طوارئ في مكاتب بريد قسنطينة بعد صب معاشات المتقاعدين عرفت أمس مكاتب البريد بقسنطينة اكتظاظا و ضغطا غير مسبوقين، بسبب شروع المتقاعدين في تقاضي معاشاتهم قبيل عيد الأضحى، حيث امتدت طوابير طويلة بالعديد من المكاتب و سُجلت أعطاب متكررة في الموزعات الآلية، فيما تم سحب قرابة 20 مليون دينار خلال الأربع ساعات الأولى فقط من نهار أمس. البريد المركزي وسط المدينة شهد أمس حركة غير عادية، باصطفاف عشرات المواطنين بداخله، أغلبهم من المتقاعدين الذين أكدوا لنا أنهم قدموا منذ التاسعة صباحا ولم يتمكنوا إلى غاية الساعة الحادية والنصف من سحب أموالهم، بسبب الضغط الذي تعرفه القباضة الرئيسية و أعطاب متكررة في شبكة التوزيع الآلي، تدوم أحيانا لأكثر من ساعة، مضيفين بأن نقص عدد الأعوان العاملين في الشبابيك زاد من تأزم الوضع و جعلهم يجدون صعوبة في الحصول على معاشاتهم التي تم صبها هذه المرة قبل أوانها تحسبا لعيد الأضحى، في وقت لاحظنا التعطل المستمر لأجهزة السحب الآلي المثبتة داخل و خارج القباضة و التي استعين برجال الأمن من أجل تنظيم العمل بها، وسط استياء شديد لمسناه من قبل مواطنين ملوا الانتظار طويلا. المشهد لم يختلف كثيرا في المراكز البريدية الواقعة في باقي الأحياء، على غرار الزيادية، جبل الوحش، الدقسي و بكيرة، أين شوهدت طوابير من المتقاعدين التي امتدت إلى خارج المكاتب، وسط استمرار مشكلة تعطل أجهزة الإعلام الآلي و شبكات السحب، ما جعل المواطنين يدخلون في رحلة بحث عن مكاتب لا تشهد اكتظاظا مماثلا، في وقت أبدى الكثيرون استياء كبيرا لقلة السيولة و اضطرارهم لسحب مبلغ لا يتعدى 20 ألف دينار في كل عملية. المدير الولائي لبريد الجزائر أكد ل "النصر" أن المبلغ الذي تم سحبه من الثامنة و حتى الحادية عشرة و النصف من صباح أمس، قارب 20 مليون دينار، مسجلا ارتفاعا بنسبة 20 بالمائة، فيما تم خلال الثماني أيام الماضية فقط، سحب 400 مليون دينار في 13 ألف و 266 عملية، مرجعا الارتفاع المسجل يوم أمس إلى توجه المتقاعدين إلى القباضات دفعة واحدة من أجل تلقي معاشاتهم، حيث أكد أن الضغط كان ليزداد حدة لولا انتهاء مصالحه من تسديد أجور عمال باقي القطاعات. و قد استدعى هذا الوضع الاستثنائي، تدعيم خزينة القباضة الرئيسية بأزيد من 700 مليون دينار و تجنيد موظفي بعض المصالح للعمل في الشبابيك، بعد تسجيل نقص كبير في هؤلاء الأعوان، نتيجة أخذ العديد من النسوة عطلا مرضية تجنبا للدخول في صدام و مناوشات كلامية مع المواطنين في هذا الظرف، حيث سجل ظهر الخميس الماضي فقط حادثة اعتداء على عون في بريد الكدية، حسب المدير الولائي، الذي أكد أن مصالحه راسلت عدة مرات الجهات الأمنية من أجل تأمين مكاتب البريد.