وكذا تكرار سيناريو نجاحات حزب الأرندي في السنوات الأولى لتأسيسه، حيث توافد على الحزب عشرات الأشخاص المناضلين في أحزاب إسلامية وحزب الجبهة الوطنية الجزائرية وكذا مجموعة من الأشخاص المدفوعين ممن دعموا مترشح القائمة الحرة «الوحدة» في الإنتخابات التشريعية الفارطة، وفيما خابت آمالهم فيما كانوا يعتقدونه بالقوة الضاربة لحزب عمار غول الجديد بعد خروجه من سباق المحليات، هرول العديد منهم لتشكيل قوائم حرة وكذا للإلتحاق بأحزاب سياسية جديدة في تجوال سياسي تعودوا عليه. ويشهد حزب الآفالان الذي فاز في الإنتخابات التشريعية الفارطة بأغلب المقاعد، حراكا كبيرا ومناوشات يومية مردها محاولة كل طرف الظفر برأس القائمة على مستوى المجالس الشعبية البلدية، كما ظهر صراع على ترؤس قائمة المجلس الشعبي الولائي، وتفيد مصادرنا أن الصراع ينحصر في الوقت الحالي بين محافظ الآفالان الحالي بالبرج ورئيس المجلس الشعبي الولائي السابق وكذا منتخبين حاليين في المجلس الشعبي الولائي والمجالس البلدية. أما حزب الأرندي الذي عرف تغييرا بعد نكسة الإنتخابات التشريعية الفارطة، واستقالة الأمين الولائي بعدها، يشهد هو الآخر صراعات خفية تطبعها الجهوية، فضلا عن تخوفات من تراجع مكانة الحزب في المجالس المنتخبة خلال المحليات المقبلة في وقت ينحصر تركيز واهتمام أعضاء المكتب الولائي على استرجاع مكانة الحزب المهزوزة بالولاية، ونفس الأمر ينطبق على حزب الأفافاس بعد استهجان الطريقة التي تحصل فيها على مقعدين في البرلمان خلال التشريعيات الفارطة وقبوله لها وهو الإستهجان الذي صدر من المواطنين وحتى من بعض المناضلين داخل الحزب. ع/بوعبد الله