شبح الإصابات يهزّ كيانه ولحسن الحظ أن اللقاء ودي "بوڤرة، سليماني، مصباح، كادامورو، جبور، سوداني، بلكالام وحليش" قائمة أسماء اللاعبين الدوليين الذين تأكّد غيابهم هذا الأربعاء أمام منتخب البوسنة بسبب الإصابات التي يعانون منها، قائمة يمكن أن نضيف إليها الثنائي الذي سيغيب أيضا بسبب الإصابة التي يعاني منها من فترة، والأمر يتعلق بيبدة- غزال. ويمكن للقائمة أن يزيد عددها بعدما أثبتت الفحوصات التي خضع لها كل من عودية وجابو على يد الطاقم الطبي للمنتخب، أنهما يعانيان من كدمات في عضلات الفخذ، ما يجعل مشاركتهما أمام البوسنة هذا الأربعاء تحوم حولها الشكوك. ونفس الشيء بالنسبة للمدافع المحوري فاروق شافعي المصاب خلال تربص المحليين، ليصل عدد اللاعبين المصابين إلى 13 مصابا، وهو عدد قياسي لم يعرفه المنتخب من قبل. ومن حسن الحظّ أن الأمر يتعلق بمباراة ودّية احتفالية وفقط، لأنّ لو أنّ هذا الكمّ الهائل من المصابين تزامن ومباراة رسمية لحساب تصفيات كأس العالم 2014، أو تزامن ونهائيات كأس إفريقيا 2013 لكان الأمر مؤثّرا. لأول مرة من سنوات...المحليون أكثر من المحترفين في التربص وفي ظلّ كلّ هذه الإصابات تبعثرت أوراق البوسني وحيد حليلوزيتش، الذي لم يجد من حلّ سوى الاستنجاد بالمادة الخام من لاعبي البطولة المحلية، الذين وجّه لهم الدعوة لتربصات المحليين الماضية، والذين لم يوجه لهم الدعوة أيضا. فاستنجد حليلوزيتش في بادئ الأمر بريال وڤاسمي وبولمدايس قبل أن يضيف للقائمة جاليت ظهر أمس، ليصبح عدد المحليين المتربصين في سيدي موسى في الوقت الحالي أكثر من عدد اللاعبين المحترفين، نعم أكثر منهم، حيث بلغ عدد المحليين المتواجدين في المركز 14 لاعبا، فيما بلغ عدد المحترفين 11 فقط، وهو أمر لم يحدث منذ فترة زمنية طويلة، حيث صار المحترفون يسيطرون على تعداد الخضر. مصائب المصابين عند المحليين فوائد وحتى إن كان الجميع يتمنى أن يخوض منتخبنا الوطني مباراة البوسنة بتعداد مكتمل، حتى يتم اختبار تشكيلة وحيد حليلوزيتش أمام منتخب بوسني قوي يضم في صفوفه لاعبين خيرة من اللاعبين الذين ينشطون في أوروبا في صورة "دزيكو وبيانيتش مثلا، إلا أن الرياح جرت مثلما لا تشتهيه السفن كما يقال. فنخر شبح الإصابات عضلات لاعبي الخضر، وتسبب في غياب الأسماء العديدة التي ذكرناها، وهو ما يصبّ حتما في مصلحة اللاعبين المحليين الذين تلوح أمامهم الفرصة للمشاركة في مباراة البوسنة بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، فإن استثنينا منصب وسط الميدان الدفاعي والهجومي، فإن المناصب متوفرة لتوظيف المحليين بداية بمنصب حارس المرمى، مرورا بخط الدفاع وصولا إلى خط الهجوم. دوخة.. زماموش... سيدريك لتعويض مبولحي وتعد المباراة فرصة المحليين التي لا بد من استغلالها، ولذلك فلننتظر ظهور المنتخب الوطني بوجوه جديدة لم يسبق لها أن لعبت من قبيل أو تلك التي لم تحصل على فرصها سوى نادرا، وستتوجه الأنظار إلى منصب حارس المرمى الذي يعاني فيه الحارس رايس وهاب مبولحي من نقص المنافسة، ما يستدعي منح الفرصة لحارس من الحراس المحليين، قد يكون دوخة الأفضل حاليا في البطولة، أو زماموش العائد بقوة في الجولات الأخيرة أو المتألق دوما سيدريك. شوط لحشود على الأقل وبن موسى المجال فسح أمامه وإن كان مهدي مصطفى لا يعاني من أي إصابة، فإن البوسني قد يمنح الفرصة لظهير مولودية الجزائر الأيمن عبد الرحمان حشود ولو لشوط واحد في المباراة، وهو الذي لم يخض ولا مباراة منذ لقاء النيجر الودّي. كما أن المجال سيفسح أمام بن موسى كي يخوض أول مباراة له بألوان الخضر، في ظلّ غياب كادامور المصاب وعدم جاهزية مصباح. ريال لتدعيم محور الدفاع وقد يعرف خط المحور الجديد في ظل الإصابة المفاجئة التي تعرض لها بلكالام، وتأكد غياب حليش والغياب المتواصل لبوڤرة، وإصابة شافعي الذي لم يشف بعد. ومن الممكن أن نرى مدافع شبيبة القبائل علي ريال إلى جانب مجاني في محور الدفاع، وهو أمر إن حدث فإنها المرة الأولى التي يلعبا فيها سويا. هجوم جديد بنكهة محلية خالصة ويبقى خط وسط الميدان الوحيد الذي من المستبعد الذي تحدث فيه تغييرات، لأن كل عناصره حاضرة سواء عناصره الدفاعية في صورة لحسن وڤديورة أو حتى بديلهم لموشية، أو الهجومية في صورة بودبوز، قادير وفغولي. لكن خط الهجوم سيعرف تغييرا جذريا في ظل غياب سوداني، سليماني، جبور وعدم التأكد من قدرة عودية على المشاركة، حيث من المتوقع أن توجه الأنظار نحو العناصر الجديدة التي تمّ الاستنجاد بها وهي بولمدايس، ڤاسمي وجاليت، إذ سيختبرها الناخب الوطني عن كثب في مباراة تعدّ الأولى من نوعها للمنتخب منذ سنوات بخط أمامي محلي خالص مائة بالمائة. المحليون لطالما طالبوا بفرصهم وعليهم استغلالها وإن كانت مصائب اللاعبين المصابين فوائد بالنسبة للاعبين المحليين، وإن كان عدد اللاعبين المحليين صار أكثر من المحترفين في هذا التربص، وهو أمر يحدث لأول من سنوات، فإن هذا لا يعني أن بطولتنا الوطنية صارت بألف خير، ولا يعني أيضا أن حليلوزيتش مدرب يمنح الفرصة للاعبين المحليين. لأن الرجل أرغم على ذلك بسبب الإصابات التي نخرت عضلات أغلبية المحترفين، لكنها تبقى فرصة لا بدّ أن تستغل من محليينا الذين نسمع يوميا أصواتهم المطالبة بمنحهم فرصة أتتهم أخيرا. فهداف البطولة بولمدايس حاضر ومن خلفه جاليت حاضر وڤاسمي يأتي بعدهما حاضر أيضا، وعدد من المحليين الآخرين حاضر، والكرة في مرمى كل واحد منهم للكشف عن مؤهلاتهم في مباراة الغد ولإثبات أنهم جديرون بتمثيل الجزائر. من يرغب في لعب "الكان" عليه إحراج دزيكو ورفاقه وإن كان محليونا يرغبون في المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا المقبلة، والتواجد بأكبر عدد ممكن فما عليهم سوى استغلال فرصة ذهبية كهذه لا تأتي سوى نادرا، لأن التربصات الخاصة بهم في كل مرة والمباريات التطبيقية التي يتنافسون فيها بشدة من أجل نيل ثقة البوسني، لا تساوي شيئا مقابل مباراة من حجم مباراة البوسنة التي ستسمح لمن يتألّق أمام دزيكو وزملائه ويقود "الخضر" لتحقيق الفوز لضمان مكان لنفسه من الآن، تحسبا لنهائيات كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا. أما إن حدث وخسر منتخبنا بالأداء والنتيجة في هذه المباراة، فإن البوسني بنفسه وليس فقط الجماهير التي ستحضر بقوة سهرة الغد إلى ملعب 5 جويلية، سيقول إن غياب "كادامور، حليش، سوداني، بوڤرة، مصباح، جبور، يبدة، سليماني...." وكل محترف أو أساسي مصاب أثر على مردودنا.