الجزائر = البوسنة والهرسك الخضر بلوك محلي في امتحان جاد أمام نجوم البلقان يلتقي المنتخب الوطني مساء اليوم نظيره البوسني في مباراة دولية ودية، تندرج في إطار تحضيرات الخضر لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، وكذا احتفالية بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال وتأسيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ( الفاف)، ما جعل الناخب الوطني ومسؤولي الكرة ينظمون هذا الموعد بملعب 05 جويلية، الذي يمكن أكبر عدد ممكن من الجمهور الرياضي من حضور المباراة. ورغم طابع اللقاء الودي الاحتفالي، إلا أن الطرفين يراهنان عليه لتحقيق جملة من الأهداف تحسبا للاستحقاقات القادمة، فالناخب الوطني وحيد حليلوزيتش صرح في آخر ندوة صحفية بأنه سيدخل اللقاء بنية إحراز الانتصار وطمأنة الأنصار قبيل كان جنوب إفريقيا، ومن جهته أكد الناخب البوسني سافات سوزيتش بأنه جاء إلى الجزائر من أجل لعب المباراة بالجدية اللازمة لأجل تحقيق الفوز، ومن ثمة تفادي تلقي أول خسارة في العام، وهو الذي قاد رفقاء دزيكو في أربع مقابلات قبل اليوم ولم يتجرع خلالها طعم الخسارة. الإصابات الهاجس الأكبر والمحليين أمام فرصة العمر وقد جاءت هذه المباراة التي تعتبر الأخيرة في أجندة الخضر لهذه السنة، في ظروف جد مميزة، على اعتبار أن لعنة الإصابات ضربت بقوة صفوف المنتخب الوطني، فحرمت ما لا يقل عن 11 لاعبا من المشاركة في مباراة اليوم، ويبقى خطي الدفاع والهجوم الأكثر تضررا من خلال غياب كادامورو و حليش و بوقرة و شافعي و مصباح و بلكلام، وسليماني وسوداني وجبور وعودية، وجلهم لاعبين أساسيين يشكلون النواة الصلبة للمنتخب المحتاج للاستقرار والروح التنافسية في دورة جنوب إفريقيا مطلع العام القادم، ورغم أن هذه الغيابات الكثيرة والمؤثرة تسببت في صداع للناخب الوطني، فإنها عادت بالفائدة على المنتوج المحلي الذي غيب لفترة طويلة، حيث فتح الباب على مصراعيه هذه المرة وبطريقة غير مسبوقة أمام اللاعبين الناشطين في الدوري المحلي، لإثبات قدراتهم ومؤهلاتهم للتواجد ضمن المنتخب، ما يجعل مباراة اليوم فرصة من ذهب لكل من بزاز وبن موسى وحشود ودوخة وسيدريك وزماموش وتجار، لتثبيت أنفسهم وتأكيد أحقيتهم في تمثيل الألوان الوطنية وخلافة الغائبين بداعي الإصابة، فالكوتش وحيد لا يملك اليوم خيارا آخر غير الاعتماد على هؤلاء سيما في الخطين الأمامي والخلفي، فإلى جانب المتألق مجاني ومهدي مصطفى سيكون حشود وبن موسى وريال على المحك، كما هو حال الثلاثي الهجومي الوافد مؤخرا على كتيبة الخضر، ويتعلق الأمر بالهدافين المميزين بولمدايس وقاسمي و جاليت، حيث أن غياب سليماني وسوداني وجبور، يحتم على حليلوزيتش وضع ثقته في هذا الثلاثي المطالب بالانتفاضة وكسب ثقة الناخب الوطني، في أكبر وأهم اختبار قبل ضبطه قائمة المعنيين بالمشاركة في الكان. فرجة ومتعة في غياب الضغط ومن حسن حظ «الكوتش وحيد» أن لعنة الإصابات استثنت المنطقة الإستراتيجية، حيث يمكنه اليوم الاعتماد على الثنائي «الذهبي» فغولي وقادير المتواجدان في فورمة ممتازة، و بودبوز العائد تدريجيا إلى مستواه الحقيقي، في الوقت الذي جاءت المقابلة في الوقت المناسب لثنائي الاسترجاع مهدي لحسن و عدلان قديورة لحاجتهما الماسة إلى اللعب وتحسين الروح التنافسية، نتيجة غياب لحسن عن عديد اللقاءات في الدوري الإسباني بسبب خيارات مدرب خيتافي، وقلة مشاركات قديورة في مباريات فريقه نوتنغهام فورست بداعي العقوبة (ست مقابلات). والجميل في مباراة سهرة اليوم أنها ودية احتفالية، ما يجعلها خالية من الضغط والحسابات، ومن ثمة تمكينها كل عنصر مشارك فيها من إظهار قدراته ومؤهلاته، وإقناع الناخب الوطني بالإبقاء عليه ضمن تعداد الخضر، سيما والمناصب سترتفع قيمتها أكثر بمجرد مغادرة المحترفين للعيادة، كما أن مواجهة البوسنة تعتبر اختبار جدي للوقوف على المستوى الحقيقي للخضر، بالنظر لحجم المنافس المدجج بنجوم من طينة دزيكو و بيايتش ولوليتش، وباقي نجوم كتيبة سوزيتش المتألقة في التصفيات الأوروبية لكأس العالم 2014 بالبرازيل، حيث تتسيد المجموعة السابعة مناصفة مع منتخب اليونان، وتسعى لجعل مباراة اليوم محطة لمعالجة النقائص وتصحيح المسار، بدليل حضور هذا المنتخب الأوروبي إلى بلادنا بتعداد مكتمل، ما يعد بحضور مباراة ثرية بالعروض الكروية.