الفيفا تتحدث عن الديربي بين الجزائر و تونس في مجموعة حديدية إعتبرت الإتحادية الدولية لكرة القدم قرعة النسخة ال 29 من « الكان « غير رحيمة بالمنتخبات العربية، وأبرزت وقوع المنتخبين الجزائريوالتونسي جنبا إلى جنب في مجموعة وصفتها بالحديدية، كون ممثلي الكرة العربية سيواجهان منتخب كوت ديفوار، الذي يبقى حسب الفيفا من أبرز المرشحين للتنافس على التاج الإفريقي، سيما و أنه كان وصيف بطل الدورة الماضية. و أكدت الفيفا في موضوع نشرته على موقعها على شبكة الانترنت بأن مهمة تونس و الجزائر في المرور إلى ربع نهائي « الكان « المقرر بجنوب إفريقيا لن تكون سهلة، لأن بحث كل منتخب عن تاجه الإفريقي الثاني في تاريخه سيصطدم بقوة المنتخب الإيفواري في أول الأدوار، على اعتبار أنه يبقى مدججا بترسانة من النجوم يتقدمها ديدييه دروغبا، يايا توريه، جيرفينهو، سالومون كالو، سياكا تيينيه ، جون جاك جوسو و ديدييه زوكورا، و هي القائمة التي ستكون النسخة القادمة من المنافسة القارية فرصتها الاخيرة لطرد النحس الذي لازمها في الدورات الفارطة، و بالتالي احراز اللقب الإفريقي الثاني في تاريخ الكرة الإفريقية بعد الإنجاز المحقق قبل 20 سنة بالأراضي السينغالية. و أشارت الفيفا في موضوعها التحليلي إلى أن المنتخب التونسي مجبر على مواجه منافس من منطقة شمال إفريقيا للمرة الثانية على التوالي في « الكان «، بعدما كان قد لعب في « كان 2012 « ضد المنتخب المغربي في نفس الفوج، ولو أن الإتحاد الدولي أكد بأن منتخب المغرب بإمكانه طي صفحة نكساته بتواجده في مجموعة تضم منتخب البلد المنظم جنوب إفريقيا إضافة إلى أنغولا والرأس الأخضر. نجوم كوت ديفوار تصنع الحدث في أوروبا و لم تسطع قاريا و لعل ما جعل الفيفا ترشح كوت ديفوار لكسب الرهان عبر الفوج الرابع، ثراء تعدادها بترسانة من اللاعبين الذين يصنعون الحدث في خيرة نوادي القارة الأوروبية، لأن عناصر من حجم دروغبا و جيرفينهو ما فتئت تسرق الأضواء من النجوم العالمية في أكبر الدوريات، لكن الحظ لم يحالفها في التتويج باللقب القاري، لأن كوت ديفوار ستنشط الكان للمرة ال 20 ، وهي المشاركة التي تبحث من خلالها عن لقبها الثاني، رغم أن الفيلة تتواجد في « فورمة « عالية منذ 2005، لكنها فشلت في إحكام سيطرتها على المنافسة الإفريقية، بدليل أن منتخب كوت ديفوار نجح خلال هذه الفترة في التأهل إلى المونديال مرتين متتاليتين في دورتي ألمانيا 2006 و جنوب إفريقيا 2010، في حين أنه خسر النهائي مرتين في دورة مصر 2006 ضد منتخب البلد المنظم، و كذا في النسخة الأخيرة أمام زامبيا، والقاسم المشترك بين الدورتين أن الفيلة تخسر اللقب القاري بضربات الحظ، التي منحتها تاجها الوحيد في دورة 1992 بالسنغال. إلى ذلك فإن قراءة في مشاركات الفيلة تكشف مداومتها الحضور منذ 1984، و غابت عن دورة واحدة في تونس 2004 ، و قد بلغت النهائي ثلاث مرات، والمربع الذهبي 4 مرات، مع الخروج من ربع النهائي في دورتين، آخرها في أنغولا 2010 على يد المنتخب الجزائري، في الوقت الذي تجرعت الفيلة مرارة الإقصاء من الدور الأول في 8 دورات. هذا ويقود منتخب كوت ديفوار الدولي الفرنسي السابق صبري لموشي في أول تجربة له في عالم التدريب، و يبقى الهدف الرئيسي في العقد الذي ابرمه في أواخر ماي الفارط التتويج باللقب القاري في جنوب إفريقيا، وكذا ضمان تأهل الفيلة إلى مونديال جنوب إفريقيا 2014، حيث أن المنتخب الإيفواري يتصدر ترتيب الفوج الثالث برصيد 4 نقاط، بعد الفوز على تانزانيا ( 2 / 0 ) والتعادل مع المغرب في مراكش ( 2 / 2 )، علما و أن الفيلة تتصدر اللائحة الإفريقية باحتلالها المركز 16 عالميا. تونس بأحلام الماضي رغم التأهل العسير أما بخصوص المنتخب التونسي فإنه سيشارك للمرة ال 16 في نهائيات كأس أمم إفريقيا، و حضوره أصبح منتظما منذ دورة تونس 1994، حيث أن « التوانسة « تأهلوا للمرة ال 11 على التوالي إلى « الكان «، لكن أفضل إنجازاتهم القارية تبقى تتويجهم باللقب في دورة 2004، لما استغلوا عاملي الأرض و الجمهور لاعتلاء منصة التتويج على حساب المغرب، و لو أن نسور قرطاج نشطت نهائي دورة 1996 بجنوب إفريقيا، و إنهزمت أمام منتخب البلد المضيف، كما سبق لها خوض نهائي دورة 1965، في حين كانت مغامرتها قد توقفت في المربع الذهبي في ثلاث مناسبات، بينما تجرع المنتخب التونسي مرارة الإقصاء من ربع النهائي 4 مرات، مقابل عجز التوانسة عن تخطي عقبة الدور الأول في 5 مناسبات. على صعيد آخر يطمح المنتخب التونسي للتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، سيما و أن تشكيلة سامي الطرابلسي تتصدر الفوج الثاني برصيد 6 نقاط بعد فوزها على كل من غينيا الاستوائية و الرأس الأخضر، رغم أن المنتخب وجد صعوبة كبيرة في التأهل إلى جنوب إفريقيا على حساب سيراليون، و التعداد يضم بعض العناصر ذات خبرة يتقدمها القائد عمار الجمل، الحارس ايمن البلبولي و المهاجم عصام جمعة و كذا لاعب الإرتكاز مجدي التراوي، مع العلم و أن المنتخب التونسي يحتل المركز 45 عالميا و السابع قاريا. الطوغو الحلقة الأضعف بسجل خال من الإنجازات القارية بالموازاة مع ذلك فإن الكل يجمع على أن منتخب الطوغو يعد الحلقة الأضعف في تركيبة المجموعة الرابعة من « كان 2013 «، لأن هذا المنتخب يبقى الوحيد من بين منتخبات المجموعة الذي لم يسبق له إعتلاء منصة التتويج، كما أن المنتخب الطوغولي سبق له تنشيط العرس الإفريقي في 5 مناسبات، و لم ينجح في تخطي عقبة الدور الأول، و قد تم إبعاده من « كان 2010 « بأنغولا بقرار من « الكاف « بعد إنسحابه من المنافسة على خلفية حادثة الإعتداء المسلح الذي إستهدف حافلة المنتخب بإحدى المدن الأنغولية، ليبقى أبرز إنجاز في تاريخ الكرة الطوغولية المشاركة في مونديال ألمانيا 2006، ويبقى أديبايور أهم ورقة يراهن عليها الطوغوليون، كونه كان قد قاطع المنتخب، إلا أنه وافق على العودة و سيكون قائدا للتشكيلة في النسخة القادمة من « الكان «، لأنها الفرصة الوحيدة للمنتخب الطوغولي لتدارك ما ضاع منه في تصفيات المونديال، على اعتبار أن حظوظه في التأهل إلى البرازيل تضاءلت بعد التعادل في لومي مع ليبيا، ثم الانهزام أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية، مما نصب منتخب الطوغو في مؤخرة ترتيب المجموعة التاسعة ، ولو أن هذه النكسة أبقت المدرب الفرنسي ديدييه سيكس على رأس العارضة الفنية لهذا المنتخب، و التي كان قد إعتلاها في جانفي الفارط خلفا لتيريه فروجير، مع الإشارة إلى أن منتخب الطوغو يحتل الصف 93 عالميا و ال 24 قاريا.