ثلثا المواشي الموجهة لأضحية العيد تفلت من الرقابة البيطرية قالت مسؤولة عن مراقبة الأمراض الوبائية بمديرية الفلاحة لولاية قسنطينة بأن حوالى ثلث رؤوس الأغنام التي توجد ببلادنا تخضع للرقابة و المتابعة البيطرية و البقية تفلت من كل الفحوص و الإجراءات الوقائية لتعرض للبيع في أماكن غير مرخصة و أسواق فوضوية و نسبة معتبرة منها تعاني من أمراض و أوبئة في مقدمتها الكيس المائي. فقد بينت الاحصائيات التي أجريت على مستوى ولاية قسنطينة فقط تضاعف عدد ضحايا هذا الداء الأخير من الأبقار و الأغنام خمس مرات من سنة 2004 إلى 2006، مما جعل المختصون يكثفون حملاتهم التحسيسية لكن النتائج تبقى غير كافية حيث تم حجز في السنة الفارطة بالمذابح العمومية فقط 576 كبدا و 899 رئة بقر و 98 كبدا و 270 رئة غنم مصابة .و في شهري جويلية و أوت المنصرمين المتزامنين مع موسم الأعراس و حلول شهر رمضان و عيد الفطر تم حجز بالمذابح العمومية دائما 22 كبدا و 103 رئة بقر و 94 كبدا و 75 رئة غنم مصابة و كلما زاد عدد الذبائح زادت الحجوزات كما هو الشأن في عيد الأضحى. الطبيبة البيطرية الدكتورة جنة أوضحت للنصر،بأن مصالح مديرية الفلاحة بالولاية شرعت منذ يوم 24 سبتمبر الفارط في حملة تحسيسية و توعوية واسعة للتعريف بالكيس المائي و آثاره الوخيمة على صحة الانسان و الحيوان في نفس الوقت و طرق الوقاية منه و مكافحته بشكل فعال تستمر إلى ما بعد عيد الأضحى، مشيرة إلى أن هذه الحملة شملت المؤسسات التعليمية المتواجدة بكافة بلديات قسنطينة بالتنسيق مع مديرية التربية إلى جانب تنظيم حصص و مداخلات متخصصة تبث عبر إذاعة “سيرتا أف أم “الجهوية بينما تتكفل لاحقا وزارة الفلاحة ببث ومضات إشهارية تليفزيونية للوقاية من الكيس المائي الذي يزداد الحديث عنه في فترة عيد الأضحى بينما هو مرض غير مناسباتي علاجه جد مكلف و تستمر آثاره و مخاطره لسنوات .وتمنت لو أن الحملة بدأت مبكرا و استمرت عبر التليفزيون و باقي وسائل الإعلام و مختلف المؤسسات و الهيئات المعنية بالصحة الحيوانية و البشرية و حتى النباتية .حيث شرحت محدثتنا بأن هذا المرض يرتبط بالعديد من الكائنات الحية الناقلة للعدوى.فالكلب الذي يحمل في أحشائه الدودة الشريطية هو المتسبب أو الناقل الأول للمرض.فقد يلوث الكلب جلده أو فروه بالبويضات عندما يلحسه بلعابه و عندما يلامسه انسان تتسرب العدوى إلى جسمه مباشرة إذا لم يغسل يديه جيدا بالماء و الصابون. و الاحتمال الثاني تلويث الكلب للأعشاب و النباتات بفضلاته المليئة ببويضات الدودة الشريطية و تأتي بقرة أو خروف أو ماعز إلى المرعى فتأكلها لتصبح الضيف أو الوسيط الثاني في العدوى و تتشكل الأكياس المائية لدى الحيوانات المجترة . و تبقى الدورة البيولوجية لهذه الدودة المتسببة في تشكل الأكياس المائية مستمرة .فإذا تم ذبح الماشية دون إخضاعها للرقابة البيطرية و ألقي بالأعضاء المصابة في العراء تتناولها الكلاب في الغالب فتستمر العدوى.... و إذا لم ينتبه لها الجزار أو تعمد بيعها في أماكن غير مراقبة و تناولها زبائنه دون أن يعرفوا بأنها مريضة انتقلت العدوى إليهم مباشرة . و بمناسبة عيد الأضحى تدعو المواطنين إلى المزيد من الحذر بدءا بشراء الأضاحي من نقاط البيع المراقبة التي يحددها مسؤولو كل بلدية مسبقا و التأكد من أن كبد و رئة كل أضحية سليمة و لا تحتوي على أكياس مائية وتنبه ربات البيوت إلى ضرورة الاهتمام بشم رائحة اللحوم قبل و لدى طهيها فإذا لاحظت بأنها غير طبيعية أو تشبه روائح بعض الأدوية فهذا يعني بأن الخرفان كانت مريضة و تناولت مضادات حيوية أو مضادات للطفيليات و لم يحترم مربوها فترة الشفاء التام و النقاهة و الراحة الضرورية قبل بيعها، فلم تتمكن من افراز بقايا و آثار العلاج كما يجب .مشيرة إلى أن البياطرة يحجزون عادة مثل هذه اللحوم حتى لا تتسبب في أمراض للمستهلكين أو تطور لديهم مقاومة تدريجية للمضادات الحيوية.و ينطبق الأمر على لحوم الدواجن .