تعود من جديد ظاهرة اكتظاظ مكاتب البريد أيام قليلة قبل عيد الفطر المبارك، وظهور بوادر أزمة تتكرر كلما حلت هاته المناسبة الدينية. خاصة وأن ذلك تزامن مع صب رواتب المعلمين، وأعوان الشرطة وكذا معاشات المتقاعدين. هذا ما لاحظناه بمركز البريد المتواجد ببلدية مفتاح، حيث يصطف المواطنون منذ الصباح الباكر أمام مدخل المركز خاصة فئة المتقاعدين لسحب معاشاتهم وزياداتهم المقدرة ب9 بالمائة، وكذا منح المجاهدين. وفي الكثير من المرات يرجع المواطن خاوي اليدين بسبب نقص السيولة أو تعطل جهاز الإعلام الآلي أو آلة سحب النقود. وفي هذا الصدد، قال رضوان ذو ال23 سنة أن مركز البريد بمفتاح شهد يوم الخميس المنصرم اكتظاظا كبيرا للمواطنين، الذين جاؤوا لسحب مرتباتهم، لاسيما فئة المتقاعدين والمستفيدين من منح المجاهدين، فعند سماعهم صب أموالهم أصبحوا يتسابقون منذ الساعات الأولى لسحبها. أضاف محدثنا في تصريح ل''الشعب''. وفي هذا السياق دائما، أشار رضوان إلى أن عمال البريد حين يشاهدون توافد المواطنين بأعداد كبيرة يتعمدون في كثير من الأحيان قطع التيار الكهربائي ويتحججون بتوقف أو تعطل أنظمة الحاسوب، وذلك لتفريق الزبائن. مضيفا بأنه غالبا ما يقول لك موظف مكتب البريد أنه لا توجد السيولة وننتظر صب المال لندفع لكم. وبالمقابل، أبرز المتحدث أن بعض العاملات يتركن مكانهن شاغرا قصد التهرب من خدمة المواطن، وأنه عندما تدق الساعة الحادية عشرة صباحا يشرعون في العمل، ثم يتوقفون ويتحججون مرة أخرى بنقص السيولة، وفي المساء يحدث نفس الشيء. بل الأكثر من ذلك يطلبون من الحارس غلق الباب ويستقبلون عدد قليل فقط من المواطنين. وحسب الشاب رضوان، فإن كل هذه السلوكات وسوء التنظيم تؤدي الى حدوث ملاسنات كلامية. ولم يستثن في ذلك عدم احترام المواطنين للطابور فكل شخص يريد سحب راتبه والعودة للمنزل. ونشير هنا الى أن بلدية مفتاح تتوفر على مركز بريد واحد بالنظر إلى الكثافة السكانية، لاسيما بعد استقبالها للعائلات التي تم ترحيلها من العاصمة، مما أدى إلى زيادة عدد سكان البلدية. ولهذا فلابد من إنشاء مكاتب بريد أخرى لتخفيف الضغط وامتصاص العدد الكبير للمواطنين. كما أنه ينبغي على عمال البريد تنظيم أنفسهم واحترام مواقيت العمل، دون التهرب من خدمة المواطن.